لم يكن ظهور المنتخب الوطني الأول في المواجهتين الأولتين في كأس أمم إفريقيا المقامة في الغابون عند توقعات المتتبعين و الجمهور الجزائري الذي كان يحلم بتتويج الفريق الذي يمتلك أحسن لاعب في إفريقيا بالتاج القاري.
المواجهة الأولى كشفت أن التشكيلة الجزائرية تلعب بدون روح، رغم التعادل الذي ساهم فيه الحارس مبولحي ورياض محرز بنسبة كبيرة، بتصدي الأول لعدة أهداف كانت محققة والثاني بتوقيعه ثنائية، ليفقد الفريق الوطني الأمل بعد المباراة الثانية التي كان فيها المنتخب التونسي أكثر واقعية، فالانضباط التكتيكي كان غائبا، والفرص الكثيرة التي تم تضييعها في الشوط الأول دفع الخضر ثمنها غاليا في المرحلة الثانية.
الهدف الأول لا يلام عليه لا الحارس عسلة و حتى ماندي الذي ارتطمت الكرة بقدمه ودخلت الشباك، ولكن الخطأ الثاني الذي ارتكبه لاعب نادي نابولي الايطالي، فوزي غولام، يشير إلى أن الفريق يلعب بدون روح، سيما وأن تصرفات بعض اللاعبين توحي بأن المدرب البلجيكي جورج ليكانس لا يتحكم في المجموعة وحالة التسيّب تخيم على الفريق، والدليل الشجار الذي دار بين سليماني والمدافع كادارمور، ورد الفعل الغير رياضي من براهيمي، عند تغييره في الربع ساعة الأخير من المباراة، دليل آخر على أن المدرب لا يتحكم في أي شيء.
في ذات السياق، فإن إقحام فوزي غولام، الذي كان يعاني من المرض، أساسيا أمام تونس، ولم يتم تغييره في الشوط الثاني رغم أنه كان غائبا وارتكب خطأ فادحا كلف الخضر الهدف الثاني، دليل آخر على أن ليكينس، يتخوف من نجومه، مع الإشارة إلى أن جمال مصباح كان في الاحتياط وجاهز للمنافسة.
والتساؤل أيضا يبقى بخصوص المدرب ليكنس، الذي يتباطأ في إجراء التغييرات، و لم يقحم هني وبونجاح إلا بعدما تلقى الفريق هدفين، وأما إقحام مهدي عبيد في الدقيقة الأخيرة من اللقاء بدل عدلان قديورة، فلم يكن له أي جدوى، فقد دخل ليصافح لاعبي الفريق التونسي فقط.
ولم يكن الحارس ماليك عسلة محظوظا، في أول لقاء رسمي له مع الخضر، فرغم تقديمه لمستوى طيب، إلا أنه تلقى هدفين يكونان قد تسببا في خروج الجزائر من الدور الاول « للكان »، دون أن ننسى رياض محرز، الذي لم يقدم أي شيء في القوت الذي كان فيه الحضر بحاجة له في « الداربي » الحاسم أمام منتخب تونس.