أكّد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الخميس، إنّ الغابون سيستضيف كأس أمم إفريقيا الـ 31 المقررة بين 14 جانفي والخامس فيفري 2017، رغم الطوارئ التي تهزّ هذا البلد غداة إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.
وسط احتدام أعمال العنف الدامية في العاصمة الغابونية « ليبرفيل » وسائر المدن الكبرى، ارتضى « جونيور بنيام » المتحدث باسم (الكاف) التشديد على أنّ هيئة شدّد العجوز الكاميروني « عيسى حياتو » (70 عاما) المكنّى (ماماتو) غير قلقة بشأن إقامة البطولة في أرض « أوباميانغ »، مبديا تمسك الاتحاد الافريقي بموعد إجراء المونديال الأسمر في الغابون بعد 4 أشهر ونيف من الآن.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية على لسان « بنيام »: « لا يوجد أي قلق حول إقامة البطولة، القرعة ستسحب القرعة في 19 أكتوبر الداخل بليبرفيل، وهناك أيضا الاجتماعات السنوية للاتحاد (مقره في القاهرة) بين 21 و27 سبتمبر الجاري، وستجتمع جميع اللجان الدائمة بما فيها اللجنة المنظمة لكأس الأمم الإفريقية، أين سيتم تقييم الوضع ومناقشته في تلك الاجتماعات ».
وعن وجود الخطة « ب » في حال تعذر إقامة البطولة بالغابون، ردّ « بنيام » بحذر: « ليست اللحظة المناسبة الآن للدخول في هذا النقاش ».
وأدى الإعلان مساء الأربعاء عن فوز الرئيس « علي بانغو » بالرئاسيات على حساب المعارض « جان بينغ » إلى صدامات أسفرت عن وقوع قتلى، فضلا عن أعمال نهب في ليبرفيل وغيرها من مدن البلاد.
هل تستثمر الجزائر؟
يطرح مراقبون تساؤلات حول ما إذا كانت الجزائر ستستثمر مجددا في ملف احتضان العرس الإفريقي الشتاء المقبل – إذا ما جرى استبعاد الغابون-، بعد عام ونصف عن تكبّد الجزائر خيبة إضافية بعد خسارتها أمام الكاميرون وكوت ديفوار تواليا في معركتي احتضان كأسي إفريقيا لسنتي 2019، 2021، ثمّ 2023 لفائدة غينيا الاستوائية.
وكانت الكواليس ردّدت لفترة طويلة أنباء عن صفقة غير معلنة تقضي باستبعاد الجزائر عن احتضان دورة 2019 لصالح خلافتها ليبيا في 2017، بيد أنّ ما حدث في القاهرة زوال التاسع أفريل 2015، بدّد كل الحسابات، وأكّد شكوكا حامت بعد تأكيد « حياتو » قبل أيام أنّه « هو الكاف، وهو من يمنح تنظيم الدورات إلى من يشاء » (…. !!!!).
وسبق للجزائر أن قدّمت ملفا قويا، ومنحت ضمانات بشأن جاهزية الملعب الأولمبي بضاحية ضاحية براقي (18 كلم جنوبي شرق الجزائر العاصمة)، والمركب الأولمبي الجديد « عبد القادر فريحة » بوهران (400 كلم غربي العاصمة)، قبل أن يتسبب « مكر » (ماماتو) في حرمان الجزائر من فرصة أكيدة، وتمكين الغابون من تنظيم ثاني دورة بعد 2012 التي احتضنها مناصفة مع غينيا الاستوائية آنذاك.
حسابات (الكاف)
كرّس الاتحاد الإفريقي في السنوات الأخيرة تنظيم كأس القارة السمراء في منطقتي غرب وجنوب إفريقيا، حيث أبعدت هيئة العجوز الكامروني « عيسى حياتو » المنافسة القارية الأغلى خارج شمال إفريقيا بعد استضافة « تونس » ثمّ « مصر » لدورتي 2004 و2006.
وحرصت « الكاف » على (تأميم) الكأس جغرافيا، عبر « غانا » (2008)، ليأتي الدور على « أنغولا » (2010) ثمّ « الغابون » و »غينيا الاستوائية » (2012)، « جنوب إفريقيا » (2013) و »غينيا الاستوائية » مجددا (2015).
وإذا كان « الغابون » سيستلم الشاهد (2017)، فإنّ التداول سيبقى لاغيا، طالما أنّ الكاميرون بلد (ماماتو) سيستضيف دورة 2019، ثمّ « كوت ديفوار » (2021) قبل التمكين لـ »غينيا الاستوائية » في 2023، وهو ما يعني أنّ هذا البلد « الصغير » سيستضيف ثالث كأس في أقل من أحد عشر سنة ( !)، ويفيد أيضا أنّ دول شمال إفريقيا لن تحظ بالتنظيم قبل 2025 ! وطبعا إذا كان « حياتو » (تلاشى) حينذاك.
ورغم أنّ « حياتو » لا يزال (منزّها)، إلاّ أنّ (ماماتو) الذي استهلك ما يربو عن 27 عاما في قمة هرم الكاف، ما تزال الكثير من نقاط الظلّ تلف تعاطيه مع العقود الإشهارية وحكاية تصدّقه بالأعراس القارية ذات اليمين وذات الشمال، وفوق ذلك ملف 12 رصيدا ماليا ملغّزا لــ « ماماتو ».
والمعروف أنّ « حياتو » الذي صعد رئيسا للكاف بالمغرب في الحادي عشر مارس 1988، يراهن على أن يُدفن في مقر الاتحاد الإفريقي بالقاهرة، وينسج على منوال آل فهمي، وسلفه الأثيوبي « يادنكاتشيو تيسيما » الذي ترأس « الكاف » في 21 فيفري 1972، وظلّ رئيسا إلى غاية موته في 19 أوت 1987.