على هامش الدورة التضامنية التي نظمتها ودادية قدماء اللاعبين بعنابة، التقينا اللاعب الدولي السابق محمود قندوز، الذي، على غير العادة، دافع عن روراوة، وطلب بالقيام بإصلاحات جذرية وإعادة كرة القدم إلى أهلها، وأمور أخرى نترككم تكتشفونها في هذه الرحلة بين السين والجيم..
بداية، ماذا تقول عن مبادرة ودادية قدماء الدوليين وإعانة 10 لاعبين؟
صراحة، إنها مبادرة رائعة تستحق كل التشجيع، وهي أيضا رسالة إلى كل من شكك في نوايا اللاعبين القدماء، وأكثر من ذلك، هناك من سعى لخلق الفتنة بين مختلف الأجيال، لكن الحقيقة هاهي اليوم أمامكم، فقد التقينا في أجواء أخوية رائعة وهذه هي فائدة كرة القدم…
حدثنا عن الحدث. ماذا تقول عن الكان…؟
إقصاء تونس أمام بوركينا فاسو أعتبره منطقيا إلى أبعد الحدود وتأكيدا على أنها لم تفز علينا لقوتها بل لضعفنا… وهو مكسب جديد لإفريقيا السوداء التي تواصل تقدمها في وقت تواصل منتخبات الشمال تراجعها المخيف…
وما السبب حسب رأيك…؟
تراجع الكرة العربية سببه بالدرجة الأولى إفراطها في الاعتماد على استيراد اللاعبين الجاهزين من الغرب… رغم أن كل إنجازات المنتخبات العربية كانت بعرق أبنائها واليوم نحن مطالبون بضبط استراتيجية محلية لأنها الحل الوحيد لاستعادة التألق…
وكيف ترى بقية المنافسة…؟
كأس إفريقيا تعاني من عقدة الانحياز الفاضح إلى البلد المنظم، لكن بعد خروج الغابون أراها مفتوحة على كل الاحتمالات…
وماذا تقول عن المشاركة الجزائرية…؟
اندهشت قبل بداية الكان من كثرة الآراء التي وضعت الجزائر كمرشح قوي للتتويج.. وهو أمر غير منطقي بصراحة…
لماذا… هل من توضيح؟
الأمر لا يحتاج إلى أي توضيح. فهذا المنتخب يتذيل ترتيب مجموعته في تصفيات المونديال وأكثر من ذلك فقد أظهر ضعفا كبيرا قبل أسابيع قليلة من الكان ولم يوفق لا في الأداء ولا في النتيجة عندما قابل الكاميرون ثم نيجيريا… فماذا تريدون أن ننتظر منه؟ ورغم ذلك فقد التزمت الصمت لأني لو تحدثت لاتهموني ربما بالجنون أو بالجهل الكروي… وأشياء أخرى.
هل لك أن تحدثنا عنها…؟
هناك عوامل عديدة اجتمعت ضد المنتخب وأعتقد أن أبرزها هو أن توكل الأمور إلى غير أهلها… وهؤلاء الجهلة تشدقوا بالكلام وافتعلوا ضجة وأوهموا الناس بأن هذا المنتخب لا يقهر وأنه سيصل إلى المربع الذهبي أو النهائي قبل أن يصدمهم الواقع ونخرج من الدور الأول الذي كشف كل العيوب…
الإقصاء من الدور الأول كان فرصة للبعض للمطالبة برحيل روراوة… ما رأيك؟
أقولها بصوت عال… رحيل رئيس الفاف لن يحل مشاكل الكرة الجزائرية التي هي أعمق وتكمن بالدرجة الأولى في غياب العمل بالأندية… ثم ما معنى رحيل روراوة؟ وعلى أي أساس…؟ هل بسبب إخفاق الكان؟ لقد سبقتنا البرازيل التي انهزمت بسباعية وبقواعدها وبنصف نهائي كأس العالم… لو نطالبه بالرحيل فهذا معناه تنكر لجميله لأنه هو من أهلنا للمونديال مرتين متتاليتين… أعتقد أن الناس هنا تطالب من أجل أن تطالب فقط، ولو أن الكثير منهم تحركه الأحقاد وتصفية الحسابات…
إذن، أنت مع بقاء روراوة…؟
أنا مع إيجاد الحلول لواقع الكرة الجزائرية المشلول… أما روراوة فبفضل اجتهاده ارتقى المنتخب الوطني من المرتبة 77 إلى المرتبة 14 في ترتيب المنتخبات العالمية واليوم الأمور لم تسر كما خطط لها لكن دوام الحال من المحال خاصة في كرة القدم ومن غير المعقول أن نفوز دائما والأهم أنه يجب الاستفادة من أخطائنا لنكون أكثر قوة مستقبلا…
وكيف ترسم الحلول للانتفاض كرويا من جديد؟
يجب أن نكون واقعيين وعقلانيين… كرة القدم لا تتطور بسوى يدي من مارسها… والدليل أننا بعد تدخل الطفيليين لم نعد نرى بملاعبنا سوى العنف، السب والشتم وترتيب المقابلات… وصورة وسمعة البلد في تقهقر ومستوى منحط للرؤساء والمدربين الذين لا ينظرون إلى كرة القدم إلا لملء أرصدتهم البنكية.. ومن هنا يجب أن يبدأ التغيير الحقيقي لأنه عيب وعار أن تصرف الدولة أموالا طائلة طيلة 20 سنة كاملة دون أن ننجب لاعبين مكونين عندنا…
بم تود أن نختم هذه الدردشة؟
لقد وصلت الرداءة إلى حد لا يطاق.. فعندما تفتح التلفزيون وترى بعض أشباه المقدمين أو المحللين في بعض قنوات العار وهم يبكون لأجل خسارة مباراة في كرة القدم، فاقرأ على الدنيا السلام… وهنا لا يسعني إلا أن أطلب من الدولة أن تتدخل لوضع حد لهذه المهازل واستغلال هذا الظرف، وإلا فكل شيء سيبقى كما هو ولو نفوز على نيجيريا سيتناسون كل شيء…