يسجل سعر اليورو، إرتفاعا قياسيا يقترب من عتبة الـ200 دينار في السوق السوداء الجزائرية، يقابله إستقرار سعر الصرف في البنوك الرسمية على قيمة 125.8860 دينار. و يتوقع خبراء ماليين، توقف المنحى التصاعدي لسعر اليورو، والعملات الصعبة الأخرى في السوق السوداء بسبب إنخفاض مستوى القدرة الشرائية للمواطن الجزائري بنسبة 40 بالمائة مقارنة مع سنة 2013.
حيث سجلت الإدخارات المالية الداخلية إنخفاض كبير يربطه مختصون بالاجراءات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة مؤخرا، و الخاصة بخفض نسبة الإستيراد، وهو ما ينعكس ـ حسبهم ـ على مستوى التعاملات التجارية الخارجية و بالتالي يقلص قيمة الكتلة المالية في السوق.
وفي الوقت الذي يتوقّع فيه متعاملون ماليون إرتفاع سعر العملة في الأيام القليلة القادمة إلى 200 دينار، يرى الخبير المالي فرحات أيت وعلي، في تحليله لمؤشرات سوق العملة الصعبة، ضمن تصريح لموقع TSAعربي، بأنه لا يوجد أي مخاوف من تصاعد منحى سعر اليورو الذي وصل سعره إلى 19600 دينار جزائري في السوق السوداء، ولا في سعر الدولار الأمريكي الذي وصل إلى 150 دينار، في ظل إنحصار قيمة الإدخارات الوطنية لدى المواطن الجزائري بعد تراجع قدرته الشرائية.
كما يربط أيت علي، بين الاجراءات الخاصة بخفض قيمة الإستيراد في التجارة الخارجية التي تحد من مستوى التعاملات التجارية، و بالتالي تقلّص من قيمة الكتلة المالية المتاحة في السوق على إعتبار أنها كانت المموّل الأهم للكتلة النقدية الموازية (السوق السوداء).
فيما يعتبر ذات المتحدث بأن القفزة الكبيرة التي سجّلها سعر اليورو في السوق السوداء في الأيام الأخيرة، قفزة موسمية عادية تستجيب لمتطلبات الفترة الصيفية و فترة الحج و العمرة، حيث ترتفع نسبة العملة الصعبة في السوق الموازية، و يبلغ مؤشر الطلب أقصاه مقارنة بباقي أيام السنة.
و عاد الخبير المالي فرحات أيت علي في سياق الحديث ، ليؤكد على أن إرتفاع سعر اليورو في السوق الجزائرية، كان ليرتفع أكثر مقارنة مع توفر العوامل التي تؤدي عادة إلى الإرتفاع المستمر لسعر العملة الصعبة، و ذلك بسبب ما أسماه تراجع مستوى الإدخار الوطني للعملة.