خبراء « الفاو »: حليب النوق الجزائري فريد من نوعه في العالم

وأشرف الخبيران سالفي الذكر التابعان لـ  »الفاو »، على تكوين إطارات إحدى المستثمرات الفلاحية الخاصة، المتخصصة في تربية الإبل وتحويل منتجاتها بولاية الوادي، لاسيما بعد ما واجه هذا الأخير، إشكالية تحويل حليب النوق، واستخراج مشتقات منه، لأن حليب أنثى الجمل كما هو معروف، لا يتخثر كباقي حليب الحيوانات الثديية، الذي يمكن أن يصبح لبنا ويستخرج منه الزبدة وغيرها من مشتقات الحليب.

ومن جهتها، مديرية المصالح الفلاحية بالولاية والمفتشة البيطرية، أميرة زبيدي عواشرية، كشفت لـ »الشروق »، أنها رافقت خبير الـ »فاو » وزوجته، للإشراف على الجانب الصحي لعملية تحويل ألبان النوق، وذلك من أجل الحفاظ على صحة المستهلك، إذ تشرف على متابعة صحة إبل المستثمرة من خلال قيامها بعملية مراقبة دورية لها، بالإضافة إلى متابعة جميع أطوار إنتاج حليب النوق إلى أن تتم عملية بسترته، ويكون جاهزا للإستهلاك. ويعتبر فريدا من نوعه على حد تعبيرها. كما استفادت من الدورة التي أجريت لإطارات المستثمرة، في شقها الصحي المتعلق بحماية المستهلك، وأكدت أن الخبراء تمكنوا من استخراج 8 مشتقات لحليب الناقة، ولأول مرة يتم استخراج القشدة، في حين إن ألبان النوق الأخرى في العالم لا تملك الخاصية لاستخراج القشدة، كما تم اشتقاق اللبن، الياغورت، المثلجات، حلويات، الجبن بأنواعه،  »الفته، حلومي، موزاريلا ».

وحسب الطبيبة البيطرية، التي أفادت بأن أنواع مشتقات حليب النوق بالوادي، تميزت بجودة أبهرت الخبيرين، اللذين قاما بمنح شهادة للمستثمر يعترف فيها بالفوائد الصحية لحليب النوق ومشتقاته، معتمدة لدى المنظمة العالمية للأغذية، وهو ما يسهل له في المستقبل ترويج منتجاته في الأسواق العالمية، شريطة الالتزام بالمعايير التقنية الغذائية والصحية التي استفاد منها في الدورة التكوينية، لاسيما فيما يتعلق بمضاعفة إنتاج الناقة للحليب، حيث تنتج حاليا 5 لترات في اليوم، وإذا التزم المستثمر بتربية النوق بالطريقة المثالية ومطابقة مكان عيشها وتغذيتها وطريقة حلبها ورعايتها صحيا كما شُرح له ذلك، فإنها يمكن أن تنتج 10 لترات من الحليب في اليوم.

وبخصوص مربي الإبل ممن ينتجون الحليب ولا يستطيعون تسويقه بحكم الشهادة الصحية البيطرية، فقد أكدت المفتشة أميرة زبيدي، أن على المربي أن يتقدم إلى المفتشية البيطرية بمديرية المصالح الفلاحية، من أجل إدراجه ضمن برنامج المتابعة الصحية للحيوانات التي توجه منتجاتها إلى الاستهلاك العام، حيث تتكفل الدولة بتحاليل الطب البيطري كل 6 أشهر لضمان خلو الحيوان من أي مرض قد ينتقل إلى المستهلك، وبذلك يتمكن المربي من الاستثمار في إنتاج الحليب لاسيما المتعلق بحليب النوق، الذي من الممكن أن يلامس العالمية ويكون من ضمن البدائل لإدخال العملة الصعبة وإنعاش الاقتصاد الوطني.