عثور على جثّة الطفل (متعفّنة)
—
وصلت مأساة الطفل (أنيس) المفقود بميلة إلى نهاية بشكل تراجيدي حين تمّ العثور على جثّته في حالة تعفّن رغم تحفّظ السلطات المحلّية عن تأكيد أن الجثّة التي تمّ العثور عليها أمس تعود للطفل (أنيس) الذي صنع الحدث طيلة ثلاثة أسابيع من (الاختفاء الغامض) ليس على المستوى المحلّي فحسب بل وطنيا أيضا.
تمّ أمس الأحد اكتشاف جثّة طفل بحي (الكوف) بميلة وهو الحي الذي اختفى منه الطفل (أنيس بن رجم) منذ 3 أسابيع. وتواجد عناصر الشرطة العلمية والدرك الوطني في عين المكان منذ بداية فترة ما بعد الظهيرة من أجل التحقيق وتحديد هوية الجثّة التي تمّ العثور عليها في حالة تحلّل. وتحفّظت المصالح الأمنية على الرّبط بين حادثة اختفاء أنيس واكتشاف الجثّة حتى وإن تمّ العثور على الجثّة بالقرب من منزل جدّي الطفل (أنيس) الذي كان يقيم به. وصرّح مصدر ذو صلة بالموضوع رفض ذكر اسمه: (لا يمكننا القول إن الجثّة للطفل المختفي بتاريخ 15 سبتمبر المنصرم إلاّ بعد التحديد القطعي لهوية الجثّة) غير أن مصادر محلّية أكّدت أن الجثّة تعود فعلا للطفل (أنيس).
للإشارة عادت إلى السطح مرّة أخرى آفة اختطاف الأطفال الصغار بعد (هدنة) غير معلنة دخلها مقترفو ذلك الذنب الشنيع ويبدو أن الجزائر أو بالأحرى العائلات الجزائرية لا يهنأ لها بال إلاّ وتصحو على تلك الفواجع. وهكذا حلّت الفاجعة بعائلة (بن رجم) على إثر اختطاف الطفل المدعو (بن رجم أنيس محفوظ) البالغ من العمر خمس سنوات منذ تاريخ 15 سبتمبر الجاري على الساعة العاشرة صباحا حسب ما أفادت به مصادر أمنية بأمن ولاية ميلة ويفترض أنه تعرّض للخطف من قِبل مجهولين. وعاشت عائلة (بن رجم) المأساة منذ ذلك اليوم كما عاشت كامل الولاية جوا مشحونا وأظهر المواطنون تضامنهم مع عائلة الطفل المختطف بنشر صوره في كامل النواحي وبيّن بعض الشباب تضامنهم الفعلي مع عائلة (بن رجم) بتوزيع صوره على السائقين والعابرين تحت شعار (كلّنا أنيس) لمواساة الوالدين في المصيبة التي ألمّت بهما والتي عكّرت فرحة العيد على العائلة وعلى كامل الجيران. وقد ألقت مأساة الطفل المختطف بظلالها على أجواء عيد الأضحى المبارك بميلة حيث كان كان منزل العائلة في اليوم الأوّل من العيد محلّ توافد الكثير من المواطنين للتعبير عن مشاعر التعاطف والتضامن. وكانت تمنّيات عودة الطفل المختفي إلى منزل أهله وذويه على شفاه كلّ من حلّ بهذا البيت العائلي حيث قال أحد المواطنين (إنه من المؤلم جدّا لذويه قضاء العيد دون معرفة شيء عن مصير أنيس الذي عادة ما كان ينشر الفرحة والبهجة وسط أهله).
وبدا والد الطفل السيّد (أحمد بن رجم) في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أمام منزل صهره بميلة أين اختفى أنيس (صبورا) لما ألم به من ألم فراق فلذة كبده منذ أيّام طويلة وهو نفس الشيء الذي تبديه أمّه كما أفاد به السيّد (أحمد بن رجم) القاطن بشلغوم العيد جنوب ولاية ميلة. وقد كان أهل الضحية يمنّون أنفسهم بنهاية سعيدة لمأساته قبل أن يتّضح أن العكس حصل. والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى يبقى الأطفال كبش فداء لطلب المال أو ربما لتصفية حسابات أو مرض أو شذوذ؟ خاصّة وأن العديد من الأطفال كانوا ضحايا لاعتداءات جنسية شنيعة ارتكبت في حقّ البراءة ليقتلوا في الأخير من طرف هؤلاء المجرمين وينكّل بجثّثهم حيث يتواصل سيناريو الاختطاف من طرف عصابات مافيوية بصمت ضعفها في سرقة البراءة وخطف بسماتها أمام سكوت السلطات وكان من الواجب تحليل المشكل والوقوف على مسبّباته وفتح الأعين على رقابة الأطفال حتى وهم في بيوتهم من أجل إحباط تلك السيناريوهات الدنيئة بعد أن باتت المصائب تطال الأطفال وهم في عقر ديارهم ويخطفون أمام أبواب عائلاتهم وكأنه أصبح يحكمنا قانون الغاب فمأساة عائلة (بن رجم) تهدّد أيّ عائلة جزائرية في أيّ لحظة وحين.
ف. هـ / ن. خ