كانت تسعين دقيقة، في ملعب برنابيو بمدريد، كافية لأن يتحوّل حلم الفرنسيين، في حصد الكرة الذهبية الأوروبية لسنة 2017 إلى كابوس، بعد أن منّوا النفس في تمكّن اللاعب أنطوان غريزمان، صاحب الست وعشرين ربيعا من التتويج بالكرة الذهبية التي أضاعها الموسم الماضي، أمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بسبب تتويج هذا الأخير بلقب رابطة أبطال أوربا وكأس أمم أوربا، وفي المناسبتين أمام النجم الفرنسي غريزمان، ذي الأصول الإسبانية، والذي غادر الدوري الفرنسي منذ 2009 عندما انضم وهو في ربيعه الثامعشر لنادي ريال سوسيداد.
كانت الصحافة الفرنسية قبل المواجهة التي جرت سهرة الثلاثاء، قد ركزت على معركة غريزمان أمام رونالدو أكثر من داربي العاصمة الإسبانية بين ريال مدريد وغريمه ألتيكو، واعتبرت قهر غريزمان لرونالدو هو خطوة هامة لخطف الكرة الذهبية، وإعادتها إلى خزانة فرنسا التي لم تحصل عليها منذ 1998 بفضل اللاعب زين الدين زيدان، الذي تفوق حينها على الكرواتي سوكار والبرازيلي رونالدو، ومنذ ذلك الحين والفرنسيون بعيدون عن المنافسة إلى أن ظهر اللاعب أنطوان غريزمان، واقترب أكثر الموسم الماضي في غياب ليونيل ميسي الذي خانته الألقاب، سواء مع ناديه برشلونة أو منتخب بلاده الأرجنتين، واقترب أكثر هذه السنة، التي تتميز بخلو رزنامتها من بطولات المنتخبات، ومنها
عل وجه الخصوص كأس أمم أوربا
.
لكن مباراة الثلاثاء، كانت معاكسة لتمنيات الفرنسيين حيث عنونت كل مواقع الصحف الفرنسية من فرانس فوتبول وليكيب وركزت، على الضياع الكروي الذي عاشه النجم غريزمان والذي لم يعد أمامه من سبيل سوى إحداث ما يشبه المعجزة وهو قيادة أتليتيكو مدريد لقلب الطاولة برباعية نظيفة، وبلوغ النهائي والتتويج بالكأس الاوروبية، وهي مهمة قالت عنها الصحافة الفرنسية بأنها مستحيلة، وسيكون غريزمان حينها لو تحققت المعجزة، ميسي جديد، خاصة أن رونالدو سجال ثلاثية كاملة وصار هدافا لبطولة رابطة أبطال أوربا والمرشح الأول، وربما الوحيد للفوز بلقب الكرة الذهبية.