السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته … سأدخل في صلب الموضوع مباشرة وأتمنى الرد السريع لأنني مشوشة.
تزوجت منذ 9 أشهر من شخص أحبه ويحبني، حتى إني أحيانا أقول أنه يحبني أكثر نظراً لتفهمه معي وحبه لي ومعاملته الحسنة لي رغم تدخل أهله في علاقتنا خاصة في الفترة الأخيرة، ففي عيد الأضحى المبارك الماضي فرضت عليه أمه أن نقضيه معها رغم استقرارنا في بيتنا، وهذه المرة تريد أن تفرض علينا أن نصوم رمضان عندها، رغم أن معها كنة وبنتان و3 أولاد، وعندما رفض أهانته بحجة إنني أتحكم به.
قبل زواجنا تحدثنا في هذا الموضوع، واتفقنا أن نصوم ببيتنا وتحدثنا فيه بعد الزواج وكنا متفقين لكن بعد حديثه مع أمه أصبح متردداً، وكل مرة يفتح فيها معي الموضوع كنت اشعر بأنه يخافها، وذات يوم طلبت منه أن يصارحني فيما يريد، فقال بعنف ستذهبين للصيام في بيت أهلي، وان لم يعجبك فاذهبي إلى بيت اهلك، ومن يومها أنا في بيت أهلي مدة 6 أيام لم يكلمني فيها ولم يبعث لي برسالة وأنا لن أتراجع عن رأيي ولن أصوم مع أهله فأنا حامل وأنا امرأة عاملة، كما إنني أحب الاستقرار في بيتي إضافة إلى أنني متحجبة ولست من النوع الذي يختلط، وهم أسرة كبيرة كما أنني أعرف إنهم يريدونني أن لا استقر في بيتي، فسبق وان فعلوا هذا مع الكنة الأولى كانت مستقرة في بيتها ففرضوا عليها أن تأتي كل يوم عندهم، ثم أتى رمضان وبقيت على هذه الحال إلى أن مكثت معهم بنفس البيت غصباً، وأنا في البداية عارضوا أن استقل ببيت لوحدي فتحجج ابنهم بأنني عاملة، ولا أحب ان اخرج كل يوم وادخل عندهم لأنهم يسكنون بحي شعبي. كيف أتصرف؟
سارة
___________________________
الرد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بك يا سارة على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن يبارك لك في زوجك وفي جنينك، وأن يديم بينكما السكن والمودة والرحمة، وأن يعينكما على بر والديكما بما يرضي الله عز وجل.
في الحقيقة يا سارة سأكون صادقة معك إنني لمست نبرة كبر وتعالى – قد تكون غير مقصودة- في حديثك عن أهل زوجك، وبما إنني لمستها من مجرد رسالة إلكترونية مكتوبة فبالتأكيد شعر بها أهل زوجك منذ بداية زواجكِ من ابنهم وبالتالي فهي محاولة منهم لكسر هذا الكبر عليهم، وقد يكون هناك فارق في المستوى الاجتماعي بينكما، والذي يسبب هذه الحساسية، وهو دورك أنتي لعلاج هذا الأمر، حتى وإن كان في نفسك شعور أنهم يسكنون في حي شعبي، وأن عاداتك ونظرتك للأمور مختلفة عنهم، فهذا لا يمنع أن تكتميه في نفسك، وأن تتحدثي بود وبلطف مع زوجك أن حجابك يمنعك من البقاء في بيت عائلة مختلط بشكل يؤذيكِ وعن باقي الأسباب التي لا يظهر فيها نظرتك لهم.
للأسف يا سارة ساهم المجتمع في خلق نظرة مشوشة بين الزوجة وأهل زوجها، فباتت الفتيات يعتقدن أنها حرب ويجب أن تفرض سيطرتها من البداية حتى لا تخسر، فتبدأ العلاقة من البداية بشكل خاطيء وللأسف عندما تكون حرباً يضطر الزوج أن يقف في صف طرف واحد، وإن كان شاباً صالحاً يخاف الله سيكسر قلبه ويدوس عليه ويقف مع والدته !! لذلك الزوجة الذكية هي التي لا تضع زوجها في هذا الموقف وتكون هذ الخاسرة الوحيدة.
كما أن التعامل بعنف ورجولية وعند مع الزوج لن يجعلك تكسبين قلبه وتحصلين على ما تريدينه أبداً، لذلك أنا متيقنة أنه لن يتحدث معكِ نهائياً، وأنتي الخاسرة لأنه سيذهب لوالدته…. والآن ماذا نفعل؟
أولاً يجب أن تتعلمي يا سارة فن صناعة الحب بين وبين زوجك، فالرجل يخضع للأنثى التي تشعره برجولته، ولا تناطحه وتكون له نداً، وبما أنه لم يخطئ في حقك ولم يتطاول عليك، فاتصلي به وأخبريه أنك تفتقدينه وأنك لن تستطيعين قضاء وقت طويل بهذا الشكل، وأنه يجب أن تتحدثا بهدوء للوصول لحل بينكما يرضيكما، ثم تعرضانه على والدته، ولا مانع يا سارة أن تضغطي على نفسك بعض الشيء في سبيل مساعدته على بر والديه، فهذا في ميزان حسناتك، وسوف يرد لك بإذن الله عندما يكبر ابنك وتكون لكِ كنة.
تحدثي معه بشكل هاديء عن أنك لا ترغبين في مشكلة بينكما، قولي له قبل أن تتناقضا أنك مستعدة أن تذهبي معه لقضاء شهر رمضان، وسوف تنفذين ما يطلبه منكِ للحصول على رضاه والجنة !! وبعدها وضحي له كل ما قلتيه بشكل مهذب لطيف، ولا مانع أن تؤكدي له أنك قد تتصلين بها وتأخذين منها أذناً في البقاء في بيتك، ولا مانع عندك أن يهذب هو يومياً عندها كما تريد، أو أن تقتسمي الأيام في بيتك وعندها، فهي لن تهدأ حتى تشعر بأنك بالفعل لستِ متعالية متكبرة، وتحت أي ظرف من الظروف لا تكوني غبية وتستمعي لأي شخص يسعى لخراب بيتك، فماذا ستكسبين إن عاندتِوأصبحتِ مطلقة لا قدر الله !
ففي النهاية إن فشلت كل محاولاتك يا سارة، فلتمرري هذه المشكلة بما يريده زوجكِ، سوف تكسبين نقاط في صالحك من رضاه وطاعته كما أمرك الله عز وجل، وبعد رمضان عودي لبيتك، لكن خلال الوقت الذي ستقضينه عندها، وعموماً بعد ذلك يجب أن تضعي لنفسك خطة تكسبين بها رضا حماتك وبشكل سريع، وأن تكسري بها أي حاجز نفسي تكون بينكما بسبب نظرتك الدونية لهم، يجب أن تتحدثي معها وأن تزوريها باستمرار بدون زوجك، وأن تحضري لها الهدايا من وقت لآخر وبدون مناسبة، أن تتصلي بها وتأخذي رأيها في أمورك العامة، وأمور تخص ابنها كأن تسأليها في ذكرى زواجكما ماذا تعدين له على العشاء وأن تسأليها على طريقة إعدادها حتى تكون شهية كما تعدها هي، أساليها عن بعض الأمور التي تخص الحمل، وخذي منها خبرتها، أشعريها دائماً أنك ممتنة لها لأنها من هذا الرجل وربته ليكون زوجاً صالحاً لك، ووضحي لها دائماً أنه ابنها قبل أن يكون زوجكِ، وهكذا يا سارة من الأمور البسيطة التي تسعدها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: » الكلمة الطيبة صدقة »، فهي عندما تطمئن أن ابنها موجود وقتما تحتاجه معه زوجة صالحة لن تعيقه عن برها فلن تسعى بعدها للسيطرة عليكما، وحثي زوجك أيضاً على الاتصال بها يومياً وزيارتها وبره لها فهذا سيسعده ويزيل عنه أي شعور برغبتك في كسر علاقته بأهله.
تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق وتابعينا بأخبارك.