التقى الخضر مع نسور قرطاج أكثر من أي منتخب آخر في القارة السمراء، لكن الغريب أن ذلك اقتصر في نهائيات كأس أمم إفريقيا على مواجهة واحدة فقط، كان بطلها يوسف المساكني، الذي أهدى الفوز إلى منتخب بلاده والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. وهذا خلال موقعة ملعب « رويال بافوكينغ » ببلاد مانديلا في « كان » 2013، في وقت حفلت فيه المواجهات السابقة بين البلدين بذكريات لا تنسى كان أهمها التداول على التأهل لكأس العالم.
النسور تحلق خارج السربين القاري والإقليمي
منذ 40 سنة، لعب المنتخبان أول أهم مواجهة بينهما لحساب الدور الثاني من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1978 بالأرجنتين، التي جرت في ظروف خاصة جدا أهمها استعادة « محاربي الصحراء » لكبريائهم بعد طردهم النحس الذي لازمهم أمام الجار بعد أن فزنا عليهم في الألعاب المتوسطية بهدفي دراوي ونعيم، وهو ما فتح شهية الخضر المنتشين بالتأهل على حساب ليبيا فيما تأهل التوانسة على حساب المغرب. وفي اللقاء الموعود حسم علي الكعبي وزملاؤه موقعة المنزه بالفوز بثنائية نظيفة، وفي مواجهة العودة، ورغم أن قندوز افتتح النتيجة إلا أن الخضر عجزوا عن تسجيل « هدف التعادل »، وأكثر من ذلك فقد تلقوا هدفا قاتلا في الدقائق الأخيرة لتقصى الجزائر وتتأهل تونس التي تخطت بقية التصفيات بنجاح بعد تألقها أمام غينيا ونيجيريا ومصر.
1986 .. الخضر « يريّشون » النسور
دارت السنوات وانقلبت القوة من تونس إلى الجزائر التي أبهرت العالم في مونديال 1982 وهو ما جعلها تكتسح كل من يعترض طريقها لبلوغ مونديال المكسيك سنة 1986، وقد نحج أشبال سعدان وقتها في تخطي عقبتي أنغولا ثم زامبيا، بينما تونس نجحت في إقصاء البنين وغينيا ونيجيريا ليصطدم الجارين في مباراة ختم تأشيرة الذهاب إلى المكسيك، وعوّل التوانسة على عاملي التاريخ والجغرافيا في موقعة الذهاب التي احتضنها ملعب المنزه. وما زاد من تفاؤلهم هو تمكن عبد القادر الركباوي من افتتاح النتيجة بعد ربع ساعة فقط من انطلاق المواجهة، لكن بعدها أقام الثنائي بلومي وماجر استعراضا خاصا جدا ويسجل الخضر رباعية غير مسبوقة (ثنائية في كل شوط)، لتنتهي المباراة بأثقل نتيجة في تاريخ المواجهات الرسمية بين الفريقين. وكرر الخضر إبداعاتهم في مواجهة العودة التي كسبوها بثلاثية نظيفة ليتأهلوا لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي وأكثر من ذلك دون أي هزيمة (تعادل ثم 5 انتصارات متتالية) وهو سبق يحتسب لكتيبة الشيخ سعدان.
هل يحترم منطق المداولة…؟
مر كل منتخب بفترة قوة ثم ضعف، وسيطر كل طرف على غريمه ثم انقلبت عليه الأيام… لكن الاستفهام المطروح: هل سيحترم منطق المداولة، أي أن المنتخب التونسي الذي تأهل على حسابنا لمونديال الأرجنتين… رددنا له الدين وتأهلنا على حسابه لمونديال المكسيك… وفي الكان فازوا علينا في جنوب إفريقيا، فهل سنفوز عليهم في الغابون…؟