أكدت مصادر عليمة، الأربعاء، إنّ « محمد روراوة » (69 عاما) لن يستمرّ رئيسا للاتحاد الجزائري لكرة القدم، بالتزامن، أفيد أنّ « رشيد معريف » (74 سنة) السفير السابق للجزائر في إيطاليا والرئيس الشرفي لنادي « مولودية الجزائر »، يتواجد في أفضل رواق لخلافة « روراوة ».
أياما عقب الضجيج « المبرمج » الذي أفرزه الخروج المخيّب لمنتخب الجزائر لكرة القدم من كأس أمم إفريقيا الـ 31 المتواصلة بالغابون، نقلت مراجع مطلّعة إنّ « روراوة » ارتضى استباق موعد الاجتماع القادم للمكتب الفيدرالي المقرر في العاشر من الشهر الجاري.
وجزم « روراوة » لمقرّبيه إنّ مشاكله الصحية لن تسمح له بالترشح مجددا لرئاسة (الفاف)، بعدما ظلّ العضو السابق في تنفيذية الفيفا)، ربّان الكرة الجزائرية منذ السادس عشر فيفري 2009، حيث استهلك فترتين صاخبتين، بالإضافة إلى فترة أولى (شاحبة) بين الثامن نوفمبر 2001 و24 جانفي 2006.
ولم يتحفظ « روراوة » بشأن قراره، حيث قرّر (الحاج) المتواجد في الغابون حاليا، إبلاغ كبار مساعديه، على غرار نائبه الأول « عبد القادر شعبان »، وذراعه الآخر » عبد الوهاب جهيد زفزاف، فضلا عن مدير المنتخبات الوطنية « وليد سعدي » والمدير الفني الوطني « توفيق قريشي »، ولعلّ هذا ما يفسّر الأنباء التي تحدثت عن رمي الوجوه الثلاثة الأولى للمنشفة.
ويبدو أنّ « روراوة » الذي تأثر كثيرا بما سماها « حرب ضروس من أطراف تحاول تصفية حساباته، وتحاول بشتى الطرق الإساءة » فضّل الاستمرار في أروقة الاتحاد الافريقي، عبر السعي لكسب رهان الحفاظ على منصبه في المكتب التنفيذي لهيئة الكاميروني « عيسى حياتو » المكنّى « ماماتو ».
الجمعية العامة الانتخابية نهاية الشهر
خلافا لما جرى إعلانه في وقت سابق من أنّ الجمعية العامة لـ(الفاف) ستقام بحر أفريل المقبل، أفيد أنّ « روراوة » يريد تسريع الأشياء، وسيمرّ إلى جمعية عامة عادية ثمّ أخرى انتخابية قبل نهاية الشهر الحالي.
وأتى هذا الخيار ليؤكد أنّ « روراوة » لا يريد البتة التراجع عن الترشح، وانتظار استمراره من عدمه في (الكاف)، كما لا يريد (الحاج) إدارة موعدي (الفاف) وودية مارس التي تنتظر الخضر.
إجماع ورهانات
الظاهر أنّ جماعتي « دالي ابراهيم » و »الفاتح ماي » اتفقتا على هوية القائد القادم لاتحاد كرة القدم، ويتعلق الأمر بـ « رشيد معريف » الذي يُعرف بكونه الرجل القوي في بيت « مولودية الجزائر »، علما أنّ « معريف » الذي كان وزيرا للسياحة زمن الرئيس الراحل « الشاذلي بن جديد »، تولى تأسيس ورئاسة جمعية « آل المولودية » في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، قبل تحوّله إلى رئاسة الجمهورية، وتكليفه بإدارة التشريفات بين سنتي 2002 و2005، ثمّ عُيّن سفيرا للجزائر في إيطاليا بين 2005 و2016.
ومنذ عودته إلى الجزائر في العام الأخير، لم يبتعد « معريف » عن الشأن الرياضي، تماما كسابق عهده، مع الإشارة إلى أنّ « معريف » المعروف بـ « حنكته الإدارية »، « حسه التسلطي »، « صرامته » و »عناده »، اختير منذ سنوات رئيسا شرفيا لنادي القلب « مولودية الجزائر ».
« معريف » الذي « ناضل » لسنوات من أجل إبعاد « العميد » عن وصاية « سوناطراك »، يبرز حاليا كرجل المرحلة القادمة ومعه سيبدأ شوط جديد، ومعه يتساءل مراقبون عن طبيعة الأفق، وما ينتظر محاربي الصحراء من رهانات تتصدرها تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون، وآخر آمال بلوغ المونديال الروسي 2018.