رشيد طفل لم يتعد من العمر 15 سنة، من ذوي الاحتياجات الخاصة ببلدية البنود جنوب ولاية البيض، يعيش ظروفا بعيدة كل البعد عن أدنى القيم والمعايير الإنسانية، فهو مربوط بحبل من رقبته إلى فراشه منذ ولادته، فراش ينام فيه ويطرح فيه فضلاته التي يأكلها عندما يجوع. وضعية رشيد زادها تعقيدا كونه يتيم وزوج أمه الحاج بوسيف، شيخ طاعن في السن لا يقدر على العمل ولا يقدر على التكفل به، في حين أن أمه عجزت عن تلبية متطلباته اليومية من الحفاظات والألبسة والأغطية، والتي باتت عبئا ثقيلا على عائلة مكونة من 7 أفراد أرهقها العوز والحرمان. فأم رشيد تقول عندما سألناها عن وضعية ابنها، إنه وُلد بتخلفه الذهني، وخوفا عليه من الخروج إلى الشارع والتعرض إلى الأذى قامت بربطه بحبل إلى فراشه تجنبا لأي مشاكل، وهذا رغما عنها . وعن سبب تركه ينام ويعيش وسط الفضلات والروائح الكريهة، ردت بأن حالة رشيد تتطلب أن تغير له الحفاظات 3 مرات على الأقل في اليوم، وهي مصاريف ثقيلة عليها وعلى زوجها الطاعن في السن، عجزت عن تلبيتها وحتى استعمالها للبلاستيك والأقمشة مكان الحفاظات في وضعية ابنها، لم تعد مجدية لأنها هي الأخرى تتطلب غسيلا وتنظيفا يوميا والصابون هو الآخر يتوفر حينا ويغيب أحايين أخرى، كما أن استعمال البلاستيك أثر بشكل خطير على جسم ومواضع حساسة للطفل رشيد، مما جعله يترك من دون حفاظات أحسن له، حماية لجسمه المنهك والضعيف.أم رشيد وزوجها اليوم وفي ظل وضعية ابنهما القاسية والمزرية، ينتظران فرجا ومساعدات من كل الجهات التي بإمكانها مساعدتهم لتكفل أحسن به، تكفل يحفظ له كرامته وإنسانيته والتي لا يجب أن تلغيهما إعاقته الذهنية، ليتم التفريط فيه وكأنه ليس بشرا.