كشف المدرب رابح سعدان بأن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة مسؤول عن السقوط المريع للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، مؤكدا بأنه يجب إجراء إصلاحات فورية وسريعة ليس فقط على مستوى المنتخب الوطني وإنما على الكرة الجزائرية بشكل عام.
قال سعدان في تصريحات للشروق عقب الهزيمة أمام تونس 2/1 ساء الخميس في الجولة الثانية من كأس إفريقيا 2017 بالغابون وتضاؤل فرص الخضر في بلوغ الدور الثاني « رئيس الفاف مسؤول عن عدم استقرار التشكيلة الوطنية، وتراجع مستواها وهذا منذ مشاركتنا في نهائيات كاس أمم إفريقيا 2015 بغينيا الاستوائية، لأنه تدخل في كثير من الأمور التي لا تعنيه، فضلا عن عدم الاستقرار الذي ساد العارضة الفنية، منذ رحيل المدرب كريستيان غوركوف »، مضيفا « النيّة غابت في الفريق منذ مدة طويلة، لقد سبق وأن قلت له بصريح العبارة عندما انسحبت في 2010 بأن « النيّة راحت »، وها نحن اليوم نقف أمام هذه الحقيقة »، وتابع سعدان يقول في دورة 2015 وصلنا إلى الدور ربع النهائي، وكان من المفروض أن تكون مشاركتنا في دورة الغابون أفضل، وهي التقدم نحو نصف النهائي على الأقل، لكن العكس حدث، أنظروا لمنتخب السنغال، لقد خسر أمامنا في دورة 2015 وخسر ضدنا أيضا في لقاء ودي، ولكنه اليوم يقدم مستويات رائعة، لقد تعلم من أخطائه واستخلص العبر والدروس، على غرار منتخب تونس الذي حافظ على تماسكه واستقراره وتفوق علينا، رغم أنه لا يملك الفرديات التي نمتلكها، لقد انبهرت بالروح القتالية والتضامن اللذين ظهر بهما، بقوا متجمعين في الخلف بطريقة منظمة واستغلوا أنصاف الفرص، واحتفظوا بالكرة ولم يفتحوا اللعب، رغم أنهم كانوا تحت الضغط ومتخوفين من الهزيمة أمامنا، صحيح أنهم لم يلعبوا جيدا مثلما فعلوا في اللقاء الأول أمام السنغال، ولكنهم حققوا الأهم »، وأردف شيخ المدربين الجزائريين « لقد كنا نملك في السابق فريقا بمثابة عائلة متلاحمة ومتضامنة، رغم قلة الإمكانيات، فضلا عن أننا كنا لا نملك لاعبين في مستوى العناصر الحالية، لكننا حققنا أهدافنا وأكثر، واليوم نحن نملك فرديات لامعة وأفضل لاعب في القارة وإمكانيات مادية وبشرية هائلة ولكننا للأسف لا نملك فريقا قويا ومتجانسا، والجانب الإنساني غائب تماما ».
منتخب تونس حافظ على تماسكه والسنغال ستفوز علينا حتى بالفريق الثاني!!!
وعن حظوظ الخضر في بلوغ الدور الثاني، قال سعدان بنبرة حسرة « أعتقد بأن مهمتنا انتهت، لا يجب أن نكذب على أنفسنا، مصيرنا ليس بأيدينا وفي هذه الظروف أظن بأن المنتخب السنغالي سيتفوق علينا حتى لو يلعب بالفريق الثاني، اليوم يجب أن نفكر في المستقبل المضي قدما نحو إجراء تغييرات، وإصلاحات جذرية ليس على مستوى المنتخب فقط وإنما على مستوى الكرة الجزائرية بشكل عام »، مضيفا « يجب إيقاف دعم الدولة للأندية واستنزاف أموال طائلة، والنتائج غائبة، المنتخب الوطني كان يمثل واجهة الرياضة الجزائرية لسنوات، وغطى العديد من العيوب واليوم تعرّى كل شيء بسقوطه، يجب التخلص من الدكتاتورية والقرارات الأحادية والارتجالية، علينا أن نتوقف عن تحطيم الكفاءات والكوادر، ويجب أن نتعاون جميعا من أجل إعادة البناء ودراسة الوضع بتأن وحكمة، كرتنا مريضة ولم نستغل للأسف الطفرة التي عشناها في السنوات السبع الماضية والأموال التي جنيناها من ذلك لأجل وضع بنى تحتية وقواعد وأسس صحيحة »، وتابع « من المفروض أننا وبفضل ما جنيناه خلال السنوات الماضية أننا تقدمنا أكثر، لكننا لم نتمكن من حل حتى المشاكل التقنية التي يعاني منها المنتخب، لم ننتج ظهيرا أيمن ولا حارس مرمى ولا حتى مدافعين محوريين، أين الفريق الثاني البديل، لم نعمل لأجل ذلك »، وختم سعدان يقول « في مونديال 1998، انتفض الألماني فرانتز بيكنباور، بعد المشاركة المخيبة لألمانيا في دورة فرنسا، وقال بأنه يجب إعادة النظر في كل شيء، لقد اشتغلوا وأنظروا اليوم إلى أين وصلوا، ونحن اليوم بدون برامج صحيحة ودون تخطيط، لا نملك ولا فريق مهيكل ومنظم، أصبحنا نستهلك أموالا طائلة دون فائدة ».