تكون الأطراف المُدافعة عن اللاعب المحلي والبطولة الوطنية قد باتت ليلة الأحد الماضي شاردة الذهن تَعُدُّ النجوم، بعد الخروج المبكّر لآمال « الخضر » من دور المجموعات لأولمبياد مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
وشكّل اللاعب المحلي العمود الفقري للمنتخب الوطني آمال المُشارك في أولمبياد ريو، حيث وجّه الناخب الوطني بيير أندري شورمان الدعوة لـ 15 لاعبا مُقابل 3 زملاء لهم فقط ينشطون بالخارج، وهم: رشيد آيت عثمان مُرتدي زي سبورتينغ خيخون الإسباني وهاريس بلقبلة مُمثّل ألوان تور الفرنسي وبغداد بونجاح من السد القطري.
وقدّم المنتخب الوطني لفئة أقل من 23 سنة عروضا شاحبة حتى لا يُقال مُستفزّة، تعكس رداءة البطولة الوطنية التي لا يُتابعها سوى الإعلاميون المكلّفون بالتغطيات الصحفية، وكمشة من الأنصار ينتقلون إلى الملاعب لتبديد « الروتين » وتمضية الوقت ليس إلّا، وأسر اللاعبين.
لقد ظهر زملاء المدافع عبد الغني دمو وكأنهم كُلّفوا بأشغال شاقة، من خلال التفكك بين الخطوط والتحرّك البطيئ والغباء في صنع اللقطات التهديفية أو تشتيت خطورة المنافس، بل حتى التسديد أعطى الإنطباع للمتفرّج إمّا أن الكرات المستعملة في أولمبياد ريو ضخمة أو أن أقدام تلاميذ شورمان ظريفة، بدليل عجزهم عن تقديم نسوج جديرة بالتثمين رغم الخسارتين المُسجّلتين أمام الهندوراس والأرجنتين.
من العبث المطالبة بتشريح جثّة البطولة الوطنية وإجراء عملية جراحية دقيقة لإستئصال الورم، لأن رؤساء الأندية ولاعبيهم ومدربيهم منهمكون في تحسين الجانب الإجتماعي وتعظيم ثرواتهم. ولكن الحل العملي الواجب اتخاذه بعد إسدال ستار الأولمبياد، هو ضرورة أن تتخلى السلطات العمومية – فعلا وليس قولا- عن الأندية الكروية. فلا يُعقل أن يُطلب من الشباب مُناطحة الصخور وصنع المبادرات، وبالمقابل تُمنح لرؤساء الأندية إعانات مادية ويُسمّنون مثل الماشية.
أين تذهب الأموال التي تُقدّمها السلطات العمومية للأندية سنويا، وأموال حقوق البث التلفزيوني، وأموال الشركات الراعية، و »نقود » الشباب البطّال الذي يرتاد الملاعب، حتى أن رؤساء الأندية طالبوا مؤخرا برفع سعر التذكرة إلى 500 دج؟
استنادا إلى ما قدّمه منتخبا الهندوراس والأرجنتين للآمال، يمكن القول إن زملاء زكرياء حدوش فوّتوا على أنفسهم فرصة ثمينة وفي المتناول لبلوغ ربع النهائي، ولكن عقم الأقدام أحرق أعصاب المُدافعين عن المنتوج المحلي قبل غيرهم الذي يُرافعون من أجل الإعتماد على المحترفين بأوروبا دون سواهم.