يحضر المنتخب الوطني لكرة القدم لحزم حقائبه والعودة صباح الثلاثاء المقبل إلى أرض الوطن، قادما من مدينة « فرانس فيل » الغابونية، على اعتبار أن حظوظه باتت شبه منعدمة في التأهل إلى الدور الثاني من كأس إفريقيا 2017، و التي تعتبر نتاج « السياسة الفاشلة » المنتهجة من طرف رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة.
ويحتل المنتخب الوطني لكرة القدم المرتبة الثالثة في المجموعة الثانية، بعد خسارته في الجولة الثانية أمام المنتخب التونسي (2/1)، برصيد نقطة واحدة رفقة منتخب زيمبابوي، في وقت يحتل فيه المنتخب السنغالي المركز الأول بـ6 نقاط (ضمن تأهله رسميا إلى الربع نهائي) والمنتخب التونسي بـ3 نقاط في المركز الثاني.
رغم أن أداء المنتخب الوطني كان هزيلا خلال لقاءي زيمبابوي وتونس، والعديد من اللاعبين كانوا خارج الإطار، في صورة نبيل بن طالب وعدلان قديورة وعيسى ماندي وفوزي غلام ومختار بلخيثر، فضلا عن الفشل التكتيكي الذريع الذي أبان عنه المدرب البلجيكي جورج ليكنس وغياب الروح وسط المجموعة، إلا أن الأسباب الرئيسية والحقيقية التي تقف وراء الإقصاء المبكر المحتمل لـ »محاربي الصحراء »، أعمق وأخطر من هذه المشاكل الظاهرة للعيان.
ويعتبر رئيس « الفاف » محمد روراوة، المسؤول الأول والأخير عن هذه المهازل والفضائح والنكسات التي بات المنتخب الوطني عرضة لها منذ « كأس العالم 2014″، بفضل قراراته « العشوائية- الأحادية – الديكتاتورية » التي يتخذها في كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالمنتخب الجزائري، دون استشارة أحد.
روراوة الذي نصب نفسه « باشا » –كما وصفه ياحي الرئيس السابق لاتحاد الشاوية – على مبنى دالي إبراهيم، ارتكب العديد من الهفوات التي وصل بسببها المنتخب الوطني إلى هذه الحالة المزرية، بداية من التغييرات العشوائية التي عرفها بيت « الخضر » على العارضة الفنية، حيث وفي أقل من أربعة أشهر أبعد روراوة، التقني الفرنسي كريستيان غوركوف الذي كان أكبر خطأ قام به « الحاج » بشهادة بعض اللاعبين أنفسهم، « رحيل غوركوف أعادنا إلى نقطة الصفر » – قال عدلان قديورة أمس الأول، عقب الخسارة أمام تونس-، ليعين مكانه « البطال » ميلوفان راييفاتش الذي قال فغولي في حقه « إن الفاف » أخطأت الاختيار بتعيين راييفاتس مدربا »، ليقال بعد التعادل أمام الكاميرون ضمن تصفيات مونديال روسيا 2018 تحت ضغط اللاعبين وفضيحة « غرف الملابس »، ليقدم روراوة مرة أخرى على استخدام حق « الفيتو »، واستنجد بـ »الفاشل » جورج ليكنس وسط معارضة شديدة من طرف الجميع، الأمر الذي أثر سلبا على المجموعة وأفقد « محاربي الصحراء » هويتهم الحقيقية.
ومن بين أكبر الهفوات أيضا التي ارتكبها روراوة، هي التدخلات المتكررة له في الأمور الفنية وإقدامه على إبعاد لاعبين بحجم فغولي ومجاني –بسبب تصريحاتهما- عشية انطلاق « الكان »، في سيناريو شبيه بما حدث عام 2013، جعل « محاربي الصحراء » يظهرون في لقاءي زيمبابوي وتونس تائهين فوق المستطيل الأخضر ودون قائد حقيقي.
كما حرم روراوة « الخضر » من عديد اللاعبين الممتازين أمثال ربيع مفتاح ورامي بن سبعيني وزين الدين فرحات في المقابلات السابقة، بسبب أمور لا علاقة لها بالجانب الرياضي، ما قلص الخيارات لدى المدربين، وساهم في تفاقم المشاكل الدفاعية لـ »الخضر »، فلاعبين مثل بن سبعيني (النقطة الإيجابية الوحيدة التي تحتسب لـ »الخضر » في دورة الغابون) أو ربيع منفتاح أو حتى زين الدين فرحات كنا قادرين على الاستفادة منهم على الأقل في لقاءات تصفيات المونديال أمام الكاميرون ونيجيريا.
وساهم « الحاج » في إدخال اللاعبين الحاليين في مشاكل هم في غنى عنها مع لاعبي الجيل السابق « جيل الثمانينات »، مشتتا تركيزهم على ما هو أهم في الوقت الراهن، بسبب رفضه للانتقادات الموجهة من طرف محللي « البلاطوهات » في القنوات الخاصة، كما عمق « الهوة » بين اللاعبين المحليين والمحترفين برعاية بعض الفاعلين في الوسط الرياضي وتصريحاته، كل هذه الأمور أدت إلى تدني مستوى المنتخب وفشله في تحقيق نتائج ايجابية في « كان الغابون ».