دعوت أمام الكعبةبالشفاء لعتيقة طوبال و »بالسعد الطيّب » لإيمان نوال
– لهذا السبب المنتجون يفضّلون مُغنيات « الكباري » على زعتر وفتيحة سلطان!!
« ربي عيطلي وخيّرني باش نكون من ضيوف الرحمان ».. هكذا استهلت الفنانة الكبيرة فريدة كريم « خالتي بوعلام » حوارها مع مجلة « الشروق العربي »، في إطلالة هي الأولى لها منذ عودتها من البقاع المقدسة. »إطلالة »أفشت فيها الكثير من الأسرار، دافعت من خلالها عن الممثلات المحجبات،خاضت في أدق تفاصيل رحلة الحج والإيمان،والأهم من كل هذا وذاك أجابتنا عن سؤال: كيف اتخذت قرار ارتداء الحجاب؟.. تابعوا الإجابة في هذا الحوار…
تمنيت لو كان « حمّى » معايا في الحج
** فاجأت جمهورك قبل موسم الحج الماضي بارتداء الحجاب.. كيف اتخذت هذا القرار وهل كان صعبا؟
– لم يكن صعبا، بالعكس « ربي سهّلي فيه »، وما لا يعرفه الكثيرون أنه في العام الماضي، وتحديدا بعد زواج ابنتي « ياسمين »، كانت لديّ نية قوية لأداء مناسك العمرة أولا، ثم حج بيت الله الحرام.. وسبحان الله، في أقل من يوم واحد جهّزت كل شيء بعدما حصلت على جواز سفر الحج « ربي عيطلي وخيّرني لأكون من ضيوف الرحمان ».
** احكي لنا عن لحظة ارتدائك للحجاب وبماذا شعرت حينها؟
– تنهّدت قبل أن تجيب: لم يكن ممكنا أن أزور بيت الله وأعود منه غير متحجبة!! ففي أيام تحضيري للسفر، وبينما أنا أشتري مجموعة من « الحجابات »، أحسست بشعور لا يوصف « حسيت روحي خفيفة »، وبيني وبين نفسي وجدتني أقول لماذا لم أرتد الحجاب من زمان؟ وقد تضاعفت سعادتي أكثر عندما وجدت الناس في الشارع سُعداء وهم يروني بالحجاب وحـال لسانهم يقول « مـا شاء الله عليك ». أيضا مـن اللحظات التي لا أنساها ما حييت، في الطائرة ونحن متجهون للحج عندما كنا نساء ورجالا على قلب واحد نردّد « لبيك اللّهم لبيك »، والله لا تساوي الدنيا شيئا أمام هذه اللحظة التي يقشعر لها البدن، ثم اسمح لي أن أقول لك شيئا مهما.
** تفضلي:
– أول ما وصلنا إلى مطار جدة الدولي، فوجئت بالمُرشد يرّحب بي وهو يقول « أهلا بك خالتي بوعلام » (تضحك) تصوّر هذا اللقب وجدت من يناديني به حتى في الحج!! المُهم بمجرد نزولي من الطائرة ولا أعرف لماذا « شميت ريحة العرس والطعام » الذي يُطهى عادة في المناسبات السعيدة؟ فوجدت مرشد الوكالة التي سافرنا معها يقول لي بالحرف « غريب أنك شعرت بهذا الإحساس، لأن هناك بعض الحجاج ممن يبلغون هذا المكان، يصابون باختلال عقلي وعدم اتزان، خاصة المُسنين منهم، ربي يشفيهم ».
** وأنت على بُعد خطوات من الكعبة الشريفة لمن دعوت؟
– دعوت للجميع من دون استثناء، دعوت لابني « زينو » وابنتي « ياسمين »، كما دعوت للجميع بأسمائهم: دعوت لعتيقة طوبال بالشفاء وإيمان نوّال « بالسعد الطيب » ومراد زيروني الذي اعتبره ابني الثاني بعد « زينو » وكل شخص باسمه.. كما لم أنس الجزائر التي دعوت لها بالسلم والأمان والاستقرار. أمّا لنفسي فقد طلبت من الله عز وجل العفو والثبات، هي لحظات لا تنسى أبدا، خاصة وأنت ترى جميع من يطوف معك الكعبة يدعو ويناجي في لحظة واحدة الله الواحد الأحد.
** وأنت بهذا المكان وفي لحظة صفاء مع النفس ما الذي ندمت عليه؟
– لم أندم على شيء معيّن، فقط تمنيت في قُرارة نفسي وقلت « يا ريت لوكان زوجي -رحمه الله- حمّى (اسمه الثوري) معي في هذا المكان الطاهر.. لكني لم أتأخر عنه وذهبت لمسجد « عائشة » -رضي الله عنها وأرضاها- ودعوت له هناك، كما أديت له عمرة قلت فيها « لبيك اللّهم عمرة لزوجي الطاهر وليد قمرة ».
** ذكرت قبل قليل أنك ندمت لعدم ارتداء الحجاب مبكرا فهل.. (تقاطعنا)
– لأنه في « هاذ الدنيا ما يدوم غير الصح ».. كل يوم وكل شهر يمرّ وكل سنة تمضي هي في الحقيقة « نقصان من عمرنا.. يا سعدك يا فاعل الخير ».
بعد الحجاب شعرت أن حُب الناس لي زاد
** بماذا تنصحين أي سيدة أو فتاة لا زالت مترددة في ارتداء الحجاب؟
– إن كان لديها نية خالصة في ارتدائه، لا أفهم لماذا تتردد في الإقدام على قرار يدخلها الجنّة؟ عن تجربتي بعد ارتدائي الحجاب شعرت أن نظرة الجمهور إليّ تغيّرت « صح كانوا يحبوني »، لكن بعد الحجاب شعرت بأن حبهم لي زاد.
** بصراحة ألا تخشين أن تقل العروض والأدوار عليك بعد تحجبك؟
– ترد مستغربة « الرزق على ربي »، بالعكس أنا أشعر أن أدواري ستزيد أكثر بعد الحجاب، لأن الجمهور تعوّد عليّ بـ »الفولارة »، وباستثناء دوري في « جمعي فاميلي2 » -لأن شخصية « خالتي بوعلام » كانت تتطلب ارتداء ملابس « الجونغاي » و »البيري » المسترجلة-، كل ملابسي هي في الأصل محتشمة.
** توجد فنانات على غرار السيدة فتيحة سلطان اشتكين من تحوّل تمثيلهن بالحجاب إلى « نقمة » بسبب قلة المعروض عليهن.. ما رأيك؟
– لا أتصوّر أنها مسألة عرض وطلب، ولأني من هذا الوسط فأنا أرى الأمور من زاوية أعمق، فتيحة سلطان أو نوال زعتر فنانات لهن اسما ومكانة بالتالي أجرهن كبير، من هنا أضحى جشع بعض المنتجين الدخلاء على مهنة التمثيل ظاهرا للعيان، لدرجة باتوا يفضّلون الاستعانة براقصات ومُغنيات « الكباري » ويعطونهن أجرا زهيدا، المهم لديهم اللحاق برمضان لبيع منتوجهم، بينما « زعتر » ابنة الإذاعة الوطنية أو فتيحة سلطان ابنة مسرح قسنطينة الجهوي، يتم إحالتهن على التقاعد المسبق.. المشكل ليس « الحجاب » بقدر ما هو منطق الربح والخسارة.
** ..وكأنك ناقمة على ما يحدث في الساحة التمثيلية؟
– تريد الصراحة نعم، لأن كل من هب ودب أضحى يشتغل في مهنة التمثيل.. أليس هؤلاء من كانوا ينتقدون بالأمس القريب حرفتنا ويقولون التمثيل عيب وعار ولا أعرف ماذا أيضا؟
** ما الذي حفّز هؤلاء الدخلاء من منتجين وممثلين على اقتحام مجالكم؟
– إنه إغراء المال والكسب السريع، خاصة في ظل افتتاح قنوات فضائية عديدة.. والمؤسف في الأمر أننا صرنا في زمن أصبح من يبيع البطاطا منتجا ومن يتاجر في الخردة مخرجا، والنتيجة أنّ معظم المنتجين افتتحوا مطاعم وعملوا « بزنس » ومشاريع تدر عليهم الملايين بعرقنا نحن الممثلين.
** صراحة هل سيأتي يوم تخلعين فيه الحجاب؟
– هذا هو المستحيل بعينه « غير إذا هبلت » سأقدم على هذا القرار.
** كلمة أخيرة؟
– شكرا لمجلة « الشروق العربي » على هذا الحوار.. فريدة كريم هي فريدة كريم « أبقاوا تحبوني دايما لأني أنا نحبكم بزاف » وسلامي لكل قراء المجلة.