اتهم مدرب المنتخب الكاميروني، هيغو بروس، لاعبي المنتخب الوطني بمواجهة فريقه من دون روح وفقدانهم أي رغبة في الفوز، محمّلا إياهم مسؤولية التراجع الرهيب لنتائج « الخضر » على المستوى الإفريقي والمستويات الباهتة التي أظهروها خلال التصفيات المونديالية، ومدافعا بالمناسبة عن المدرب الإسباني، لوكاس ألكاراز، الذي لا يتحمل حسبه، ما يحدث حاليا للمنتخب الجزائري، على اعتبار أن الأخير عرف حالة لا استقرار غير مسبوقة على مستوى الطاقم الفني، لينضم بذلك مدرب نصر حسين داي السابق إلى الأطراف المشككة في مدى التزام زملاء ماندي مع منتخب بلادهم ورغبتهم في الدفاع عن الألوان الوطنية.
وجاءت تصريحات المدرب البلجيكي، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة الكاميرون والجزائر، من منطلق معرفته بكرة القدم الجزائرية وتدريبه في البطولة من خلال إشرافه على فريقي نصر حسين دي وشبيبة القبائل، حيث بدا بروس مطلعا جيدا على خلفيات مشاكل التشكيلة الوطنية، ولم يتأخر في توجيه اتهامات ضمنية للاعبين بالتسبب في ما يحدث لـ »الخضر » حاليا، وقال بروس: « من الناحية الفردية المنتخب الجزائري أفضل من المنتخب الكاميروني، لكن الفرق يكمن في الرغبة والروح.. لقد كنا أكثر إصرارا من الجزائريين على الفوز.. »، قبل أن يضيف: « الفرديات لا تكفي دائما من أجل الفوز بالمباريات.. هناك أيضا الذهنيات والتضامن واللعب الجماعي، وهذه المعطيات كانت غائبة عن المنتخب الجزائري »، وذهب مدرب شبيبة القبائل السابق إلى أبعد من ذلك عندما صرح: « لاعبو المنتخب الجزائري يفتقدون إلى الروح والرغبة.. المشكل ذهني.. ».
وشدد المدرب البلجيكي على أن مشكل « الخضر » في اللاعبين وليس المدرب، ما يعزز الفرضية التي اتفق عليها جميع الجزائريين منذ فترة طويلة، والمتضمنة فقدان زملاء مبولحي للمقومات التي صنعت نجاح « الخضر » خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها الروح القتالية والتضامن وصلابة المجموعة، وصرح بروس قائلا بهذا الشأن: « المشكل في اللاعبين وليس في المدرب.. لقد تم تغيير أربعة مدربين خلال عام واحد »، تاركا الانطباع بأنه مع بقاء المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز، الذي طالب بضرورة منحه مزيدا من الوقت للعمل حتى تظهر نتائج عمله ميدانيا.
هذا، ورغم توافق تصريحات هيغو بروس مع تحليل بعض المدربين واللاعبين الدوليين الجزائريين السابقين، إلا أن بعض الأطراف أرجعت تصريحات المدرب السابق للنصرية إلى رغبته في تصفية الحسابات مع بعض الأطراف الجزائرية، بالنظر لطريقة رحيله عن شبيبة القبائل وقضية مقتل اللاعب الكاميروني إيبوسي التي أثرت كثيرا على نفسية وقناعات المدرب البلجيكي بخصوص كرة القدم الجزائرية.