قرارات فاشلة وصراعات خاسرة وقضايا كثيرة أساءت إلى « الفاف »
هذه أكبر أخطاء زطشي وفضائحه بعد عام من خلافته روراوة
إذا كان خير الدين زطشي، قد بدا منتشيا بالرسالة التي تلقاها من الرجل الأول في « الفيفا »، بمناسبة مرور عام على رئاسته لـ »الفاف »، فإن الشارع الكروي لم يتوان في الكشف عن حجم الأخطاء الفادحة التي أساءت إلى الاتحادية في عهد زطشي، والتي كانت خليطا من القرارات الفاشلة والصراعات الخاسرة، وفي مقدمة ذلك قضية ألكاراز التي لا تزال تثير الكثير من الجدل.
وكان بمقدور رئيس « الفاف » خير الذين زطشي تسيير دواليب هيئته بكثير من الهدوء لو عرف كيف يتعامل مع القضايا المطروحة بنوع من الجدية والمرونة، إلا أن نقص الخبرة أو التسرع في اتخاذ القرارات جعلته يتدخل في صراعات وهمية مع عديد الأطراف، بما في ذلك الرئيس السابق لـ »الفاف » محمد روراوة، وحتى الجهات الساهرة على « الكاف »، فضلا عن غرقه في موجة من القضايا التي أخلطت الحسابات في البطولة الوطنية والهيئات التابعة له، من ذلك سيناريو تشكيل لجنة التحقيق لمتابعة الرابطات الجهوية، وقضية تعيين الحكام، ومسألة الاحترازات، وملابسات رفض اتحاد بلعباس المشاركة في البطولة العربية للأندية، إضافة إلى خلفيات سحب الثقة من قرباج وإزاحة حداج وغيرها من الخرجات التي سادت أول عام من مسيرة زطشي على رأس « الفاف ».
قضية ألكاراز على كل لسان وكوسة فضح ملف التحكيم
يجمع عديد المتتبعين على أن أول خطأ وقع فيه خير الدين زطشي مباشرة بعد توليه زمام « الفاف » قبل عام من الآن، هو إثارة قضية تعيينات الحكام، وهو الأمر الذي أزم علاقته مع الحكم الدولي السابق مسعود كوسة الذي خرج عن صمته، وفضل الانسحاب من المكتب الفدرالي أياما قليلة من تعيينه، حيث بدا زطشي مصرا على التكفل بتعيين الحكام موازاة مع إبقائه على خدمات الحكم أمالو، وكان كوسة قد أدلى بتصريحات نارية أبدى فيها تعجبه من خرجة زطشي حين أكد له بأنه مسؤول على الحكام لكنه غير مسؤول عن تعيينهم لإدارة المباريات الرسمية، ما جعل كوسة يفضل خيار الانسحاب، وفي السياق ذاته، لا تزال قضية المدرب الإسباني الكاراز تثير الجدل في الوسط الكروي الجزائري، سواء من حيث معايير تعيينه على رأس « الخضر »، وملابسات التخلي عن خدماته، إضافة إلى التبعات المالية التي أنهكت الخزينة، خاصة أن ألكاراز قبل بخيار فسخ العقد مقابل تعويضات لا تقل عن 20 مليارا، وهي القضية التي وصفها الكثير بالفضيحة التي دوت بيت « الفاف » بعد نحو 6 أشهر من تواجد زطشي على رأس « الفاف ».
زطشي تسبب في خصم نقاط بلعباس ولجنة التحقيق أثارت الاستغراب
من جانب آخر، فقد أثار بعض المتتبعين قضية لجنة التحقيق التي شكلتها الاتحادية لمتابعة وضعية الرابطات الجهوية، وهي اللجنة التي أبانت عن نواياها في معالجة قضية رابطة قسنطينة الجهوية، من خلال تعيين بهلول رئيسا للجنة وغوتي نائبا له رغم أن هذا الأخير يشغل منصب نائب رئيس رابطة قسنطينة الجهوية، وهو الأمر الذي أثار الكثير من علامات الاستفهام، خاصة أن هذه الخرجة ينطبق عليها المثل القائل « اللعاب حميدة والرشام حميدة »، كما يؤاخذ على هيئة زطشي عدم إعلام إدارة اتحاد بلعباس بمراسلة « الفيفا » التي تلقتها شهر جوان من السنة المنقضية، وهو الأمر الذي كلف أبناء المكرة خصم 3 نقاط، ما جعل زطشي فيما بعد يحاول تصحيح خطئه باختيار اتحاد بلعباس لتمثيل الجزائر في البطولة العربية للأندية، كما يطرح البعض عديد التساؤلات بعد الهفوة التي وقع فيها زطشي في ندوة صحفية، حين واجه الجميع وهو لم يكن على دراسة بفوز الجزائر باحترازت مباراة الجزائر أمام نيجيريا، في إطار المباراة الأخيرة من تصفيات مونديال روسيا 2018، حيث بدا جاهلا بمستجدات هذه القضية، في وقت كان من المفترض أن يكون أول من يعلم بمثل هذه المسائل والأخبار.
ملف ولد زميرلي وكثرة الصراعات فضحت الوضع
وفي سياق الأخطاء الكثيرة التي ميزت محطات زطشي بعد عام من رئاسته لـ »الفاف »ت يمكن التطرق إلى قضية عدم إعلانه عن شروط ومعايير الصعود والسقوط قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، وهذا وفقا للقوانين العامة المعمول بها من طرف الاتحادية، كما لم يتوان الكثير في إبداء استغرابهم من قضية رفض ملف ولد زميرلي لشغل منصب في « الكاف »، بسبب إرسال ملفه متأخرا من طرف « الفاف »، وهي الهفوة التي أرادت هيئة زطشي أن تصححها بصراعات مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الجهات الساهرة على « الكاف » قبل أن تلجأ إلى تلطيف الأجواء بطريقة تثير الكثير من الاستغراب، بدليل تنقله إلى المغرب لحضور العامة لـ »الكاب » حتى يبين بأن علاقته جيدة مع هذه الهيئة.
زطشي عزل قرباج وحداج وأراد عزل الجزائر عربيا
وعرفت الأيام الأخيرة خرجات أخرى من القرارات الفاشلة والصراعات الخاسرة، من ذلك تحفظه على قرار الاتحاد العربي لكرة القدم بعد رفض مشاركة اتحاد بلعباس في البطولة العربية للأندية، حيث أكد بعض المتتبعين أن اختيار زطشي لأبناء المكرة تم دون الاطلاع على المرجعية الأساسية للاتحاد العربي، ما أوقعه في جملة من التناقضات في هذا الجانب، فضلا عن تصعيده حمى الصراع مع هذه الهيئة موازاة مع صراعات حدثت مع هيئات وشخصيات أخرى، والأكثر من هذا أنه هدد بمقاطعة المنافسة، وهو تصريح وصفه البعض بغير الموزون خاصة أنه يصب في عزل الجزائر رياضيا، وهو قرار من صلاحيات الهيئات العليا وليس زطشي وهيئة « الفاف »، كما واصل زطشي صراعاته القديمة مع روراوة لكن بخلفيات وأوجه مختلفة، من ذلك سحبه الثقة من رئيس الرابطة الوطنية المحترفة محفظ قرباج بحجة أنه محسوب على روراوة، كما أرغم حداج على التخلي عن رئاسة لجنة الانضباط لذات الأسباب.
بيانات غائبة والاحترازات تعود إلى الواجهة
ولا يمكن الانتهاء من سرد أخطاء وهفوات وتجاوزات هيئة زطشي دون الإشارة إلى عودة قضية الاحترازات إلى الواجهة بعدما غابت في عهد روراوة، من ذلك قضية مباراة جمعية عين مليلة أمام وداد تلمسان، بعد الاحترازات التي رفعت ضد اللاعب هاشم، وتم خصم نقاط من رصيد « لاصام » قبل أن يتم اللجوء إلى تطبيق نصف القانون، من خلال إعادة النقاط إلى أبناء قريون مجددا، في الوقت الذي حاول المكتب المؤقت لتسيير البطولة رفض احترازات إدارة وفاق سطيف ضد لاعبي اتحاد بسكرة مباركي وحاجي رغم توقيفهما في 3 مباريات بحجة عدم التأهيل موازاة مع رفعهم شكوى إلى لجنة المنازعات، كما أوقعت بيانات « الفاف » زطشي في عديد الأخطاء وردود الفعل، من ذلك البيان الذي أشار إلى مزدوجي الجنسية، ومسائل أخرى أثارت الاستياء والاستغراب، ما جعله يتفادى مؤخرا نشر بيانات وحصيلة الاجتماعات في موقع الاتحادية، من ذلك الاجتماع الأخير وكذا الاجتماع الذي عقد في سطيف وعرف ترسيم سحب الثقة من رئيس الرابطة محفوظ قرباج.