نقابات: الامتحان المصيري تحول إلى قضية أمنية أخلاقية
تنطلق اليوم امتحان البكالوريا التي سيجتازها اكثر من 760 ألف مترشح عبر مختلف ولايات الوطن، وسط حالة طواريء تعيشها مختلف الأطراف المعنية بالامتحان، سواء السلطات المؤطرة التي تعمل على قدم وساق لمنع تكرار “مهزلة وفوضى التسريبات” من طرف رواد الفضاء الازرق التي ميزت بكالوريا دورة 2016 وكذا وسط المترشحين وأوليائهم الذين اربكهم اجتياز الامتحان في عز شهر رمضان وسط ارتفاع درجة الحرارة.
من جهتها، أعابت مختلف أطراف الأسرة التربوية، على مصالح بن غبريت، تحويل امتحان البكالوريا الذي يعتبر امتحان تقييمي بيداغوجي، كان من المفروض أن تحافظ على خصوصيته، إلى ظاهرة امنية اخلاقية تجندت لها مختلف هياكل الدولة لمحاربة التسريبات فيها، مع تجريم الهيئات البيداغوجية والتلاميذ بالدرجة الاولى فيها.
وكشفت نقابات التربية أن امتحان البكالوريا فقد خلال السنوات الاخيرة خاصيته التقييمة البيداغوجية وتحول إلى قضية امنية اخلاقية، تجندت مختلف هياكل الدولة بما فيها جميع الاجهزة الامنية لمحاربة ما يسمى بـ “التسريبات فيها”. وابدى في هذا الشأن مسعود بوديبة، ممثل الكنابست، اسفه لما آلت إليه البكالوريا، فبعد أن كان الحديث في السابق عن مستوى المواضيع ومحاربة الغش بين المترشحين، تحول الحديث اليوم إلى ظاهرة جديدة دخيلة تتمثل في التسريبات وهو ما حول البكالوريا من امتحان تقييمي بيداغوجي، إلى قضية اخلاقية امنية حولت مراكز الاجراء إلى شبه مراكز إجرام، على خلفية الاجراءات المتخدة لحمايتها من كاميرات مراقبة واجهزة كشف المعادن واجهزة التشويش وغيرها من الاجراءات التي تم تنصيبها على مستوى مراكز الاجراء من طرف مختلف الاسلاك الامنية، وهو خير دليل على الفشل الذريع لمصالح بن غبريت في تسيير المدرسة.
واعاب المتحدث على مصالح بن غبريت محاولة الاساءة إلى الهيئات البيداغوجية المختلفة من اساتذة ومفتشين ومديرين وكذا التلاميذ، فمحاولة توجيه الاتهامات للاستاذ والتلميد ومحاولة تجريمهما في قضية التسريبات، وقال إن مختلف الاجراءات والوسائل التي اعتمدتها السلطات كتنصيب اجهزة التشويش والكاميرات داخل المراكز تهدف إلى جعل المتهم داخل مراكز الاجراء وهو ما يعني اتهام الاستاذ والتلميذ وجعلهم ليسوا محل ثقة، يحدث هذا ـ يضيف بوديبة ـ بالرغم من أن التحقييقات بينت أن مواضيع البكالوريا للدورة السابقة سربت من غير مراكز الاجراء
وهو نفس ما اكد عليه قويدر يحياوي، المكلف بالاعلام على مستوى نقابة اسنتيو الذي اكد استحالة تورط الاساتذة والتلاميذ في أية تسريبات. ودعا الوزارة إلى ضرورة كشف المتورطين في هذه المهزلة للرأي العام.
من جهة اخرى، حذرت مختلف اطراف الاسرة التربوية من ظروف الاجراء الصعبة التي يجري فيها مترشحو الجنوب، الامتحان، وسط الحرارة المرتفعة في عز الصيام، تضاف إليها تعطل المكيفات الهوائية واكد المتحدثون أنه كان من المفروض على الوزارة والسلطات ككل، توفير الاجواء اللازمة التي تسمح للمترشحين باجتياز الامتحان بكل ارتياحية.
المترشحون تائهون بين فتاوى الإفطار
يستقبل المترشحون، الاختبار الأول من امتحان شهادة البكالوريا بعد مرور 15 يوما على الصيام، وتبادل هؤلاء المترشحون امس الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الفتاوى التي أطلقها بعض الشيوخ، حول إجازة الافطار لصالح المترشحين من عدمه، على اعتبار أن الآراء تضاربت بشأن الإفطار بين المجلس الإسلامي الأعلى وجمعية العلماء المسلمين وبعض أعضاء المجلس العلمي وغيرهم من المشايخ والدعاة.