كشف عميد كلية العلوم الدقيقة وعلوم الطبيعة والحياة، بجامعة بسكرة، البروفيسور عبد الله فرحي، أن مصالح جامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، ضبطت بحر الأسبوع المنصرم، حالة سرقة علمية قامت بها طالبة دكتوراه، مصرحا أن الظاهرة في ارتفاع مستمر، حيث صار عديد الطلبة يعتمدون على السرقة العلمية في تحضير مذكرات تخرجهم سواء المتعلقة بالماستر أو الدكتوراه.
A lire aussi
وأفاد البروفيسور فرحي، على هامش الملتقى الوطني حول البحث العلمي الذي احتضنته كلية الطب بالشالي ونظم بالتنسيق مع جامعة قسنطينة 3 والمستشفى الجامعي ابن باديس، بأنه تلقى استدعاء خلال الأيام القليلة الفارطة، من أجل النظر والفصل في قضية طالبة دكتوراه بعد أن قامت بالاستيلاء على مداخلة أستاذة من جامعة البليدة وقامت بتقديمها في جامعة ليون الفرنسية، قبل أن يكتشف الأمر باحثون جزائريون كانوا حاضرين خلال الحادثة، حيث قاموا بتصوير المقاطع التي عرضتها المعنية وأرسلوها إلى صاحبة البحث الأصلي التي أودعت شكوى لدى العدالة، مضيفا أنه استمع للطالبة التي حاولت التنصل من المسؤولية وإنكار الأمر في البداية، قبل أن تُقرّ وتعترف بأنها قامت بنسخ المداخلة كما هي دون أن تدلي بإشارة إلى المصدر، في حين أودعت اللجنة تقريرا مكوّنا من تسع صفحات في حقها لدى إدارة الجامعة، لتتخذ ما تراه مناسبا من إجراءات.
كما كشف المتحدث عن تسجيل حادثتين مماثلتين بجامعة بسكرة أيضا، حيث قام طالب بسرقة مقاطع من محاضرة خاصة بباحثين إسرائيليين، وأدرجها ضمن رسالته التي نال عن طريقها الدكتوراه صيف سنة 2015، بعد أن قضى سنة ونصف سنة في فرنسا بحجة إنهاء بحثه، ليُكتشف أمره بعد أيام من مناقشة رسالته، حيث اتضح أنه « سرق » مجموعة من الفصول من باحثة جزائرية وأخرى يونانية وفرنسيين وثلاثة باحثين من جامعة إسرائيلية، ليلجؤوا إلى التحكيم الدولي ضده، وتقرّر تبعا لذلك سحب الشهادة منه وتنزيل درجته برتبتين، كما اشترط عليه توجيه اعتذار رسمي للمتضررين.
وصرّح الأستاذ، أنّ المعني قام بنسخ نفس الأرقام والصور من أبحاث المذكورين التي أجريت حول مدينة قريبة من مونبولييه جنوب فرنسا، وقام بإسقاطها على بسكرة مع تغيير الاسم فقط ليضيف أن جامعة بسكرة فصلت طالبا من قبل، بعد أن أقدم الأخير على سرقة مذكرة بحث من جامعة بغداد وترجمها إلى الفرنسية، مع إسقاط نفس المعطيات والأرقام على مدينة باتنة، وتم اكتشاف أمره يوم المناقشة.
وعرض البروفيسور خلال مداخلته حول أخلاقيات البحث العلمي، مظاهر السرقة العلمية المختلفة، على غرار بعض الأساتذة الذين يقدمون محاضرات بالاعتماد على مقالات وأبحاث طلبتهم، كما تحدث عن التقنيات المستعملة لمحاربة الظاهرة.