تطالعنا الجرائد يوميا بأرقام كبيرة عن ارتفاع نسبة العنوسة في الجزائر، ولأن الكثير ممن يجتهدون في التحليل والتدبر في هذا المشكل، يخلصون إلى أن الحل الوحيد هو التعدد! تعدد لطالما ارتبط بشروط قهرية تدفع بالرجل إلى أن يتزوج على زوجته كأن تكون عاقرا مثلا، لكن يبدو أن المعطيات الراهنة غيرت كثيرا من ذهنية الكثيرات وأصبحن أكثر لينا من حيث تقبل الفكرة. حملت « الشروق العربي » سؤالا واحدا ونزلت به إلى الشارع العاصمي: هل تقبيلين الزواج من شخص متزوج؟
المهم أن أتزوج!
*لا تعترض « أمينة »- أستاذة جامعية بإحدى الجامعات الجزائرية- علي الزواج من رجل متزوج، موضحة أن الوقت تغير وأيضا الذهنيات، وتعتبر حل التعدد أمثل للقضاء على مشكلة العنوسة التي تتفاقم وتزداد من عام لآخر.
*بدورها « حنان » تؤكد أن الرجل لا يعيبه سوى جيبه –على حد تعبيرها-، أما مسألة إعادة الزواج فهي لا تعد مشكلة بالنسبة لها، المهم أن يكون هناك احترام وتفاهم بقولها، لا يهمني أن يكون متزوجا من قبل ولديه أسرة، المهم أن يحاول أن يكون عادلا ولا يحرمني حقوقي، وغير ذلك لا يهم.
*أما « صونيا » موظفة بإحدى العيادات توافق مبدئيا على الفكرة، لكن بشروط، مؤكدة يجب أن أعرف أولا الأسباب التي دفعته إلى إعادة الزواج، وطبعا عائلتي ستهتم بكل التفاصيل التي من شأنها أن توضح أسبابه بأن يسألوا عنه ويتحروا جيدا. وبعد التعرف أكثر والتفاهم، يمكن أن نؤسس لزواج ولعائلة.
*مفاجأتنا كانت كبيرة مع تصريح « لامية » التي لم تتجاوز سن الثلاثين والتي تؤكد أن لا مشكلة لديها في أن تتزوج رجلا متزوجا، المهم أن يهتم بها ويكفيها ماديا ويدللها.. بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بقولها: أكيد، أقبل بكل فرح، على العكس سأتمتع بدلال واهتمام زائد ولن أتحمل أي مسؤولية، لأني صغيرة.
أريده لي وحدي!
*على خلافهن، انفجرت « سميحة » في وجهنا بعد أن حنقت وغضبت وقالت، أبدا يستحيل ذلك. يستحيل أن أتزوج رجلا متزوجا، وواصلت موضحة، لن ينجح هذا الزواج في كل الحالات سيقضي هذا الرجل حياته وهو يقارنني بزوجته الأولى ولن يعجبه العجب، وربما يطمح لأن أصبح نسخة طبق الأصل عنها. مواصلة، صحيح أني تجاوزت الثلاثين، لكن أنا منطقية جدا ولا يمكن أن أتزوج فقط لأجل أن يقولوا تزوجت!
*أما « سهام » تحب أن تكون أول وآخر امرأة في حياة زوجها وتريده أبا لأولادها هي فقط، ولا أحد يشاركها فيه على الإطلاق، لذا هي ترفض بشدة هذه الفكرة، لتنعم بحياة هادئة تكون هي الركن الأساس فيها دون أي مشاكل أو ماض.
* »نبيلة » بدت أكثر هدوءا وبدأت في تحليل الموضوع وقالت، بشكل عام يمكن القول إن أي امرأة عندما تفكر في الارتباط، ولاسيما إذا كانت صغيرة السن، تتمنى أن تتزوج رجلا يكرس كل وقته وعاطفته وماله لها ولأولادها من دون مشاركة أحد، وهذا ما لن تجده إذا اتخذت قرار الارتباط بمتزوج لديه عائلة. في هذه الحالة يجب أن يكون هناك نقاش وتفاهم وتوضيح الأمور قبل أن تصبح الأمور رسمية.
* بدورها « سعاد » ركزت على الجانب المادي، فإن كان الرجل ميسورا وقادرا على توفير حاجات كل أطراف العائلة، ستسقط الكثير من المخاوف ويسهّل حلها. وأسقطت ذلك على المجتمع الجزائري بقولها أغلب الذين يذهبون للتعدد لديهم المال، والعائلات تصاهرهم دون أي شرط أو خوف، فلا يهمهم أن تكون ابنتهم الثانية أو الرابعة!