تحول المنتخب الوطني، منذ الخسارة أمام المنتخب التونسي في لقاء الجولة الثانية من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا 2017، إلى مسخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء على الفايسبوك وتوتير أم الانستغرام، وبلغت حدة التهكم على روراوة وليكنس واللاعبين حدودها القصوى، عندما نعت هؤلاء بـأقبح الصفات وأرفقت صورهم بأقسى عبارات السخرية والمقاربات الهزلية، ووجد الجزائريون وسائل التواصل الاجتماعي كمتنفس وحيد لهم للتعبير عن امتعاضهم واستيائهم من خيبات « الخضر » الإفريقية، وهم الذين حرموا ثم عجزوا عن مشاهدة مواجهات « كان 2017 » بسبب حقوق البث التلفزيوني.
وصبت أغلب تعليقات وتغريدات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في خانة « الحسرة » و »السخرية » من زملاء غولام، وكانت أبرز عبارات السخرية تلك المستنسخة من الومضة الإشهارية، التي كان بطلها رياض محرز والمنجزة خصيصا لتعديد إنجازات المنتخب الوطني وروح لاعبيه القتالية، وتساءل الفايسبوكيون بالقول: « شكون احنا.. حنا لي يجي يربحنا »، كما تهكم الجزائريون على قرار الفاف بـ »تشميع » لقاء موريتانيا الودي، وقالوا: « كنا ننتظر الخطة السحرية لليكنس، والتي أعدها خلال لقاء موريتانيا « المغلق ».. »، ولم يعف رواد مواقع التواصل الاجتماعي الناخب الوطني جورج ليكنس من عبارات التهكم، التي ارتبطت كثيرا بالبلجيكيين في أوروبا، وشبه الجزائريون المدرب البلجيكي بشخصية المزارع في الرسوم المتحركة الشهيرة « شون ذا شيب »، الذي لا يملك السلطة على قطيعه من الغنم، الذي دائما ما يتمرد عليه ولا يتبع إطلاقا تعليماته، وهي نفس الصورة المنطبقة على ليكنس الذي فقد القدرة على التحكم في لاعبي المنتخب الوطني.
وتأسف الجزائريون بخصوص الواقع المر للمنتخب الوطني في كؤوس إفريقيا، وقالوا إن الجزائر توجد في القارة الإفريقية، لكن شعبها لا يمكنه مشاهدة « الكان » ولاعبوها يعجزون عن التتويج بها، هذا فضلا عن الاستخفاف ببعض لاعبي المنتخب الوطني بسبب أخطائهم الكارثية في صورة بلخيثر وماندي وغولام، بعد أن طالبوا بإطلاق أسماء بعض اللاعبين على شوارع المدن الجزائرية، وهو ما يبرز الغضب و »القنطة » الكبيرة، التي أصابت الجزائريين بعد إخفاق « كان 2017″ والبداية الكارثية لـ »الخضر » في تصفيات مونديال 2018، ما جعل « محاربي الصحراء » يفقدون الهيبة الكروية التي لازمتهم منذ سنة 2009، قبل أن يفقدوا هويتهم منذ « كان 2015 » بتدبير من رئيس الفاف محمد روراوة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.