أظهرت المبارتان اللتان خاضهما المنتخب الوطني الأول لكرة القدم أمام زامبيا الأسبوع الماضي، فشلا وإفلاسا كبيرين على كل المستويات، وبغض النظر عن الجانب الفني وما ميزه من « سقوط » مدو على مستوى النتائج والأداء، « عرّت » نكسة زامبيا جانبا آخر مظلما في الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) وهو المحيط الذي يشتغل مع الرئيس خير الدين زطشي، حيث تطرح تساؤلات كثيرة عن الدور الذي يقوم به مستشارو الرئيس ومساعدوه، الذين لم يلعبوا دورهم وورّطوا « صديقهم » وتركوه وحيدا يصارع وابل الانتقادات التي انهالت عليه من كل حدب وصوب.
ساهم محيط زطشي في « تعفن » الوضع العام داخل الفاف والمنتخب الوطني، حيث لم يلعب مستشارو زطشي ومساعدوه في صورة محمد مشرارة، ورابح ماجر ومدير المنتخبات الوطنية حكيم مدان وحتى الأمين العام للفاف الجديد، دورهم في « تنوير » رئيس الفاف وإمداده بالنصائح والاستشارات اللازمة قصد تجنب الوضع « الخطير » الذي بلغته الأوضاع في بيت الفاف والمنتخب الوطني الذي تلقى ضربتين موجعتين في أقل من أسبوعين بإقصاء المنتخب المحلي من « الشان » والسقوط المريع في تصفيات مونديال روسيا 2018 والذي عجل بإقصاء الخضر من العرس الكروي العالمي.
وفشل زطشي ومحيطه في تسيير مختلف الأزمات التي ضربت الاتحادية والمنتخب منذ « تعيين » الرئيس الجديد للفاف يوم 20 مارس الماضي بدليل الأخطاء الكثيرة التي تم تسجيلها، بداية من « السفرية الغريبة » لنائب رئيس الفاف ربوح حداد إلى فرنسا للتفاوض مع الاتحاد الفرنسي للعبة حول إجراء لقاء ودي من دون استشارة الرئيس، وقيام الأخير بتعيين الإسباني ألكاراز مدربا للمنتخب الوطني من دون استشارة أي طرف، فضلا عن الصدام العنيف بين زطشي ورئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج الذي تحول إلى مسلسل « مكسيكي » اكتسح الموقع الرسمي للفاف ووسائل الإعلام، وكذا دوس رئيس الفاف على القوانين فيما يخص رابطة الهواة، نهاية بالمهزلة التي حدثت أمام زامبيا و »فضيحة » اللاعب رياض محرز الذي رخصت له الفاف بمغادرة تربص الخضر للتفاوض مع فريق جديد قبيل نهاية الميركاتو الصيفي، من دون إذن من فريقه ليستر سيتي الإنجليزي، من دون أن يحرك محيط الرئيس ساكنا، ويلعب دوره المنوط به وهو توجيه رئيس الفاف ومنحه الحلول الناجعة في الوضعية الصعبة التي تعيشها الاتحادية والمنتخب، ما يجعل من « محيط » الرئيس، متواطئا في الهزة العنيفة التي ضربت الخضر والاتحادية.
وقام محيط زطشي بتوريطه في مشاكل لا حصر لها، خاصة مع الإدارة السابقة للفاف بقيادة محمد روراوة، حيث دفعه للانشغال بتتبع « عورات » المكتب السابق بدلا من المضي قدما في إصلاح الأوضاع وتفادي الأزمات والخروج بالاتحادية والمنتخب إلى بر الأمان. واستغل مستشارو الرئيس ومساعدوه، حماس الأخير واندفاعه لمحو آثار روراوة من الاتحادية وفتح عهد جديد، قصد تصفية حساباتهم مع رئيس الفاف السابق و »الانتقام » منه خاصة بالنسبة لمشرارة وماجر اللذين تعد علاقتهما متوترة مع روراوة. ويؤمل أن تكون « صفعة » زامبيا قد أيقظت رئيس الفاف من غفوته، وهو مطالب اليوم بالتحرك سريعا لإجراء تغييرات جذرية ليس فقط على مستوى التشكيلة الوطنية وجعلها كبش الفداء، وإنما على محيطه أيضا والذي قام بتغليطه ودفعه نحو « الهاوية »، فضلا عن « تجريده » مما تبقى من مصداقيته، قبيل 6 أشهر من موعد أول جمعية عامة عادية للفاف بثوبها الجديد والتي قد تكون عواقبها وخيمة جدا على زطشي، المطالب أيضا بإيجاد حلول لتفعيل دور المكتب الفدرالي الذي أفرغ من محتواه بدليل التململ السائد على مستواه بعد أن دأب نصف أعضائه على الغياب عن الاجتماعات الشهرية.
الخضر من دون زعيم حقيقي ومناجير « فعّال »
<
p style= »text-align: right; »>وثم مشكلة أخرى يعاني منها المنتخب الوطني، وتسببت في الهزات العنيفة التي تعرض لها في الفترة الأخيرة، وأفرزت الكثير من التخاذل والحالات الانضباطية داخل المجموعة، وهي غياب قائد أو زعيم حقيقي يسيّر التشكيلة، ويساهم في حل المشاكل على غرار ما كان يحدث خلال تواجد القائدين السابقين عنتر يحى ومجيد بوقرة، اللذين كانا بمثابة حلقة الوصل بين اللاعبين والطاقم الفني ومسؤولي الاتحادية، بفضل الرزانة، والحكمة، والصرامة والانضباط التي كانا يتحليان بها فضلا عن احترامهما من طرف كل اللاعبين. وتم تداول شارة القيادة بين أكثر من 6 لاعبين من دون أن يمنع ذلك حالات اللاانضباط والخروج عن النص، ويواجه المنتخب الوطني اليوم أيضا مشكلة أخرى تتمثل في غياب مناجير في المستوى يحسن التعامل مع هذا المنصب الذي يشغله حاليا الدولي السابق حكيم مدان الذي يعتبر المنسق الأول بين الاتحادية والطاقم الفني واللاعبين، حيث بدا جليا أن « الأحداث » تجاوزته بدليل المشاكل الكثيرة التي حدثت على مستوى التشكيلة، وكان من الأجدر بالفاف الاستعانة بخدمات أحد الدوليين الذين اعتزلوا مؤخرا في صورة رفيق صايفي أو عنتر يحيى، وخاصة الأخير الذي كان اسمه متداولا بقوة في أروقة الفاف لشغل منصب مناجير المنتخب يقوم بالتنسيق بين اللاعبين والطاقم الفني خاصة أنه قريب جدا من سن اللاعبين الحاليين ويعرف أغلبهم معرفة جيدة فضلا عن خبرته الكبيرة سواء على مستوى مشواره الاحترافي أو مع المنتخب وكذا اكتسابه خبرة التسيير مع ناديه الحالي أورليون الفرنسي، لكن « مشروع » عنتر يحيى سقط في الماء لأسباب تبقى مجهولة.