عاد المتوسط الدولي الجزائري « سفيان فيغولي »، الجمعة، ليهاجم « النجوم » السابقين لمنتخب محاربي الصحراء، وشدّد لاعب نادي « واستهام » الانجليزي على أنّ زملائه « حققوا ما لم ينجزه جيل الثمانينات »، مشيرا إلى أنّ « القدامى » أرهقوا « الحاليين » !
في حديث مطوّل نشرته المجلة الفرنسية « سو فوت »، رجع « فيغولي » (26 عاما) إلى ما انتاب مرحلة ما قبل مونديال البرازيل 2014: « شعرنا بالقرف (..) من الدوليين الذين سبقونا قبل 20 إلى 30 سنة، أرهقونا ورفعوا لنا نسبة السكر بأحاديثهم على ظهر الجزائر، مع أنّه لا أحد منهم – عدا رابح ماجر – حقق ما ينجزه 90 بالمائة من الدوليين الحاليين، خصوصا مزدوجي الجنسية ».
وتابع « فيغولي » : »كانت لنا رغبة جامحة لإخراس بعض الأفواه، قلنا لبعضنا : »يا شباب لدينا الموهبة والإرادة، سنذهب إلى المونديال وسنفتكّ كل شيء ».
« خاليلوزيتش » كبّلنا ضدّ بلجيكا
تطرّق « فيغولي » إلى مواجهة بلجيكا – الجزائر (2 – 1)، وألقى باللائمة على الناخب الوطني السابق البوسني « وحيد خاليلوزيتش »: « كنا متقدمين بهدف دون نظيف إلى غاية الدقيقة السبعين، والتوجيهات كانت دفاعية بإفراط، كنا ندافع بواقع لاعبين لكل منافس، شخصيا لعبت كظهير أيمن ورياض محرز كظهير أيسر، وهكذا خسرنا 2 – 1، وعلى العموم حين تخسر اللقاء الأول، تكون الأمور أغلقت بشكل سيئ ».
وردا عما راج بشأن طلبه من « خاليلوزيتش » الدفع بـ « براهيمي » ضدّ « كوريا الجنوبية »، نفى « سفيان »: « هذه أسطورة، وحيد كان سيرسلني إلى الديار لو فعلت ذلك، كنا حقيقة تحت الضغط وكدنا نبكي، هي كأس العالم وحلم بالنسبة لنا، بعدها تفوقنا بكرة جميلة 4 – 2، وواجهنا روسيا كابيلو، التأهل على الباب، الظهير الروسي الأيسر أرسل عرضية انتهت بهدف، ولم يسبق لنا أن بذلنا ذاك الجهد الخارق للتعديل وبلغنا الثمن في إنجاز تاريخي لم يتحقق قبلا، وقد لا يتكرر مستقبلا، ومررنا على هامش التأهل ضدّ الألمان ».
« سعدان » أبهجني و »ديشامب » طلب الصبر!
عن أولى اتصالاته مع منتخب الجزائر، قال « فيغولي »: « ابتهجت كثيرا حين اتصل بي سعدان في 2010، لكني خرجت وقتها من سنة بيضاء جراء إصابة في الركبة، ولم أشارك في التصفيات، لذا لم أتصور بأخذ مكان آخر أحق مني ».
واستطرد خريج مدرسة « غرونوبل »: « بعد عام التحقت بالخضر، مع أنّه كان بوسعي التطلع لمكانة مع منتخب فرنسا الأول »، كم كشف « فغولي »: « ديشامب قال لمحيطي .. لو صبر سفيان قليلا .. لأخذته، لكن قلبي الجزائري فكّر بجزائرية وللجزائر، ومنذ صغري وأنا أرتدي قميصا جزائريا حتى وإن كان المنتخب آنذاك لا يكسب مباريات (..) ».
وبشيء من الفخر، أردف « الخفّاش السابق »: « كنت أول من لبى نداء المنتخب الوطني في مرحلة ما بعد مونديال 2010، الآخرون الذين التحقوا أبلغوني: ذهابك إلى الجزائر حفّزنا أكثر، الآن الجزائر صارت أمة كروية محترمة، وهو ما لم يحدث أبدا، باستثناء عشرية الثمانينات ».
ما حدث في ودية « السينغال » صدمنا!
جدّد « فيغولي » انبهاره » بـ « الجنون الكروي » لمواطنيه، : « الجزائريون يتابعونك في كل مكان، تجدهم في أوكرانيا، تايلاندا والبرازيل، أتذكر أنّه لما وصلنا ريو انفتحت أعيننا على حضور جزائري مدهش، وحتى العديد من الحلاّقين وجدناهم هناك »!
لكن الاحتياطي الحالي في « الهامرز » استنكر تجاوز فريق من الأنصار لـ « الحدود »: « أتذكر صدمتي في ملعب الخامس جويلية، كان الأمر يتعلق بودية ضدّ السينغال (13 أكتوبر 2015)، تعرضنا لصافرات الاستهجان، تحدثت في الأمر مع زميلي الشيخ كوياتي الذي صُدم هو أيضا ».
« محرز »: قصة فيلم هولييودي!
تعليقا عما أنجزه مواطنه « رياض محرز »، قال « فيغولي »: « قصته تصلح لفيلم هولييودي، هو حلم أبناء الضواحي الفرنسية، أتى من حي « سارسيل » الفقير ولعب في الأسفل، مثلما جرى توظيفه على اليمين واليسار والهجوم، ليصبح أفضل لاعب في إنجلترا، تحية إكبار لهذا اللاعب، قوته في حبه الشديد للكرة، تلاحظه في التدريب يركض باستمرار ويسدّد طول الوقت، وحتى عندما يتعب يريد المواصلة وليس هناك 50 ألفا مثله ».
وانتهى « فيغولي » : »محرز أثرّ كثيرا في قراري، هو فتح أبواب بطولة الرابطة الانجليزية الأولى للاعبين المغاربيين، بعدما كنا قليلين في بريطانيا ».