ظاهرة غريبة انتشرت اليوم بين الكثير من النساء والفتيات وربما هي من الظواهر الأكثر عجبا بين كل السلوكيات التي نراها اليوم، هي أن المرأة تخرج من بيتها متحجبة وتصبح متبرّجة حين وصولها إلى مكان عملها أو الدراسة لأسباب أو لأخرى، كل حسب ظروفها التي ابتدعتها لنفسها، حتى وإن كانت ليست بحاجة على أن تسلك هذا السلوك في اليوم الواحد، وهو الجمع بين التحجب والتبرّج.
لعل من الأسباب التي دفعتنا للحديث في هذا الموضوع هي القصص التي سمعناها من أقرب الناس إلينا، حين وقعوا في مثل هذه الظاهرة سواء مع زميلات الجامعة أو صديقات العمل أو ما لمسناه نحن ووقفنا عنده، تظهر المرأة في لحظة متحجبة، ثم تذهب بعد حين متبرجة، بل حتى بتبرج صارخ، جمعت بذلك بين طرفي النقيض، كان واجب علينا الوقوف عند بعض العينات في معالجة هذه الظاهرة سواء مع فتيات معنيات بالموضوع أو مع من شهد على وجود هذه الظاهرة في المؤسسات التعليمية أو أماكن العمل.
لم يبق الأمر كما كان في الماضي من فتيات جامعيات يأتين من أماكن بعيدة للدراسة وما إن تطأ أقدامهن الجامعة بعيدا عن الأهل حتى ينقلب حالهن وينزعن الثوب الساتر ويلبسن الكاشف بكل أنواعه، فاليوم تعدى هذا الأمر حتى إلى نساء عاملات وفي الولاية نفسها أو طالبة جامعية ليست ببعيدة عن سكناها تتبع هذا السلوك يوميا.
عاكستها بحجاب وبعد نصف ساعة رجعت لي بـ »فيزو »
تخرج كل صباح بحجاب ساتر لكل جسدها، وحين تصل إلى الجامعة تدخل أول غرفة في الإقامة الجامعية لإحدى صديقاتها تنزع الساتر لتبقي على الكاشف لتضاريس جسدها كله، ومن هنا يبدأ يومها في الجمع بين التحجب والتبرّج، قصة ليست من نسج الخيال كما يظن البعض، لكن قصة وقعت مع « كمال » يقول « عاكستها متحجبة محتشمة، اختفت مني بين حشد من الفتيات، لكنها رجعت إلي بعد أقل من نصف ساعة متبرّجة ما يظهر من جسدها أكثر مما هو مستور، لم أعرفها صراحة، ولم أكن أعرف أنّ فيه من الفتيات هنا من تجمع بين الحجاب و »الفيزو » في يوم واحد ».
تبدأ يومها بحجاب ساتر ثم تتحوّل إلى فتاة متبرجة وينتهي يومها عند رجوعها إلى البيت بحجابها، هي يوميات إحدى الفتيات من جمعت بين التستر والتبرّج في يوم واحد في الجامعة وما أكثرهن اليوم.
« نادية » سكرتيرة تخرج بحجاب وتعمل بـ »ميني جيب »
ليس من الصعب الوقوف على هذه العينة، لأنها من النساء الوفيات لهذا المبدأ، ويعرفها الكثير من الناس، بل تحدثنا إليها ولم يكن من الصعب الوصول إلى هذا في سؤال واحد ومباشر « ماشي أنت مولات الحجاب؟ ابتسمت وقالت نعم، أخرج بالحجاب وأرجع به إلى البيت مساء، أما باقي اليوم في عملي وبحكم منصبي أقضيه فيما تراه الآن »، ما نراه هو « ميني جيب » يكشف الساقين ولباس ضيق يليق بها بحكم منصبها كما ترى هي، لكن مبدأ الخروج بحجاب ساتر والعمل في لباس كاشف هو ما أردنا أن نعرفه منها « لا يعرف إلا من يأتي إلى هنا من أجل استخراج بعض أوراقه، حتى بناتي لا يعرفن أنني أغيّر لباسي بمجرد الدخول إلى العمل ».
ليس ببعيد من هنا توجد الكثيرات من النساء من يمشين بهذا المبدأ، حجاب للخروج ولباس ضيق وكاشف عند العمل أو الدراسة، لا ندري لماذا؟، لكن هو الجمع بين النقيضين، والظهور بمظهرين في اليوم نفسه، فيه من تدعي بحكم عملها على غرار « نادية »، وفيه من ترى أن الحجاب لا يليق بها، لكنه فرض عليها، لذلك فهي تستريح منه عند الابتعاد عن أهلها وأقاربها، وبين هذا وذاك تبقى الكثير من النساء والفتيات يغيّرن اللباس في اليوم مرّتين، يخرجن من البيت بحجاب ويقضين اليوم في لباس آخر إلى درجة لو التقت بأقرب الناس إليها ربما لا يعرفها.