رضخ أخيرا رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، لضغط رؤساء الأندية عندما قرر، الأربعاء، خلال اجتماع المكتب الفيدرالي الوفاء بوعوده التي أطلقها غداة انتخابه خليفة للرئيس السابق، محمد روراوة، عندما ألغى « ممنوعات » الأخير، والمتمثلة في السماح بانتداب اللاعبين الأجانب إلى البطولة بشروط، فضلا عن إظهاره لليونة واضحة بخصوص برمجة لقاءات الجولات الأخيرة من البطولة، كما شهد الاجتماع تصالحا « مصلحيا » مفروضا بين زطشي وقرباج بعد حرب تصريحات وبرودة في العلاقات دامت لأزيد من شهرين.
وكان جميع المتابعين ينتظرون اجتماع المكتب الفيدرالي، الأربعاء، والذي دام لساعات طويلة بين فترتين صباحية ومسائية، لا سيما أنه جاء بعد تصريحات نارية لرؤساء الأندية ورئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، محفوظ قرباج، بحق رئيس الفاف الجديد، وحزمة من الاتهامات والتشكيك في قدرة الرجل على تسيير كرة القدم الجزائرية، ورد « مفحم » من زطشي عبر بيان نشره على موقع الفاف الرسمي، وقالت مصادر « الشروق » إن مساعي وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، واتصاله بجميع الأطراف قبل عقد اجتماع المكتب الفيدرالي وتشديده على ضرورة تغليب لغة الحوار والمصلحة العامة، وإرفاقه ذلك بتأسفه وخيبة أمله من كل ما حدث، ساهم في تهدئة الأوضاع، أول أمسن وتحول الاجتماع إلى مصالحة جماعية تفرضها الظروف والمعطيات الحالية.
وكانت أولى بوادر الاجتماع الإيجابية التصالح بين زطشي وقرباج أمام جميع الأعضاء، حيث اتفق الطرفان على ضرورة نسيان ما حدث في فترة سابقة وفتح صفحة جديدة للعمل جنبا إلى جنب من أجل مصلحة كرة القدم الجزائرية، قبل أن يلجأ زطشي إلى قرار آخر يكسب به ود رؤساء الأندية الجزائرية الغاضبين، حيث رخص لهم جلب اللاعبين الأجانب بعد المنع الذي طالهم لموسمين بقرار من روراوة، والأكثر من ذلك رفع السن المحددة لجلبهم من 27 إلى 30 سنة، في انتظار وضع دفتر شروط خاص بهذه العملية، من أجل تجنيب الأندية متابعات الفيفا في حال عدم وفائهم بالتزاماتهم المالية تجاه هؤلاء اللاعبين، وهو السبب الذي كان دفع روراوة إلى إقرار قانون الحظر، كما رخص زطشي أيضا لأندية الهواة بانتداب 5 لاعبين يفوق سنهم الـ30 سنة بعد أن حظر عليهم روراوة اللعب في هذا المستوى خلال الفترة السابقة، قبل أن يرخص لثلاثة منهم باللعب فقط، ومن شأن هذا القرار أن يكون في صالح الأندية التي ستستفيد من خبرة هؤلاء اللاعبين، وحتى اللاعبين أنفسهم الباحثين عن مغامرات أخيرة في مشوارهم الكروي، كما رخصت الفاف أيضا بتحويل لاعبين اثنين من قسم الهواة إلى الأندية المحترفة، بعد أن طالهم المنع في فترة سابقة.
وفي سياق آخر، ربط المكتب الفيدرالي برمجة لقاءات الجولات الأخيرة من الرابطة المحترفة الأولى ليلا خلال رمضان، بموافقة فريقي دفاع تاجنانت وشباب باتنة، المدعوين للعب خارج ملعبهما لعدم توفرهما على الإنارة، وفي حال الرفض ستلعب اللقاءات على الساعة الخامسة مساء.
هذا ولم يفصل المكتب الفيدرالي خلال اجتماعه الأخير في هوية المدرب المساعد المحلي، ما يطرح أكثر من سؤال حول سر تماطل زطشي في تسوية هذا الملف، رغم إصراره في وقت سابق على ضرورة تواجد اسم محلي ضمن طاقم ألكاراز، حتى يكون همزة وصل بين الأخير واللاعبين المحليين في المنتخب الأول وحتى في المنتخب المحلي، فضلا عن مساعدته في جمع معلومات أوفر عن كرة القدم المحلية لتسهيل مهمة المدرب الإسباني، لكن تماطل الفاف في الكشف عن هذا الاسم يثير الحيرة رغم الأسماء العديدة التي طرحت لتولي هذه المهمة.
هذا وقررت الفاف تحديد تاريخ الثاني جوان لانطلاق تربص المنتخب الأول استعدادا لودية غينيا ورسمية الطوغو، كما قدم مناجير المنتخب حكيم مدان تقريرا إيجابيا عن جولة ألكاراز الأوروبية.