يشارك ماليك عسلة، حارس شبيبة القبائل، الخميس لأول مرة أساسيا مع المنتخب الوطني أمام نظيره التونسي، لحساب الجولة الثانية من نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية وقائعها بالغابون، وذلك بعدما أكد مدرب « الخضر »، البلجيكي جورج ليكنس، استغناءه ، بنسبة شبه مؤكدة عن الحارس الأول رايس مبولحي بسبب الإصابة التي يعاني منها، وهو الأمر الذي سيجعل حارس « الكناري » في وضعية لا يحسد عليها أمسية اليوم في « فرانس فيل »، بالنظر إلى أهمية المباراة التي وصفها متتبعو الكرة في القارة السمراء بــ »المصيرية »، كون الفائز فيها سيخطو خطوة كبيرة للتأهل إلى الدور الثاني من المنافسة القارية.
وكان الحارس عسلة كثيرا ما صنع الجدل في البطولة الوطنية في السنوات الأخيرة وفي كل النوادي التي تقمص ألوانها سواء في رائد القبة، مولودية الجزائر، نصر حسين داي، شباب بلوزداد أو حتى شبيبة القبائل بخرجاته الفريدة من نوعها، وحتى من خلال تصرفاته داخل « المستطيل الأخضر » التي تبقى « ماركة » مسجلة على عسلة، الذي بدأ مشواره الرياضي كلاعب في كرة السلة، قبل أن يدخل عالم حراسة المرمى صدفة، بعد أن وجد أحد المدربين تعداد فريقه غير مكتمل فعرض عليه حراسة المرمى، وأبدع يومها عسلة، لتنطلق مسيرته مع « الخشبات الثلاث ».
يملك ثقة كبيرة في النفس.. راوغ ندوي وداغولو لما كان في بلوزداد
يجمع كل من يعرف حارس « الخضر »، أن الأخير يملك ثقة كبيرة في النفس، جعلته مؤهلا لحراسة مرمى أعرق النوادي الجزائرية، فضلا عن قامته الطويلة التي تجعل منه أحد « عمالة » لاعبي البطولة، ثقته الكبيرة جعلته يوظفها في « مهنته » المفضلة ألا وهي المراوغات، واللقطة التي قام بها أمام مهاجم مولودية بجاية ندوي تبقى شاهدة على ذلك لما كان حارس شباب بلوزداد، قبل أن يكررها أمام داغولو في مباراة وفاق سطيف، أبهر فيها بفنيات لا يملكها إلا عمالقة الساحرة المستديرة.
عبث بسليماني على طريقة زيدان.. وصد له ضربة جزاء
يبقى ما فعله عسلة مع مهاجم ليستر سيتي إسلام سليماني، لما كان لاعبا في شباب بلوزاداد راسخا في ذهن ابن « عين البنيان »، خصوصا أن الأخير تحدى حارس شبيبة القبائل قبل بداية المباراة، وعشية رحيله إلى سبورتينغ لشبونة البرتغالي، لما قال له « أنت خبزتي وسأريك اليوم »، قبل أن يجيبه عسلة « ستغادر البطولة الجزائرية مع نهاية الموسم.. سأجعلك تتذكرني لما سأفعله بك »، وكان عسلة عند وعده حيث « عبث » بسليماني بمراوغة « لارولات » على طريقة زيدان، قبل أن يصد ضربة الجزاء.
غادر أرضية الميدان لما كان في القبة وتسبب في هدف
يروي عسلة أنه، في إحدى المباريات بألوان رائد القبة، وفي إحدى اللقطات وإثر مناوشات نشبت بينه وبين يحيى شريف، تدخل المدرب رشيد حمادة شخصيا لفض النزاع، غير أن ذلك على حساب عسلة ولصالح يحيى الشريف، الأمر الذي دفع بعسلة إلى نزع القفاز ومغادرة أرضية الميدان، وهو ما كلف فريقه غاليا بتلقي هدف، قبل أن يحال على مجلس التأديب.
خاليلوزيتش وضعه في القائمة الحمراء.. و »حرّم » عليه المنتخب
يلاحظ كل متابع لأخبار المنتخب الوطني أن اسم ماليك عسلة لم يتداول في محيط « الخضر » خلال تولي البوسني وحيد خاليلوزيتش زمام العارضة الفنية في المنتخب الأول، حيث تشير الأخبار إلى أن خاليلوزيتش كان معجبا بالحارس، وكان يفكر دوما في استدعائه لحماية عرين التشكيلة الوطنية، غير أن « عشق » عسلة للمراوغات داخل منطقة الجزاء جعل من خاليلوزيتش يضعه في القائمة الحمراء، ويصرف النظر عنه تماما، قبل أن يعود في فترة تولي غوركويف تدريب النخبة الوطنية.
محاولة « استعراضية » كلفته غاليا مع « الكناري » أمام غيليزان
ورغم أن عسلة يعد أحد ألمع الحراس في الرابطة المحترفة الأولى « موبيليس »، إلا أن اللقطة التي قام بها في الجولة الـ 12 أمام سريع غيليزان على ملعب الأخير، كلفته غاليا بعد أن فشل الحارس في « تطبيق » إحدى فنياته، الأمر الذي جعل السريع يفتتح مجال التهديف، ليبقى اسم « أسامة تبي » محفورا في ذاكرة عسلة طوال حياته.