صنع دخول الدولي السابق علي مصابيح المؤسسة العقابية بولاية عين تموشنت الحدث، بالوسط الرياضي لما عرفته القضية من إشاعات الهدف منها النيل من صورته وتشويهها، حسب ما أكده أفراد عائلة قلب الهجوم السابق للحمراوة.. فمنهم من تحدث عن تورطه في قضية مخدرات ومنهم من زعم أن « عليلو » تورّط في قضية نهب العقار. وهي الفرصة التي اغتنمتها « الشروق » للتقرب من عائلته ومحيطه لتسليط الضوء على حقيقة ما وقع لابن منطقة حمام بوحجر.
زوجة علي مصابيح:
أشم رائحة مؤامرة وأناشد وزير العدل تخليصنا من الكابوس
البداية كانت مع زوجة اللاعب الدولي، السيدة مصابيح، التي صرحت قائلة ونار الحزن تلهب قلبها: « زوجي مظلوم، لم نكن نظن يوما أن غزال الفريق الوطني، محبوب الجماهير، الذي وهب شبابه وصحته للكرة الجزائرية، يجد نفسه اليوم قابعا خلف الجدران، مهددا بعقوبة تفوق السنة في قضية غريبة. لب المشكلة بدأ عندما تقدم إلى زوجي أحد المسبوقين قضائيا، ربطته للأسف معه علاقة مصاهرة (زوج ابنة شقيقته)، وطلب منه مساعدته للظفر بسكن اجتماعي باعتباره يملك علاقة متينة مع المسؤولين، غير أن علي رفض الطلب كونه لاعبا سابقا، وليس بمير ولا برئيس دائرة. وهنا أطلق الصهر العنان للسانه وشتم مصابيح. هذا الأخير، لم يتمالك نفسه وتشابك معه. بعدها مباشرة توجه إلى مقر الأمن لإيداع شكوى رسمية. في اليوم الموالي وقع صلح بين المتخاصمين حتى ظن زوجي أن القضية طويت، فعاد الصهر بمساعدة صديقه ليلفق لزوجي قضية ضده يتهمانه فيها بالنصب والاحتيال والابتزاز.. وهي تهم انتهت باقتياد زوجي إلى المحكمة ومنها إلى السجن. وهو ما أثار استغراب ودهشة كل من وصل مسامعه أطوار هذه القضية اللغز وصدمت كل أفراد عائلته ومحبيه ».
كما تحدثت زوجة علي مصابيح والدموع تنهمر من عينيها قائلة: « لا أظن أن زوجي بخل طيلة مسيرته الكروية التي كادت تنهي حياته بعد إصابة خطيرة، وضعت حدا لمسيرته الحافلة، فكيف يتخلى عنه اليوم المسؤولون عن الرياضة ويتركونه وحيدا يعاني في صمت، حيث لم يعد يرغب في الكلام ويقابلني كلما زرته في السجن بنظرات حزينة، وأهم جملة قالها لي: حسبي الله فيمن لفق لي هذه المكيدة. وأتمنى في الأخير من أعلى مسؤول في الوطن أن يسترجع ولو للحظات الملاحم التي صنعها « عليلو »، سواء مع الفرق التي شارك معها أم المنتخب الوطني من مباراة مراكش إلى مباراة مصر وصولا إلى لقاء جنوب إفريقيا، أناشد وزير العدل والحاج محمد روراوة إنقاذ مصير عائلة ستتشرد في حالة تم تطبيق الحكم النهائي على زوجي، علما أن ابني الأكبر فقد الشهية في الأكل، أو حتى ممارسة الرياضة وأنا خائفة من أن يصيبه مكروه. علي لم يسبق له أن وقف حتى شاهدا بالمحكمة فكيف اليوم يزج به في السجن بعد قضية ملفقة ».
عبد الرحيم بن مصابيح:
« فقدت طعم الحياة وثقتنا كبيرة في العدالة الجزائرية »
من جهته، تحدث الابن الأكبر، عبد الرحيم مصابيح، بكل لوعة عن مأساته الكبيرة التي يعيشها، منذ دخول والده السجن: « سدت شهيتي ولم أعد أرغب في ممارسة رياضتي المفضلة، لأن الوالد مرتبته غالية في قلبي ولا أتصور أنني أستطيع العيش من دونه لحظة واحدة فكيف أن يبتعد عنا في غرفة مظلمة وسط القتلة ومعتادي الإجرام؟ أبي رياضي ومجد الكرة الجزائرية يستحق نحت تمثال لتكريمه وليس الزج به في السجن وحرماننا من عطفه وحنانه ».
والدته الحاجة سكينة لـ « الشروق »:
« ابني مظلوم وصورته لا تفارق صدري.. جاه ربي أعيدوا لي الغالي »
« ابني مظلوم، هو مسامح ومسالم ولا يضر نملة، اشتقت إليه كثيرا أراه في منامي وفي يقظتي. لم أقدر على بعده. هو الابن والأخ والصديق. في جاه ربي خلصوني من هذا الكابوس القاتل ».. هي الكلمات التي اختصرتها الحاجة سكينة من خلال محاورتنا لها، حيث سردت ما تعانيه منذ اليوم الذي دخل فيه ابنها السجن، حرمت من النوم والراحة، معانقة صورته والبكاء على فلذة كبدها تحول إلى برنامجها اليومي. وقد ناشدت أصحاب الحل والربط لإطلاق سراحه والرأفة به ليعود إلى عائلته وطفليه، عبد الرحيم ورمزي صاحب 11 ربيعا.
علي مصابيح من زنزانته: « حسبي الله فيمن لفق لي التهمة »
وقد تحدثت زوجة اللاعب الدولي عن حالة زوجها التي تدهورت كثيرا، لاسيما بعد الحكم الأول الذي قضى بسجنه عامين نافذين، حيث صرح لها قائلا: « اصبروا على هذا البلاء، حسبي الله فيمن لفق لي هذه التهمة ». وهي الكلمات التي قالها لها خلال زيارتها الأخيرة إليه بزنزانته بالمؤسسة العقابية بولاية عين تموشنت. كما أوصاها خيرا بالأطفال. وهي الأمور التي زادت من حزنها حيث لا يعقل أن تواصل السفينة السير في غياب القبطان، تضيف السيدة مصابيح.
تضامن كبير وسط قدماء اللاعبين
كما عرفت هذه القضية حركة واسعة وسط اللاعبين القدماء، خاصة من رافقوا مصابيح في مسيرته الكروية، حيث أبدى الكثير منهم تضامنهم المطلق مع عائلة الدولي السابق، في مقدمتهم الدولي السابق داود سفيان والجناح الطائر مراد مزيان وغيرهم، الذين اجتمعوا مؤخرا لتنظيم حملة جمع المال لضمان مستحقات المحامين ومساعدة عائلته خلال هذه المحنة. وهي الخطوة التي اعتبرها داود سفيان واجبا مقدسا بحكم علاقة الصداقة الأخوية التي كانت تربطه مع « عليلو » حين كانا يدافعان عن ألوان مولودية وهران.