استنكر أئمة ودعاة وجمعيات ناشطة في مجال حقوق المرأة حملة « استري روحك »، المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يقوم أصحابها بالتقاط صور لنساء وفتيات متبرجات ومحجبات على شاطئ البحر بثياب السباحة أو بملابس عادية دون علم صاحبتها، ليتم نشرها وتداولها على « الفايسبوك ».. وهو ما أحدث صدمة كبيرة في وسطهن ولدى عائلاتهن.
أجمع المختصون على أن هذه الحملة هي تشهير بالسيدات وفضح لهن خلال ممارستهن حياتهن اليومية أو استمتاعهن بالاستجمام على شاطئ البحر، فيفاجأن بصورهن منتشرة على « الفايسبوك » ترافقها عبارات مسيئة وسيل من التعليقات الساخرة.
ودعا إعلاميون وجمعيات للدفاع عن حقوق المرأة إلى التحرك العاجل وإيقاف هذه الحملة المسماة « استري روحك » المسيئة إلى النساء وإلى صورة المرأة الجزائرية، بل تعتبر بحد ذاتها نوعا من أنواع العنف الممارس ضدها، خصوصا أن صاحباتها لم يأخذ إذنهن قبل نشر هذه الصور.. وهو فعل يعاقب عليه القانون.
وبالفعل، تحركت جهات لتطلق حملة أخرى تحمل اسمها « واش دخلك؟ » للدفاع عن حرية النساء وعدم التشهير بهن، بعيدا عن الجدل القائم حول اللباس الذي يرتدينه. فالمكان هو البحر وهو مخصص للسباحة، والجزائر تتوافر على شواطئ مخصصة للنساء، وهناك شواطئ للسلفيين، فكل يزور البحر الذي يرغب فيه. وقد خلقت هذه الصور العديد من المشاكل بين الأزواج والعائلات وبناتهن.
وفي هذا الإطار، رفضت رئيسة الجمعية الوطنية لترقية المرأة وحماية الشباب، نادية دريدي، بشدة التعدي على حريات الأشخاص، مطالبة ضحايا هذه الصفحات بترسيم شكاوى ضدهم لدى الجهات الأمنية حتى يتعرضوا للعقوبات واتخاذ تدابير لوقف التقاط الصور دون إذن أصحابها، مطالبة الأمن بالتحرك فورا لردع من سمتهم بأصحاب « الفايسبوك »، نظرا إلى إساءاتهم المتكررة إلى الأشخاص.
وبررت المتحدثة هذا النوع من التصرفات والتشهير بالنقص في الثقافة والتربية. فأصحاب هذه الصفحات لا تسلم منهم من ترتدي « المايوه » ولا « البوركيني » ولا حتى التي تلبس الحجاب أو الجلباب، فجميعهن مستهدفات، ووصفت رئيسة الجمعية الوطنية لترقية المرأة وحماية الشباب هذا التصرف بأنه نوع من أنواع العنف، داعية كل واحدة إلى اللجوء إلى القضاء.
من جهته، اعتبر إمام مسجد الفتح بالشراقة، الشيخ محمد الأمين ناصري، ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي تعديا صريحا على حرية الناس، وأنه لا يندرج في نطاق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا كان هذا النهي يؤدي إلى منكر أكثر منه فهذا حرام والأمر بالمعروف له أهله وله أشخاص مؤهلون للقيام به.
وسلوك الفرد الصالح تجاه النساء اللواتي لا يرتدين ملابس محتشمة على الشاطئ هو الدعاء لهن وهذا درب الصالحين.. فهن غافلات يحتجن إلى الدعوة، أما ما يحدث الآن على « الفايسبوك » فهو فوضى يرفضها الشرع ويعاقب عليها القانون. وهذا الأسلوب لن يقلل مما يحدث على الشاطئ.