يكشف رئيس دفاع تاجنانت، الطاهر قرعيش، في الحوار الذي خص به يومية « الشروق » حقيقة الاتهامات التي وجهها ضده رئيس شباب باتنة فريد نزار، بخصوص محاولة الرشوة لترتيب المواجهة التي كانت بين الفريقين يوم السبت، في ملعب سفوحي، ويؤكد أن ما حصل هو « فيلم مفبرك » من قبل رئيس « الكاب » بهدف تشويه صورته زائد تشتيت تركيز فريقه ساعات قبل تلك المواجهة المصيرية.
ماذا حصل يوم الجمعة بعد إلقاء القبض عليك من قبل شرطة دائرة سريانة في ولاية باتنة؟
ما حصل بالضبط، أني قمت بصورة عادية في ذلك اليوم من خلال ملاقاة عدد من الأصدقاء في المقهى، وبعدها عند تمام العاشرة والنصف صباحا جاءني صديق من أجل الذهاب إلى مدينة باتنة، والهدف تأكيد الحجز في الفندق الذي اخترناه لإقامة الفريق ليلة المباراة، والذي حصل بعدها هو تلقي صديقي الذي يعتبر وكيلا معروفا في الشرق اتصالا هاتفيا من قبل الرئيس فريد نزار، ودعاه إلى الالتقاء معا في أحد المقاهي المتواجدة في إحدى القرى الواقعة في الطريق بين تاجنانت وباتنة.
يفهم من كلامك أنك لم تتحدث بصورة مباشرة مع الرئيس نزار؟
نعم، لم أتحدث مع الرئيس نزار إطلاقا، وآخر مرة حدث تواصل بيني وبينه كانت عند أشغال الجمعية العامة للرابطة المحترفة في الجزائر العاصمة، حيث تحدثنا هناك مطولا حول حظوظ الفريقين في الجولات الأخيرة من الموسم الجاري، وكان الحديث فيما بيننا عاديا جدا.
هل دار بينكما حديث حول مباراة فريقيكما في سفوحي؟
بكل تأكيد، واستغل نزار الفرصة كي يبلغني أنه سيسهل مهمة فريقي في الفوز، وذلك لأن « الكاب » تضاءلت حظوظها بشكل كبير في ضمان البقاء، ولا أخفي عنك أني رحبت بذلك مادام أن الرجل هو من كان المبادر لقول ذلك، والأكثر من هذا فإن نزار أدلى بتصريحات صحفية وتلفزيونية يؤكد فيها أنه سيسهل مهمة تاجنانت، وهذا ردا لما اعتبره المظالم التي تعرض لها فريقه في الموسم الجاري.
نعود إلى ما جرى يوم الحادثة، أين التقيت أنت وصديقك المناجير بالرئيس نزار؟
مثلما قلت لك، تلقى صديقي المناجير اتصالا هاتفيا من قبل الرئيس نزار يدعوه إلى الالتقاء عند الوصول إلى باتنة، واقترحت تناول وجبة الغداء معا في أحد المطاعم المتواجدة في باتنة، لكن نزار طلب من صديقي في المكالمة الهاتفية التوقف عند أحد المقاهي المتواجدة في قرية بدائرة سريانة، وهنا بدأت أشك في وجود « مؤامرة خفية » لكني طلبت من صديقي الاستجابة لما قاله نزار، حيث توقفنا أمام المقهى وانتظرنا قدوم نزار.
وماذا حدث بعدها؟
التحق بنا نزار سريعا في المنطقة التي حددها سلفا، وصعد مباشرة نحو سيارتي قبل أن يسلم علي وعلى صديقي المناجير، وانطلق في الحديث عن المباراة المنتظرة في سفوحي، وأظهر استعداده للتنازل عن نقاط المباراة لصالح فريقي، مادام أن « الكاب » في مهمة صعبة لبلوغ البقاء نظرا إلى جدول المباريات المتبقية، وبعدها فاجأني نزار بخطوة لم أكن أتوقعها إطلاقا.
ما هي هذه المفاجأة؟
لقد أظهر لي إجازات لاعبي فريقه صنف أكابر، وقالي لي بالحرف الواحد أنه سيتنازل عن نقاط المباراة زائد تسريح أحسن العناصر التي يضمها تعداد « الكاب » لصالح فريقي تحسبا للموسم القادم، وبعدها تعمد الرجل إسقاط ثلاث إجازات من يده في السيارة في تصرف لم أستوعب الهدف منه في تلك اللحظة.
وبعدها ما الذي حصل بالضبط؟
مباشرة بعد إسقاط نزار عددا من الإجازات في السيارة وجدت أفراد الشرطة يحاصرون السيارة، استغربت ما يجري، قبل أن يطلب من الشرطي تقديم المبلغ المالي الذي جلبته معي بهدف تقديمه رشوة لصالح رئيس « الكاب » نزار، وهو ما فاجأني كثيرا لأنه لم تكن بحوزتي أي أموال، لكن الذي حصل هو دعوة نزار أفراد الشرطة تفتيش سيارتي بالكامل، ومنحت قائد الفرقة المفاتيح من أجل البحث في صندوق السيارة وتحت المقاعد الأمامية والخلفية، لكنهم لم يجدوا أي سنتيم وسط حالة من الذهول لدى أفراد الشرطة.
لكن المقربين من نزار تحدثوا عن حجز مليار سنتيم بحوزتك؟
أعتقد أن من قامت بالتحريات والتحقيقات هي الشرطة وليس نزار ومقربيه، ومثلما قلت لك الشرطة لم تجد بحوزتي أي سنتيم، ولا وجود لأي شبهة حول حدوث عملية رشوة لترتيب المباراة، وليس من المعقول حمل تلك القيمة المعتبرة في سيارتي، وبالتالي فإن كل ما حصل « مؤامرة دنيئة » من نزار لتشويه صورتي لا أكثر ولا أقل.
البعض تحدث عن وجود تسجيلات صوتية بينك وبين لاعبين اثنين من شباب باتنة هما بهلول وبولقروش؟
قسما بالله، لم أتصل بأي لاعب أو مسير أو حتى مناصر من شباب باتنة، وكل ما قاله نزار كذب في كذب، استغل عودة العلاقة بيني وبينه في اجتماع رؤساء أندية الشرق في قسنطينة، وهذا من أجل الانتقام لأسباب شخصية لا أكثر ولا أقل.
ما السبب الذي يدعوه إلى الانتقام منك؟
يعلم الجميع ما حدث بيني وبينه عندما كنا ننشط معا في القسم الثاني، وذلك عندما رفع احترارزات غير قانونية ضد فريقي، وقدمنا الأدلة التي تثبت عدم شرعيتها على مستوى الرابطة، ونجح فريقي آنذاك من اقتطاع التأشيرة الثالثة للصعود نحو بطولة القسم الأول.
في رأيك، ما الدوافع التي جعلته يتهمك بمحاولة الرشوة؟
الهدف واضح هو خدمة مصالح فرق أخرى تنافس على ضمان البقاء في نهاية الموسم، حيث لم يجد حلا من خدمتها سوى وضع مؤامرة دنيئة لتشويه صورة دفاع تاجنانت في الساحة الكروية، وهذا رغم كون فريقي تعرض لكثير من المظالم في الموسم الجاري بدليل الأخطاء التحكيمية المستمرة.
لكن محكمة سريانة الابتدائية استدعتك للتحقيق يوم الاثنين المقبل؟
نعم، هو إجراء قانوني لأن نزار أودع شكوى ضدي بتهمة محاولة تقديم الرشوة، وسأكون حاضرا أمام قاضي التحقيق برفقة المحامي من أجل الرد على جميع الأسئلة، وما أؤكد عليه أني لست منزعجا من الموضوع لأن كل ما حصل مؤامرة دنيئة جديدة من قبل نزار، والدليل في ذلك أنه ومباشرة بعد نهاية التحقيقات عند مصالح الشرطة عدت إلى بيتي من أجل أخذ فترة راحة، وبعدها تنقلت إلى باتنة من أجل الإقامة برفقة اللاعبين في الفندق.
ما الخطوات المنتظرة منك بعد نهاية تحقيقات المحكمة؟
نزار لم يجد من يوقف ممارساته الدنيئة، والتاريخ يشهد له بالكثير منها خاصة مع الأندية الصغيرة لأنه لا يفعل شيئا مع الأندية الكبيرة، وأعطيك مثالا أنه وعند انهزامه في عقر الديار أمام شبيبة القبائل أو مولودية الجزائر لم يصدر منه أي رد فعل أو توجيه أي اتهامات، وأريد توجيه رسالة شخصية إليه أني هذه المرة لن أسكت عن حقي مهما كلفني الأمر، وذلك لأنه بدا واضحا أن هدفه هو تشويه سمعة الناس.
ماذا تقول في الأخير؟
أحيي المئات من أنصار شباب باتنة الذين تضامنوا معي، وكانوا على يقين منذ البداية ببراءتي الكاملة من أي تهمة، وذلك لأنهم يعلمون جيدا تصرفات نزار، وما أقوله إني سأعمل بكل صدق برفقة الطاقم الفني واللاعبين من أجل ضمان البقاء في القسم الأول، وبعدها لكل مقام مقال.