عبّر المدرب المصري سعد البقري عن تأسفه لعدم تأهل المنتخب الجزائري إلى مونديال روسيا 2018، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل يتطلب حسب قوله تشريحها بعمق وهدوء، مع التفكير بتفاؤل في المستقبل، وبالمرة الوقوف بشكل ايجابي مع المدير الفني رابح ماجر الذي بمقدوره حسب البقري أن يعيد المنتخب الجزائري إلى مكانته الحقيقية.
أكد التقني المصري سعد البقري الذي اشتغل لمدة 8 سنوات في البطولة الوطنية، بأن فترة الفراغ التي يمر بها المنتخب الجزائري لا تقلل من إمكاناته، باعتباره يتصف بمدرسة كروية مميزة، وغنية عن كل تعريف منذ مونديال 1982، بدليل فوزه التاريخي أمام منشط النهائي منتخب ألمانيا، وكان بمقدوره الذهاب بعيدا لولا التواطؤ الذي حدث، وقال بأن إخفاق محاربي الصحراء في المرور إلى مونديال روسيا تقف وراءه عديد العوامل، وفي مقدمة ذلك غياب الاستقرار الذي ولّد مرحلة من الشك، مضيفا بأن التعداد الجزائري يتوفر على لاعبين بارزين، إلا أن كثرة الجدل، وتوسع دائرة النقد والضغط، وتداول عدة مدربين على العارضة الفنية في مدة قصيرة انعكس سلبا على « الخضر » ، وحرمهم من التأهل.
قانون الباهاماس خدم « الخضر » والخلل في غياب الاستقرار
أوضح المدرب المصري سعد البقري بأن قانون الباهاماس أفاد المنتخب الجزائري، من خلال الاستفادة من خدمات مواهب كروية لعبت في منتخبات شبانية فرنسية وأجنبية، ورغم اعترافه بأن هذا القانون أثر على درجة حضور اللاعبين المحليين، إلا أنه حسب قوله خدم « الخضر »، معتبرا بأن هذه المسألة خلفت الكثير من الجدل، بحكم أن الكثير ينظر حسب محدثنا إلى اللاعب المحلي على أنه يتسم بالروح القتالية وتشريف الألوان، إلا أنه حسب البقري فلا يمكن تعميم هذه القاعدة، مستدلا بالوجه المشرف لأبناء المدرب السابق رابح سعدان في « كان 2010″، ومونديال جنوب إفريقيا، وهذا بفضل لاعبين محترفين ومغتربين، وهو العامل الذي خدم أيضا « الخضر » حسب قوله في مونديال 2014 بالبرازيل، وعليه يرى سعد البقري بأن العبرة ليست في الأسماء القادرة على إفادة المنتخب، مشيرا أن خيار المغتربين سمح في نظره بإنهاء مرحلة صعبة مرت بها الكرة الجزائرية في فترة من الفترات وعلى مدار عدة سنوات.
أنا مع التكوين القاعدي وجدلية المحلي والمغترب غير مجدية
وقال المدرب السابق لاتحاد الشاوية وعدة أندية جزائرية بأنه يساند خيار الاعتماد على اللاعبين الأفضل جاهزية، ومن له القدر على منح دفع نوعي للتشكيلة الوطنية، بصرف النظر عن انتمائه أو مكان تواجده، مؤكدا بأن المزج بين اللاعب المحلي والمغترب وفق قاعدة المردود هو الذي سيفيد المنتخب الجزائري، ورغم تأكيده على الوضع الصعب الذي مرت به البطولة الجزائرية، إلا أنه بدا متفائلا بإمكانات اللاعب المحلي في رفع التحدي، في ظل تواجد فرق كبيرة بحجم وفاق سطيف واتحاد الجزائر ومولودية الجزائر ومولودية وهران وغيرها، وعليه من اللازم على الجميع حسب البقري التحلي بالصبر والاعتناء بالعمل القاعدي الذي يعد أحد عوامل النجاح، مستدلا بتجربة الكرة المصرية التي تملك حسب قوله تقاليد مهمة في هذا الجانب، وعلى مدار العشريات السابقة.
يجب ترك ماجر يعمل والوقوف مع خاليلوزيتش كان درسا مهما
وأشار المدرب المصري سعد البقري إلى عديد المراحل الصعبة التي مر بها المنتخب الجزائري، من ذلك ما حدث في « كان 2013″، في فترة المدرب البوسني خاليوزيتش، حين أقصي « الخضر » في الدور الأول، رغم المردود الإيجابي المقدم، إلا أن الوقفة الايجابية للاتحادية بقيادة محمد روراوة مكّنت « الخضر » من تصحيح المسار، وتقديم مردود فني عالمي في مونديال 2014، بدليل تأهله إلى الدور الثاني، وعلى هذا الأساس قال سعد البقري انه من اللازم مساعدة رابح ماجر في مهمته الجديدة حتى يتسنى له تحقيق أهداف وطموحات الجماهير الجزائرية المتعطشة إلى النتائج الإيجابية والإنجازات الكبيرة.
هكذا تألقت مصر والجزائر قادرة على العودة إلى الواجهة
من جانب آخر، أكد بان خصوصيات المدرسة الكروية المصرية تختلف بشكل كبير عن المدرسة الجزائرية، ما يحول دون القيام بمقارنة دقيقة، مرجعا تأهل مصر إلى مونديال روسيا إلى عدة عوامل، وفي مقدمة ذلك وقفة الاتحاد المصري مع الطاقم الفني، رغم الانتقادات الكثيرة الموجهة له، معتبرا بإن عامل الاستقرار سمح بتحقيق الهدف المسطر، وهو العامل الذي يراه سعد البقري مهما لتجسيد الإستراتيجية المرسومة ولو على حساب الأداء الفني، كما اعتبر بأن نجومية محمد صلاح وخطواته العملاقة في الكرة العالمية قد صنعت الفارق لتشكيلة الفراعنة، وهذا رفقة لاعبين مميزين في صورة أوكوكا والبقية، مضيفا بأن جدلية اللاعب المحلي والمغترب غير موجودة في المنتخب المصري، وهذا في ظل إعطاء الأولوية للتكوين على مستوى الناشئين، وامتلاك بعض الأندية لتقاليد وإمكانات تسمح لهم بتمويل المنتخب المصري بلاعبين مميزين.
تأهل 4 منتخبات عربية مكسب كبير وترقبوا مستقبلا واعدا للمغرب
وبعيدا عن نكسة « الخضر »، وعودة المنتخب المصري إلى واجهة المونديال، فقد نوه المدرب سعد البقري بإنجازات منتخبات المغرب وتونس والسعودية، واصفا تواجد 4 منتخبات عربية في روسيا بالمكسب الكبير، متمنيا أن تكون المشاركة نوعية، وألا يقتصر على الحضور الشكلي، كما تنبأ سعد البقري بمستقبل واعد للمنتخب المغربي في غضون السنوات المقبلة، بناء على العمل القائم الذي مكن هذا الأخير من العودة إلى الواجهة، وهو الكلام الذي ينطبق حسب قوله على منتخبات مصر وتونس والسعودية الذين يريدهم أن يستفيدوا من مشاركاتهم السابقة حتى يتسنى لهم الظهور بوجه أفضل في بلاد روسيا.