لا تكاد تخلو جلسات المحاكمات في الجزائر، من قضايا تورط النساء في تهم، كانت إلى وقت قريب حكرا على الرجل، وهو ما وقفت عليه « الشروق » بمحكمتي سيدي محمد والحراش بالعاصمة، والتي شهدت في ظرف بضعة ساعات مثول نساء احتسين الخمر وقدن السيارة في حال سكر وهرّبن الذهب من اسطنبول وسرقن المحلات، والمثير في الأمر هو أن بطلات هذه القضايا يتدرجن في السن، من الفتاة الصغيرة إلى المرأة المتزوجة، وكذا الطاعنات في السن، اللواتي لم يشفع لهن ذلك أمام القانون، الذي يعلو فوق الجميع.
« سكرانة » تتشاجر وزوجها.. تحتسي الخمر بحانة ثم ترتكب حادث مرور!
وغير بعيد عن ذلك، مثلت مؤخرا سيدة في العقد الثالث من العمر، لا تخلو ملامح وجهها من البراءة، أمام محكمة سيدي امحمد بالعاصمة لمواجهتها تهم الجرح الخطأ والسياقة في حالة سكر، إثر تسببها في حادث مرور خطير على مستوى الطريق السريع بالعاصمة، معرضة بذلك حياة عائلة بأكملها والمتكونة من أربعة أفراد إلى خطر الموت بعد ما انقلبت المركبة التي كانوا على متنها .
المتهمة التي تم حبسها بالمؤسسة العقابية نظرا لما تسببت فيه، ذرفت دموع الندم خلال مثولها أمام هيئة المحكمة، واعترفت بما اقترفته، مبررة ذلك بكونها تدمن شرب الخمر منذ 3 سنوات وتخضع لعلاج بمصحة خاصة، إلا أن شجارها مع زوجها قبل ساعات من الحادثة جعلها تخرج من المنزل على متن سيارتها بحالة نفسية سيئة، وتقصد حانة لتشرب الخمر، حتى فقدت السيطرة على تصرفاتها، وأثناء عودتها إلى منزلها اصطدمت بسيارة الضحايا، وخلفت أضرارا جسدية كبيرة حسب الشهادة الطبية التي أرفقها دفاعهم بالملف، والذي طالب بمبلغ مالي كتعويض، فيما تقرر حبس المتهمة لمدة 6 أشهر مع سحب رخصة سياقتها لمدة سنة، بعد التماسات النيابة بعقوبة 18 شهرا حبسا نافذا.
مسنّة تحترف سرقة المحلات التجارية بالعاصمة
وفي ذات السياق، سلمت مصالح الأمن بالعاصمة عجوزا ستينية، للسلطات القضائية من اجل محاكمتها على خلفية ضبطها متلبسة بسرقة ملابس نسائية من أحد المحلات التجارية وسط العاصمة، بعد شكوى قيدتها ضدها صاحبة المحل، حيث اتضح خلال توقيف العجوز والتحقيق حول هويتها أنها مسبوقة بعدة قضايا في سرقة الملابس من المحلات، كما حاولت خلال المحاكمة التملص من المسؤولية الجزائية بإظهار انها تفتقد للقوة العقلية، وان ما قامت به كان خارج إرادتها، ومن دون وعي، لتقضي المحكمة بعد المداولة القانونية بإدانتها بـ6 أشهر حبسا غير نافذ.
توقيف فتاتين تورطتا في تهريب المعدن الأصفر من تركيا نحو الجزائر
من جهة أخرى، أودع قاضي محكمة سيدي امحمد، فتاتين في عقدهما الثالث بالمؤسسة العقابية مؤقتا، لتورطهما في ملف قضائي يخص جريمة تهريب الذهب من تركيا نحو الجزائر، رفقة عوني شرطة، لقيامهما بإدخال كمية مقدرة بـ6 كلغ من الذهب عبر مطار هواري بومدين، بطريقة غير شرعية، وخلال عودتهما في رحلة جوية من تركيا، ولسوء حظهما تفطن أعوان الشرطة لعملية التهريب، بعد مشاهدة كاميرات المراقبة، وقامت على الفور بتوقيفهما، حيث ستتم محاكمتهما رفقة بقية المتهمين بجنحة مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بحركة الصرف ورؤوس الأموال من وإلى الخارج وكذا تهمة التهريب.
تهريب شفرة حلاقة إلى زنزانة فتاة بسجن الحراش
وتابعت محكمة الحراش، سجينة بالمؤسسة العقابية، بتهمة تمرير أشياء ممنوعة إلى الوسط العقابي، بعد ما عثر على شفرة حلاقة بين أغراضها، من طرف عونات الحراسة، والتي تحصلت عليها خفية من عائلتها، الفتاة اعترفت ولم تخف قيامها بالفعل، وطلبت العفو من هيئة المحكمة، فيما التمس ضدها ممثل الحق العام عقوبة نافذة بالحبس لمدة 6 أشهر.