عاش، أول أمس، مسجد الحسنين الكائن بحي الشهداء كاسطور سابقا بوهران، حالة من التوتر والفوضى غير مسبوقة كادت أن تتحول إلى ما لا تحمد عقباه. والسبب في كل ذلك هو إيفاد مديرية الشؤون الدينية ممثلا عنها، أمر مسيري المسجد بخفض صوت الأذان بحجة أن السكان المجاورين للمسجد، تضرروا كثيرا من الصوت المرتفع لمكبر الصوت، خاصة عند صلاة الفجر.
وتبعا للشكوى، التي تم تقييدها أمرت المديرية الوصية إماما بتبليغ أصحاب المسجد بالقرار، قبل المرور إلى إجراءات عقابية حسب ما أكده الرسول المبعوث إليهم؛ وهي المعطيات التي جعلت المصلين يثورون ويخرجون إلى الشارع المقابل للمسجد مهددين بالمشي نحو مديرية الشؤون الدينية للتعبير عن رفضهم لمثل هاته التصرفات غير المسؤولة، التي يبقى الهدف منها غاية مشبوهة، لا سيما أنها تأتي أسابيع بعد منع بث تلاوات قرآنية كل جمعة، بحجة الإزعاج. وفي هذا الصدد، ذكر ممثل عن السكان لـ « الشروق »، أنهم تفاجؤوا بعد صلاة العصر ليوم الأربعاء بتقدم إمام قال إنه موفد من مديرية الشؤون الدينية، وهناك كشف أن المسجد رفعت ضده العديد من الشكاوى من طرف الجيران، بسبب ارتفاع صوت الأذان وهي الحجة التي زادت من سخط واستياء المصلين، وحملتهم على الاحتجاج والتهديد بمحاصرة مديرية الشؤون الدينية التي من المفروض أن تكون الراعي الأول والحامية لحقوق الدين وليس الوقوف عكس التيار الديني، لأن الأذان بمثابة الإعلان الرسمي والبيان بأن الدولة تدين بالإسلام، في حين ذكر مصل آخر أنه مصدوم من القرار لأنه مشبوه وإلا كيف يتم الانزعاج من الأذان ومؤديه يملك صوتا رنانا نجح في استمالة العشرات من الشباب، وجرهم إلى الصلاة بفضل الصوت الرخيم، أين وصل البعض إلى تشبيهه بأذان المدينة المنورة.
من جهة مقابلة، أفادت مصادر مسؤولة من مديرية الشؤون الدينية أنها تلقت شكوى من طرف أحد جيران المسجد، الذي قال إن الأذان صار يضر بأطفاله ويزعجهم، وعليه تنقلت لجنة إلى المسجد المذكور لتقفي الموضوع، وتبين لها بعد المعاينة أن القضية كيدية ولا تستدعي كل هاته البلبلة مؤكدا أن الأذان سيبقى باعتباره من شعائر الدين الواجب احترامها والافتخار بها، وليس الضجر منها أو محاربتها
الشروق.