في وقت كنا ننتظر إمضاءه في نادي كارلسروه الألماني، فاجأ الدولي الجزائري السابق كريم مطمور الجميع بتوقيعه في نادي العربي الكويتي لمدة سنتين ليتبع بالتالي زملاءه السابقين في « الخضر » ويلعب في الخليج العربي مثلما فعل بعض من مواطنيه سابقا…
انتقالك هذا فاجأ الجميع، فلا أحد انتظره بهذه السرعة نحو دوري خليجي…
انتقالي كان عاديا فمسؤولي نادي العربي استدعوني منذ أيام لزيارة البلد والمنشآت الرياضية للنادي، ولا أخفي عنكم أنني اندهشت بما رأيت وأعجبت كثيرا بذلك. بعدها الأمور سارت سريعة إلى غاية توقيعي على العقد أمس (الحوار أجري أمس
).
لكن الجميع كان يعتقد بأنك وقعت عقدا في كارلسروه الألماني، حتى أن الإعلام هناك تحدث منذ أيام على توقيعك عقدا لمدة سنتين، فما الذي حدث بالضبط؟
صحيح كانت هناك مفاوضات مع هذا النادي لكن في النهاية لم نتوصل إلى اتفاق، وبعدها جاء اهتمام العربي الكويتي وكانت تحذوني رغبة قوية من أجل اللعب في دوري جديد وفتح جسور أخرى بالنسبة لي.
لكن لماذا لم يحدث اتفاق مع كارلسروه النادي الذي كان قريب جدا من الصعود إلى « البوندسليغا »؟
لا أعرف بالضبط ما حدث، لكن المفاوضات تعطلت قليلا في الجانب المالي. كنا قريبين من التوصل إلى اتفاق لكن في النهاية هذا الأمر لم يحدث. مثلما قلت لكم من قبل، كنت أيضا أرغب في خوض تجربة جديدة بعد أن قضيت 10 سنوات كاملة في ألمانيا. أعتقد بأن الوقت كان قد حان للعب في دوري آخر.
ما هو الشيء الذي حمسك للعب في الكويت؟
العربي الكويتي كان يريدني بالحق في صفوفه وقدم لي عرضا مغريا. لقد درسته جيدا وأعتقد بأني قمت بالخيار الأنسب. لا تسنوا أنه قبلي فإن الكثير من زملائي السابقين في المنتخب الوطني لعبوا في دوريات الخليج في صورة نذير (بلحاج)، كريم (زياني)، عنتر (يحي) وغيرهم. لقد كلموني إلا عن الأمور الإيجابية هناك وكنت سعيدا بخيارهم ولهذا قلت الآن لما لا أنا أفعل نفس الشيء.
قل لنا بصراحة، ما الذي حمسك للتوقيع في هذا النادي؟
لا تنسوا أني أقترب من بلوغ 30 سنة وأن عرضا مماثلا لا يأتي كل يوم. مسؤولو العربي استقبلوني جيدا وكانوا كلهم لطفاء معي. أنا أتواجد في الكويت منذ عديد الأيام وقد أصررت على أن تكون عائلتي متواجدة في أفضل الظروف الممكنة. وبمجرد أن عائلتي أحست بأنها موافقة على الإقامة هنا فإني قبلت بخوض هذه التجربة الجديدة.
الكثيرون يقولون إن العيش في الكويت هو أصعب مقارنة بـ قطر أو الإمارات العربية المتحدة، هل تعتقد بأنه سيكون بمقدورك التأقلم مع أجواء هذا البلد؟
نعم أعتقد ذلك وإلا لما كنت قد وقعت على عقد في هذا النادي. أعرف أن الأجواء ستكون مختلفة تماما على التي عرفتها في ألمانيا، لكن لا تخافوا علي سأتعود على ذلك.
هل يمكن القول إن الجانب المالي كان له دور في قرارك النهائي، خاصة أنك أديت موسما مميزا في كايزرسلاوترن الألماني وكان يمكنك اللعب على الأقل موسما آخر في المستوى العالي؟
لا ليس المال فقط من حدد خياري هذا، هناك عوامل أخرى وصدقوني أنه كانت لدي رغبة جامحة في اللعب الموسم القادم في دوري غير الدوري الألماني.
هل صحيح أن نوادي جزائرية اتصلت بك مؤخرا وعرضت عليك فكرة اللعب في صفوفها الموسم المقبل؟
لا ما تقوله غير صحيح. قبل سنتين من الآن قيل أيضا نفس الكلام لكن أؤكد لكم أنه ولا ناد جزائري اتصل بي وكل ما قيل في النهاية هو كذب وافتراء.
نتكلم قليلا الآن عن المنتخب الوطني لو سمحت لنا بذلك، مرت الآن 3 سنوات وأنت غائب عن » الخضر »، هل واصلت متابعة مشواره؟
أكيد لأني جزائري قبل كل شيء، وحتى إن كنت بعيدا عن المنتخب فإني أواصل متابعة مبارياته وأخباره وأيضا مناصرته.
بدم بارد الآن، ألا يمكن التأكيد أنه كان بمقدورك تقديم الكثير للمنتخب في 3 سنوات الأخيرة…
ماذا تريدون أن أقول لكم؟ أعرف أنه كان بمقدوري أن أساعد المنتخب وخاصة في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، حيث كان يمكن أن أمنح إضافة للمجموعة بخبرتي سواء داخل أو خارج الميدان. أكيد أن خبرتي كانت ستكون مفيدة لكن ما حدث قد حدث والآن طويت الصفحة. هذه هي كرة القدم والحياة تستمر رغم كل شيء.
قرارك بتوقيف مسيرتك مع المنتخب لبضعة أشهر كان في النهاية كارثيا بالنسبة لك لأننا لم نشاهدك بعدها بزي « الخضر » رغم تراجعك عن قرارك بالاعتزال دوليا…
صحيح لقد دفعت غاليا ثمن ذلك القرار. لم أتصور أن الأمور كانت ستسير هكذا في النهاية. قراري في ذلك الوقت القاضي بالابتعاد قليلا عن المنتخب كان لأسباب خاصة وكان له علاقة بحياتي الشخصية. لكن بعدها كان لي تصرف مثالي دائما إذ لم أدليذ بتصريحات في الموضوع، حيث أردت تجنب أسئلة خاصة بموعد عودتي إلى المنتخب وقد احترمت كل القرارات التي صدرت في حقي، حتى إن كنت متأكدا أنه كان بمقدوري تقديم الإضافة للمنتخب في فترة غيابي.
نعلم أن رئيس « الفاف » روراوة يحبك كثيرا وأن الجميع كان يحترمك في المنتخب، لماذا لم تتصل به كي تتحصل على شروحات أوفر منه في الموضوع، وأيضا كي تؤكد له استعدادك للعب مجددا في المنتخب؟
وجب أن تعلموا أنه قبل سنة ونصف من الآن تقريبا تنقلت حتى إلى الجزائر من أجل مقابلة روراوة، وقد التقيت به وأكدت له رغبتي في العودة إلى المنتخب الوطني وشرحت له الأمور جيدا… وقتها كان هناك ناخب آخر (يقصد حليلوزيتش).
ماذا حصل بعدها؟
لا شيء، لم يحصل شيء، لم أتلق أي رد إيجابي وفهمت أن عودتي للمنتخب غير ممكنة، ولهذا قررت أن أطوي الصفحة وأفكر في شيء آخر، على كل حال أنا أحترم هذا القرار.
