يواجه الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) خير الدين زطشي حملة « خفية » قصد الإطاحة به من منصبه في ظل جملة من المعطيات التي تؤكد وجود توتر بينه وبين بعض أعضاء مكتبه الجديد، فضلا عن الخرجات الغريبة لنائبه ربوح حداد، وزاد الطين بلة تدخل وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي في بعض الأمور الخاصة بالاتحادية، خاصة فيما يتعلق بطريقة التعاقد مع مدرب المنتخب الوطني الأول.
ما يؤكد وجود نية لسحب البساط من تحت أقدام زطشي، الذي يبدو أنه لم يكن سوى « واجهة » تغطّت بها الأطراف التي تريد « الاستيلاء » على رئاسة الفاف، خاصة أنه تم انتخابه بطريقة مريبة ومثيرة للجدل وبتزكية من وزير الشباب والرياضة ووسط جدل كبير اثر الاعتداءات الصارخة على القوانين العامة للاتحادية، وكذا عدم شرعية ترشح أسماء من قائمة زطشي لتبوء منصب في المكتب الفدرالي الجديد.
لم يمر على انتخاب خير الدين زطشي رئيسا للاتحاد الجزائري لكرة القدم أكثر من 3 أسابيع، حتى بدأت المشاكل تطفو إلى السطح في بيت الاتحادية، بداية من خلافه مع نائبيه الأول و الثاني ربوح حداد وبشير ولد زميرلي حول هوية المدرب الجديد للمنتخب الأول، مثلما سبق وأن كشفت عنه « الشروق » في أعداد سابقة، وزادت حدة الخلاف بعد أن استأثر زطشي بتسيير ملف المدرب، قبل أن يتدخل وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي في صلاحيات رئيسا الفاف بعد أن صرح بأنه عليه أن يستشير الوزارة بشأن المدرب الجديد للخضر، فضلا عن تصريحات كثيرة أدلى بها الوزير فيما يخص الطريقة التي يجب أن تسير بها الاتحادية والكرة الجزائرية ليتحول إلى « وزير كرة قدم » بامتياز ما يطرح تساؤلات كثيرة حول التدخلات المستمرة للوزير في صلاحيات الاتحادية.
وفضلا عن امتعاض بعض أعضاء المكتب الفيدرالي الجديد من زطشي على غرار رشيد قاسمي والعربي أومعمر، على خلفية عدم منحهم مهاما داخل الاتحادية بخلاف البعض الأخر، فقد تسببت المشاكل المحيطة بموضوع تعيين ملعبي الدور نصف النهائي لكأس الجزائر بين مولودية الجزائر – وفاق سطيف وشباب بلوزداد – اتحاد بلعباس في الإحراج لرئيس الفاف الجديد بعد الإعلان عن ملعب 5 جويلية الأولمبي مسرحا لهما عبر بيان رسمي تم سحبه من موقع الرابطة المحترفة، قبل أن يعاد نشره، وتحول الأمر إلى أزمة حقيقية في خضم رفض فريقي العميد والشباب للقرار.
كما أكدت الخرجة « الفضيحة » التي قام بها ربوح حداد النائب الأول لزطشي، بزيارة مقر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم دون علم رئيسه ومن دون موعد مسبق، تأزم الوضع بين الرئيس وأعضاء مكتبه، كما أن القرارات التي اتخذها زطشي بتعيين مستشارين له على غرار محمد مشرارة و صالح باي عبود، أكدت عدم ثقته في أعضاء مكتبه كونه يتجه قدما نحو تشكيل مكتب فدرالي « موازي » يسير شؤون الاتحادية بدلا من الأعضاء المنتخبين، ويسير نحو انتداب مستشارين آخرين، في خطوة تؤكد أيضا بأنه لم يكن هو من اختار أعضاء مكتبه، الذين تم فرضهم عليه في القائمة التي أودعها في أخر يوم من انقضاء أجال الترشيحات لرئاسة الفاف وتم تعديلها خارج الآجال بتدخل « فوقي ».
وحسب المعطيات المتوفرة فإن استمرار زطشي في السياسة التي يعتمدها حاليا ووقوعه في فخ « الأخطاء التقديرية » سيعبّد الطريق أمام المتربّصين به من مقربيه في المكتب الحالي قصد الإطاحة به من منصبه، وفق أجندة محضّرة مسبقا تخدم أصحاب المصالح الضيقة الذين يريدون السيطرة على مقاليد الاتحادية والكرة الجزائرية.