يثير الضجيج « المبرمج » إثر الخروج المخيّب لمنتخب الجزائر لكرة القدم من كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، حيرة فريق من المتابعين الذين يتساءلون عن تناسي الكثيرين لإقصاء الخضر من أولى أدوار دورة 2013 بجنوب إفريقيا، والتي لم تعقبها زوبعة كتلك « المُحَرّكة » منذ 72 ساعة.
في كأس أمم إفريقيا الـ 29 التي احتضنتها جنوب إفريقيا بين التاسع عشر جانفي والعاشر فيفري 2013، تذيّل « المحاربون » المجموعة الرابعة بنقطة يتيمة، بعد انهزامهم على يد « تونس » (1 – 0) و »الطوغو » (2 – 0)، وتعادلهم أمام أفيال « كوت ديفوار » (2 – 2).
واللافت إنّه عدا بعض « الفلتات »، فإنّ خرجة البوسني « وحيد خاليلوزيتش » (64 عاما) مرت مرور الكرام، حيث لم يتم إفراز أي روائح كريهة، إذ تغاضى (حراس المعبد) و(الأوصياء) رغم أنّ البوسني كان استهلك حينذاك شهره التاسع عشر على رٍأس الخضر، واستفادته آنذاك من تركيبة ثرية بالمواهب، اعتبارا من « مبولحي »، « مصباح » و »بوقرة »، وصولا إلى « لحسن »، « بودبوز » و »فيغولي »، دون تناسي « بلكالام »، « قديورة »، « قادير » و »سليماني ».
في المقابل، شهدت كأس أمم إفريقيا الـ31 الجارية بالغابون، إقصاء الخضر من الدور الأول بنقطتين في الرصيد بعد تعادلهم ضدّ « زيمبابوي » (2 – 2) و »السينغال » (2 – 2) وهزيمة في جوارية « تونس » (1 – 2)، الأمر الذي سرّع برحيل البلجيكي « جورج ليكنس » (67 عاما) في ظرف قياسي، وجرى (تأجيج الشارع) بُعيد 118 يوما فحسب عن عودة التقني البلجيكي إلى الجزائر في 27 أكتوبر 2016.
الحاصل، أنّ « حكمة » إبقاء « خاليلوزيتش » قبل أربع سنوات، سمحت للخضر لاحقا من اكتساح « البنين » ذهابا وإيابا، وتجاوز « رواندا » و »مالي » ثمّ امتطاء خيول « بوركينا » وبلوغ ثاني مونديال تواليا وما شهدته البرازيل من بصمة جزائرية في الثمن أمام أبطال العالم، وكل ذلك بفعل ماذا؟ طبعا « الاستمرارية ».
هذه المرة « لم تسلم الجرّة » واندفع « علماء » الكرة للنيل من « ليكنس » وقذف اللاعبين الذين تحولوا من أبطال فوق العادة قبل ثلاث سنوات إلى « أشباح فرنسية من أصول جزائرية » !، وطبعا الكارثة في ما يجري هو البتر الذي لن يحفظ للقضية ودا، بما سيزيد من تعقيد أوضاع تشكيلة في رحلة تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون، ورهان التشبث بما تبقى من آمال بلوغ المونديال الروسي 2018.
انتهاءً، ووسط كل الصخب « المفتعل » للإطاحة بـ (الحاج) وكأنّ بالجزائر لم تُقص من أولى أدوار ستّ دورات ماضية (..)، هل سيتلاشى تسلل الكرة الجزائرية بذهاب « محمد روراوة » واستبعاد المغتربين والتمكين للمحليين « المساكين »؟ الأكيد أنّ المعضلة أعمق بكثير من كل هذا « الضجيج ».