تحية عطرة أزفها لكل الصحفيين في موقعنا الرائع جواهر ولكل القراء الأحباء..
دون إطالة أنا سيدة متزوجة في 27 من عمري، جميلة جدا ومثقفة وأكثر من هذا أنيقة.. أعمل في مؤسسة خاصة وطبيعة عملي تحتم عليّ أن أهتم بمظهري، وهنا أركز أني أهتم بمظهري لكن دون تجاوز حدود الأدب..
من يوم التحقت بالمنصب والمدير ينظر إليّ بطمع ويغتنم الفرص ليتحرش بي.. في البداية كنت أخجل من مواجهته وأنصرف بمجرد أن يبدأ التلميح لعلاقة مشبوهة، لكن الآن صار يتمادى أكثر وقد ساومني مؤخرا إما أرضخ لنزواته أو أكتب استقالتي..
المشكلة الآن أني محتاجة جدا للعمل ومحتارة ماذا أفعل؟ أبحث عن رأي سديد يخرجني من هذه الورطة بأقل الأضرار، فأنا حقا وصدقا لا أستطيع التخلي عن أحلامي وطموحاتي وفي نفس الوقت تربيت على المبادئ والشرف ولا يمكنني أن ألوث سمعتي وأخون زوجي.
سارة من العاصمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد:
تحية طيبة أختي الكريمة وبعد:
مشكلة المساومة والتحرش أصبحت ظاهرة العصر، ولأن المسكوت عنه في هذا الصدد أكثر من المصرح به فإن الكثير من مرضى النفوس يتمادون ويتسببون في كوارث لا حصر لها، فإن كانت المرأة ضعيفة الشخصية يجرونها للخطأ مهما أبدت من صمود ومهما تمنعت في البداية وإن كانت قوية نوعا ما تقدم استقالتها، أما إن كانت قوية جدا فتمسح بالمتحرش الأرض وتقدم شكوى ضده لتجعله يدفع الثمن، وفي كل الحالات تكون المرأة هي الخاسر الوحيد لأن أصابع الاتهام دوما توجه نحوها والله المستعان فقط..
أختي ما يجب أن تضعيه حلقة في أذنك أن الرزق على الله وأن الحرة تجوع ولا تأكل من ثديها لذلك من الواجب عليك الرفض القاطع لكل المساومات والبحث عن عمل آخر أكثر احتراما، فمدير بهذا الشكل وبهذه الأخلاق من الأحسن الابتعاد عنه اتقاء لشرّه..إن خسرت العمل يا أختي فيمكنك أن تجدي غيره، لكن إن خسرت شرفك ولوثت طهارتك وخنت زوجك فلا يمكنك أن تعوضي شيئا وستعيشين حياة بائسة لا طعم لها، بل قد تتدمر علاقتك بزوجك وتخسرين بيتك وتبقين مجرد ساقطة منبوذة..
فكري جيدا عزيزتي وضعي ذاك المدير عند حدّه، أو سجلي مساوماته كي تقتصي لنفسك إذا ما حاول تشويه صورتك أو اختلاق الأكاذيب عنك.. لا بد أن تكوني ذكية بحيث تتمكنين من وضع نقطة النهاية بلا أضرار، لأنه مهما اعتنيت بمظهرك ومهما كانت نوعية لباسك فلا حق له في مساومتك بابتذال..
أنت امرأة ناضجة وواعية والحفاظ على العمل لا يعني الاستجابة للتحرش، هو لن يحترمك وأنت لن تحترمي نفسك وستجدين نفسك مجرد لعبة ترمى حين يمل منها في القمامة، والعمل الذين تتمسكين به قد تكرهينه وتهربين منه بعد وقوعك في المحظور لأن ألم المعصية وظلمتها تقبع على الصدر وتسبب الضيق والضجر..
أخيرا سيدتي أنصحك بتقوى الله وعدم التفكير في الاستجابة مطلقا كحل لوضعك.. كوني قوية بالله وأكيد سوف ينصرك ويعوضك خيرا ونحن بدورنا ندعو الله أن يوفقك ويبعد أبناء الحرام عنك وبالتوفيق.