انطلق، اليوم، « التصحيح النموذجي »، لأوراق إجابات المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا، عبر 71 مركز تصحيح موزع عبر الوطن، في ظل تسجيل نقص فادح في الأساتذة المصححين، في جميع المواد، بمعدل عجز قدر بـ 50 أستاذا في كل مركز تصحيح، ما دفع برؤساء مراكز التصحيح إلى الاستعانة بالأساتذة « الاحتياطيين » لاستدراك العجز من جهة، ومن جهة ثانية فقد تم استدعاء أساتذة « متوفين » وآخرين منتدبين وموضوعين تحت التصرف. كما تم تعيين أستاذ واحد للتصحيح بثلاثة مراكز.
نقص الأساتذةالمصححين الذي سجل خاصة بولاية الجزائر، قد دفع برؤساءمراكزالتصحيح إلى البحث عن حلول « سحرية » في الوقتبدل الضائع، لاستدراك الأوضاع، أين تمت الاستعانةبالأساتذة « الاحتياطيين »، كما تم توجيه استدعاءات لبقيةالأساتذة لتغطية النقص الفادح، غير أن أغلبيتهم رفضواالاستجابة لمطلبهم، كون أن عملية التصحيح في البكالورياتعد جد « متعبة » مقابل مبالغ مالية « غير محفزة »، وغيرمشجعة على الإطلاق، خاصة وأن القيمة الممنوحةللمصححين لا تعادل عدد الأوراق المصححة، تضيفمصادرنا.
وأكدت المصادر نفسها، أن رؤساء مراكز التصحيح والأساتذة المصححين، والعمال، قد التحقوا أمس السبتبمراكزهم، على أن يشرعوا اليوم في « التصحيح النموذجي » الذي يدوم يومين، على أن ينطلق « التصحيحالفعلي » غدا الثلاثاء عبر 71 مركزا، أين سيتم تكليف كل أستاذ بتصحيح 400 ورقة إجابة بين التصحيحين الأولوالثاني، بمعدل زيادة في عدد الأوراق قدر بـ100 ورقة إجابة مقارنة بالسنة الماضية، نظرا لارتفاع عددالمترشحين الذي تضاعف في هذه الدورة، بسبب وصول الكوكبتين إلى السنة الثالثة ثانوي، على اعتبار أنالأستاذ المصحح في السنة الماضية كان يصحح 300 ورقة. مضيفة بأن الديوان الوطني للامتحانات والمسابقاتيمنح 30 دينارا عن كل ورقة مصححة.
وأضافت مصادرنا، أن أغلب الأساتذة يفضلون تصحيح أوراق إجابات المترشحين بجامعة التكوين المتواصل، لأنالعملية غير متعبة، على اعتبار أن كل أستاذ يصحح موضوع اختبار واحدا، ليس كالبكالوريا، موضوعان اثنانللتصحيح، حتى إن المحتوى أخف، مقابل مبالغ مالية محترمة.
وفي الموضوع، كشف الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، فيتصريح لـ »الشروق »، أنه لأول مرة تكفل مفتشو المواد باستدعاء الأساتذة المصححين، أين اعتمدوا على قوائم »قديمة » و غير محينة، ما أدى بهم إلى الوقوع في أخطاء « فادحة »، حيث تم استدعاء أساتذة متقاعدين،وأستاذة موضوعين تحت التصرف ومنتدبين ليس لديهم علاقة بالتدريس، وحتى إنه تم استدعاء أساتذةمتوفين، مؤكدا أنه في السنوات الماضية كان الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات هو الذي يتكفلباستدعاء المصححين. في الوقت الذي تساءل عن موقع المفتشين من معرفة أسماء الأساتذة التابعين لهمخلال الموسم
الدراسي، مادام أنهم يجهلون حتى الأساتذة الموجودين في مقاطعتهم.
« الشروق »