عندما تكون المشكلة في المرأة ويكتشف زوجها وأهله أنها عقيم، تبدأ الحرب النفسية على كيانها المرهف وتلوح التلميحات في الأفق بضرورة اتخاذ زوجة ثانية أو الطلاق لأنه من حقه رؤية فلذات أكباده مادام سالما معافى، لكن العكس تماما يحدث حينما يكون الرجل هو العاجز عن الإنجاب، فتتلقى الزوجة المسكينة محاضرات الصبر ومواعظ التضحية وكأنها ليست مخلوقا من لحم وعظم، تشتهي ما يشتهيه الرجل.
جواهر الشروق رصد آراء مجموعة من النساء، منهن من تعيش مع رجل عقيم، ومنهن من تزوجت حديثا، ومنهن العازبة لتعرف أي العواطف تغلب على المرأة وهل تتمرد الأمومة على الأنوثة، أم الرغبة الجامحة على العادات والقيود الاجتماعية؟ أو بصريح العبارة هل تطلّق المرأة زوجها إن كان عقيما أم تصبر وتحتسب؟
أحبه ولا أستطيع تركه
كنزة/ س 29 سنة، موظفة ومتزوجة من 5 سنوات تقول: » ليس لدي أولاد وأكاد أفقد الأمل من فرط ما مرّ علي من ألم وعذاب.. جربت مختلف الوصفات الطبيعية وقصدت عديد الأطباء ولم أترك مكانا دلني الناس عليه إلا وهرعت إليه رغبة في الحصول على طفل من صلبي ولكن لحد الساعة لم أتمكن من ذلك.. المشكلة في زوجي ولا يمكنني الطلاق لأني أحبه وراضية بقدري.. »
حبي للأطفال أكبر لذلك لن أصبر
نزيهة 30 سنة، متزوجة من 7 سنوات تسرد مأساتها فتقول: « جربت كل شيء وألححت على الله بالدعاء، حتى أني ذهبت للعمرة وجربت التلقيح الاصطناعي في تونس لكن لا أمل، تحاليل زوجي دائما مفقدة للأمل وأنا بصراحة بدأت أفكر في الطلاق لأني لا أستطيع العيش بدون أولاد، أحبه أجل ولكن حبي للأطفال أكبر.. »
سترت عليه وتركني !
أسمهان 38 سنة، متزوجة من 11 سنة تقول: « تحملت ما لم تتحمله أي امرأة فوق هذه الأرض، مشكلة العقم كانت في زوجي وأنا سترت عليه في البداية وأخبرته وأهله أن المشكلة فيّ كي لا أمس رجولته، لكن ما لم أتوقعه أنه صار يريد الزواج من أخرى بإلحاح من أمه وأخواته.. شعرت بالمرارة ثم انفجرت وأخبرتهم جميعا أني أستطيع الإنجاب وأنه هو غير القادر.. لم يصدقوني وظنوا بأني أتكلم من الغيظ فقط وخطب غيري فطلبت الطلاق.. أنا الآن أم لطفلة وهو لم ينجب على الرغم من مرور 5 سنوات على زواجه.. »
لو كانت المشكلة فيّ هل يبقى معي؟
وهيبة 32 سنة، متزوجة حديثا تقول: » بصراحة لا يمكنني العيش بدون أطفال.. إنهم زينة الحياة الدنيا ونعمة لا يعرف قيمتها إلا الذي فقدها.. أي رجل مهما بلغ حبه لامرأته يطلقها ليتزوج من غيرها أو يتزوج عليها لذلك أنا ضد المرأة التي تفني شبابها مع رجل عقيم وتستسلم لكلام الواعظين خاصة إن كانت صغيرة في السن.. من حقها الإنجاب ورؤية أطفالها بدل العيش في نكد دائم وعذاب كبير ».
حسب الظروف
مونيا 25 سنة. عازبة تقول: » لم أجرب بعد الحياة بدون أطفال من صلبي لكن أعتقد بأن موقفي سيكون بناء على الظروف التي أمر بها.. ربما أضحي وربما لا.. ربما أسانده وأقف إلى جانبه إن كان يستحق وقد أقترح تبني طفل يتيم.. »
أما سارة 27 سنة، عازبة تقول: » لا يمكنني أن أتحمل حمل نساء تزوجن بعدي لذلك فأنا أرجح كفة الطلاق والزواج من جديد، خاصة وأن الأطفال هم « شباح الدار ».. الأمومة عندي أهم من الأنوثة، وكلمة ماما أجمل بكثير من كل الكلمات.. »
المرأة غالبا تكون مضحية
الأخصائية الاجتماعية فاطمة الزهراء والي ترى بأن تضحية المرأة تنبع من داخلها أولا ومن ضغط الأسرة والمجتمع ثانيا، إذ لا تجد في محيطها من يحثها على الطلاق وفتح صفحة جديدة مع رجل آخر تنجب منه، وبالمقابل تجد من ينصحها بالصبر والاحتمال على أساس أن الأطفال ليسوا هم كل شيء، والمهم في حب الرجل واهتمامه..
وعن الحالة النفسية التي تكون عليها زوجة الرجل العقيم تقول الأخصائية أ. سهام أنها أشبه بالمكان الوسط بين الحياة والموت، لأنها تشعر دوما بأن هناك ما ينقصها خاصة حينما ترى قريناتها وقريباتها وجميع النساء من حولها يتزوجن وينجبن وهي لا.. إنها وكما تقول الأخصائية تعيش ضغطا نفسيا رهيبا وتبكي في صمت وتثور بلا سبب وفي الأخير تجد نفسها في مفترق طرق لا تعرف أي طريق تختار كي تصل إلى بر الأمان.