خرج ضحية سوق أقبو عن صمته، الذي اتهم بالسرقة قبل أن ينهال عليه التجار وبعض رواد السوق بالضرب المبرح مع تجريده من ثيابه وتعليقه بواسطة حبل وسط السوق والتنكيل به وتعذيبه، الى درجة رشه بالبنزين في محاولة منهم لحرقه حيا، لولا تدخل عناصر الشرطة الذين أنقذوا المدعو مخلوف المعروف باسم الحجلة وهو اللقب الذي كان قد أطلق على أخيه الأكبر، حسب تصريحات الضحية في أول فيديو له نشر خلال الساعات الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ظهر ضحية سوق أقبو، جالسا بأحد شوارع القصر بولاية بجاية، المنطقة التي ينحدر منها، وبين يديه « عكازة » يتكء عليها في تنقلاته جراء الإصابات التي تعرض إليها يوم الحادثة وبجانبه عصفور « يواسيه في محنته »، حيث عاد مخلوف البالغ من العمر 43 سنة، إلى ذلك اليوم ليؤكد أنه لم تسجل أي حالة سرقة في ذلك اليوم.
أحدهم نصب لي فخا!
واتهم في نفس الوقت شخصا ينحدر من ولاية تيزي وزو، بالوقوف وراء ما وصفه بالفخ الذي نصب له ووقع فيه، مفتعلا قضية السرقة جراء الخلاف الذي كان بينهما، حيث لم يجد ذلك الشخص – حسب مخلوف -، من حيلة للانتقام منه سوى باصطناعه حادثة السرقة، مضيفا أن التجار انهالوا عليه في ذلك اليوم بالضرب بمجرد سماعهم كلمة « سرّاق » من دون أن يحاولوا فهم القضية، قبل أن يضيف وعلامات الحسرة والأسى باديتين على وجهه « نوكل عليهم ربي » مؤكدا أن هؤلاء الأشخاص لا رحمة ولا شفقة في قلوبهم.
ولم يخف مخلوف أنه كان يمتهن السرقة في وقت سابق لكنه تاب وترك هذه الأفعال جانبا منذ سنوات عديدة، مضيفا أن الأوقات العسيرة التي عاشها في سوق أقبو لن ينساها طوال حياته، كونه قد شاهد الموت أمام عينيه لولى لطف الخالق بعدما عذب لقرابة ساعة كاملة من الزمن، مضيف أنه لا يزال يحس بالآلام بمناطق مختلفة من جسمه خاصة بصدره ورجله اليمنى.
للتذكير فقد اتهم مخلوف في حادثة جابت ربوع الوطن والعالم بأسره، بسرقة شيخ في سوق أقبو قبل أن تتم محاكمته من طرف بعض التجار الذين نصبوا على ما يبدو أنفسهم في مكان القاضي، في « محاكمة شعبية » بشعة، بعدما تم تعليق الضحية من رجليه بواسطة حبل وهو بملابسه الداخلية قبل الشروع في تعذيبه والتنكيل به، في صورة تعود بنا الى سنوات العصر الحجري، وهي الحادثة التي استنكرها الشارع البجاوي وكل من سمع بالحادثة، والغريب في الأمر أن مصالح الأمن لم تتلق يومها أي شكوى تثبت ارتكاب الضحية السرقة، حيث وبعد تحريره بصعوبة من طرف أعوان الشرطة ونقله الى مستشفى أقبو لتلقي العلاج اللازم، تم الإفراج عنه في ظل غياب أدنى شكوى، ما يثبت براءة الضحية من التهمة المنسوبة اليه، في حين أشارت مصالح الأمن حينها، أنها ستتابع جل الذين شاركوا في هذا التنكيل قضائيا بعد تحديد هويتهم من خلال الاستعانة بأشرطة الفيديو والصور التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.
وقد اختتم الضحية حديثه بالتأكيد أنه لن يعود مستقبلا إلى سوق أقبو حامدا الله في نفس الوقت على سلامته، أما بخصوص الأشخاص الذين اعتدوا عليه بالباطل فقد كرر مخلوف ما قاله من قبل « نوكل ربي عليهم ».