كان لاعبا لطالما صال وجال في مختلف ملاعب كرة القدم في الجزائر سواءً مع فريقه مولودية الجزائر أو حتى مع المنتخب الوطني، عرف بلوحاته الفنية ومراوغاته المحرجة لأحسن المدافعين، ظهر متأسفا على توقف مسيرته هنا في الجزائر لا لشيء إلا لأنه ملكا للشعب، ومتحسرا على واقع الكرة المحلية هو علي بن شيخ، اللاعب الدولي السابق، كان لنا هذا الحوار معه.
*لو تحدثنا عن بداياتك.. ماذا تقول؟
بدأت مشواري الكروي في شوارع القصبة وبعد ذلك انتدبني فريق اتحاد العاصمة لستة أشهر في صنف الأصاغر لأنتقل بعدها إلى مولودية الجزائر التي اعتزلت فيها كرة القدم.أمّا في المنتخب الوطني، لمّا اشتهرت في مولودية الجزائر تلقيت الاستدعاء للمشاركة مع المنتخب في أواخر 1975 إلى 1986.
*هل ترى أنه لوسمح لك بالاحتراف خارج التراب الوطني لكان مشوارك الرياضي مغايرا لما كان عليه؟
أولا،أحمد الله على مسيرتي الكروية رغم أني كنت أريد الذهاب إلى الخارج ولكن منعوني من ذلك، لأنك لمّا تصل إلى درجة صعود كبيرة في المستوى يجب عليك المغادرة للاحتراف في الخارج ،لكنهم لم يرضوا بتركي أذهب، فالدولة منعتني من الخروج من الحدود لأن الرئيس في ذلك الوقت قال لي إني ملكا للشعب لا أستطيع الخروج، ولو سمح لي بالخروج مسيرتي كانت ستتغيّر وتتحسّن أكثر.
*أصبحت البطولة الوطنية ملاذا للممنوعات.. فبعد قضية بلايلي ومرزوقي جاءت قضية لاعب بلوزداد بوقروة… ما رأيك؟
كانت البدايةببلايلي واللاعبين الذي ألقي القبض عليهم في قضية المنشطات وجاء الآن هذا اللاعب،فلو يتتبّعون اللاعبين الجزائريين مؤكد أنّ الكرة الجزائرية ستتوقف، لكن المسؤولين لا يرغبون في ذلك لأسباب معروفة، لذلك من وقت لآخر يقبضون على لاعب ،وهناأقول إنه لو يُطبّق القانون كما يجب هذه الأمور كلها ستذهب،لأنها تركت الكرة الجزائرية في حالة يُرثى لها وأصبحت تعاني عدّة مشاكل، فلا وجود للاعبين في المستوى،فبطولة بـ16 فريقا ولا فريق يستطيع أن يقدّم لاعبا واحدا للمنتخب الوطني.
*قيل الكثير حول مسألة غيرتك من اللاعب محرز خاصة بعد تصنيفك له في المركز الثالث فيالكرة الذهبية الإفريقية.. ما تعليقك؟
ليس كلاما فقط بل بالبيان، فإذا نظر الاتحاد الإفريقي إلى اللاعب الذي فاز بلقب البطولة وفوزه بلقب أحسن لاعب في تلك البطولة سيقدّمون الكرة الذهبية لمحرز،أمّا إن نظروا إلى مساهمة اللاعب في النادي والمنتخب الوطني بالأهداف فمحرز لا يقوم بذلك، ففي ليستر لا يسجّل كثيرا وفي المنتخب الوطني لا يقدّم الشيء الكثير،أمّا أوباميانغو محمد صلاح فيسجلان سواءً في نواديهم أو مع منتخباتهم الوطنية،بل محمد صلاح هو من أهّل مصر إلى كأس إفريقيا. ولمّا نقارن بين الثلاثة بالنسبة لي صلاح وأوباميانغ أحسن من محرز حاليا،أمّا بالنسبة للغيرة فلاوجود لها،فقبل عامين من الآن لمّا كانت ليستر تلعب من أجل تفادي السقوط ولم يكن يعرفه أحد، قلت إنّ هذا اللاعب سيخرج منه الكثير،فكيف لي أن أقول عاما بعد ذلك إنه لا يعرف اللعب وأغار منه،فأنا لا أفعل ذلك وعمري 60 سنة ومسيرتي تركتها خلفي، لكن لا يحبون الحقيقة، فلا يقولون علي بن شيخ قال عن هذا اللاعب سيكون له شأناوأكثر من ذلكقلت بعد عام اتركوه يعمل لينجح كما قلت على ابراهيمي لكن أين هو الآن؟.
*بالحديث عن محمد روراوة أنت شديد الانتقاد لسياسته رغم أنّ هذه الأخيرة أتت أكلها بالتأهل مرّتين إلى كأس العالم؟
ليس لي أي مشكل مع محمد روراوة فهومن شيّد مركز « سيدي موسى » رغم أنهقام به مناصفة مع الوزير السابق يحيى قيدوم بالإضافة إلى تقديم الأموال للاعبين وتخصيص طائرة خاصة،لكن ما لم يقم به هو الاعتناء بالبطولة الوطنية، فهو المسؤول عن تطوير كرة القدم وأنا قلتها له وجها لوجه وأعطاني الحق في ذلك، فلا وجود للبطولة في الجزائر، فمهمة رئيس الاتحاد إبراز لاعبين في المستوى سواء هنا في الجزائر أو في الخارج وليس الاهتمام بالمنتخب الوطني فقط وإلا كان على الدولة تنصي برئيسا للفريق الوطني ورئيسا آخرللاتحادية، ومن يقول إنّ الجزائر تأهّلت بفضل اللاعبين المحترفين مرّتين متتاليتين،أقول لهم في المرتين الأوليتين تأهّل الفريق الوطني باللاعبين المحليين وكرة القدم في الجزائر كانت في القمة، فحتى لو لم يوجد لاعبون كبار في المستوى وفي الأصناف الصغرى،إلا أنه يوجد لاعبون. وأضيف شيئا سليماني،بلقروي، زيتي،جابو،حليش، فرحاني بلكالام هؤلاء كلهم لاعبون محليون، وهؤلاء المسؤولون يريدون تغليط الرأي العام وفقط.
*ما رأيك فيمَ قام به لاعبو المنتخب وذلك بطلب تنحية المدرب راييفاتس؟
قلتها وأعيدها راييفاتس أقيل في غرف تغيير الملابس،وهذا تصرف غير مسؤول، فاللاعب لا يستطيع إقالة مدرب،نعم يستطيع الغضب لأنه لم يلعب أو حتى رمي حذائه، لكن أن يتفاهم اللاعبون على المدرب ويعملون على تدبير أمور من أجل أن يرحل فهذا غير مقبول.
*إتهمك الإعلامي رفيق وحيد بالقيام بلقطة غير رياضية لمحي الدين خالف في نهائي كأس الجزائر بين مولودية الجزائر وشبيبة القبائل سنة1983…ما ردك؟
لو قمت بلقطة غير رياضية كنت سأعاقب، صحيح أني كنت سأقوم بها لكن غيّرت رأيي، لكن لا مشكلةفلسنا معصومين من الخطأ.
*عقب الهزيمة المريرة في نيجيريا هل يمكن القول إن المنتخب الوطني أصبحقاب قوسين أوأدنى من الغياب عن كأس العالم بروسيا 2018؟
عندنا حظوظ للتأهل لكن تبقى الأمور صعبة.الأمور واضحة،يجب انهزام كل من نيجيريا والكاميرون وزامبيا وتفوز الجزائر بكل المباريات المتبقية،فأقل ما يقال عن حظوظ الجزائر في التأهل إلى المونديال إنها ضئيلة.
*نحن على أعتاب كأس إفريقيا بالغابون..في رأيك هل باستطاعة المنتخب العودة بالكأس الغالية أم أننا سنواصل الفشل؟
كل شيء ممكن لأن الكأس الإفريقية ستلعب في شهر جانفي الذي تسوده بعض البرودة والأمطار ،يجب فقط تصليح المشاكل التي نعانيها في الدفاع وممكن جدا أن نعود بالكأس ولكن الأمور تبقى صعبة، خاصة أمام منتخبات مثل غانا، نيجيريا، زامبيا ومصر رغم أنهم سيواجهون مشاكل عند مواجهتنا.ففي كأس إفريقيا كل المنتخبات لها بداية واحدة ولِمَ لا نعود بالكأس؟.
* الكرة الجزائرية تسير في فوضى كبيرة فأندية مفلسة تنشط في الرابطة الأولى وأخرى بلا ملاعب،ما السبب في ذلك حسب رأيك؟
هذا هو الاحتراف الفوضوي ولا يوجد كلاما آخر عنه فهذا ليس الاحتراف وأقسام الهواةأحسن منها. يجب إعادة مراجعة أنفسهم في الاحتراف، فكرة القدم مثل أي مجال آخر إن طبّق القانون سيكون كل شيء على ما يرام،أمّا إذا حدث العكس فلن يكون شيئا
