بعد أي مباراة أو تعثر للمنتخب الوطني، في التصفيات الإفريقية أو الخاصة بكأس العالم، أو حتى أثناء المشاركة في المنافسات الكبيرة، تتجلى الكثير من العيوب في صفوف محاربي الصحراء، وتتأكد مرة أخرى السياسة الفاشلة التي تبقى تنتهجها الفاف منذ سنوات.
وبدخول المنتخب الوطني « كان » الغابون » وخوضه أول مباراة أمام منتخب زيمبابوي، الذي صنّف مسبقا أضعف فريق في المجموعة الثانية على الورق، بدأت الانتقادات تتهاطل على بعض اللاعبين والمدرب البلجيكي جورج ليكينس، على اعتبار أنه المسؤول الأول عن العارضة الفنية وعن اختيار اللاعبين.
ولكن ما يعيشه المنتخب الجزائري في الغابون سبق أن عاشه في أغلبية مشاركاته في نهائيات كأس إفريقيا أو في مونديالي 2010 و2014، بدءا من اختيار مختار بلخيتر، الذي لم يوفق في أول مشاركة له أساسيا، إضافة إلى مردود عدلان قديورة، الذي كان خارج الإطار، إلى جانب الخطة التي انتهجها المدرب في المرحلة الأولى، بالاعتماد على الكرات الطويلة.
وبالنظر إلى المستوى المقبول جدا الذي قدّمه رامي بن سبعيني في محور الدفاع يتساءل الجميع عن سبب عدم استدعائه مبكرا ليتأقلم تدريجيا مع الخضر، الأمر الذي كان ربما جنبنا كارثة نيجيريا، وهذا دون الحديث عن مشكلة الظهير الأيمن التي يعاني منها الخضر منذ مدة، رغم وجود أحسن لاعب في المنصب في نادي اتحاد الجزائر وهو ربيع مفتاح، الذي كان ضمن القائمة السوداء، في حين تبقى الطريقة التي أبعد بها القائد كارل مجاني وسفيان فغولي من المنتخب الوطني تطرح عديد التساؤلات.
ويأتي تكرار نفس الأخطاء في كل مناسبة وقبيل كل منافسة مهمة، ليؤكد مرة أخرى فشل السياسة المتبعة من طرف الفاف، التي تتعامل بمبدإ الكيل بمكيالين مع البعض وتحاول التدارك عند الحاجة فقط، على غرار ما حدث مع بن سبعيني، الذي وضع في قائمة المغضوب عليهم بعد رفض ناديه ملعب ران الفرنسي السماح له بالمشاركة في أولمبياد ريو 2016، ليتم استدعاؤه وتمنح له الفرصة بعد حملة الدفاع عنه التي قادها الإعلام الجزائري.
هذا، وتوجد عدة أسماء في القائمة السوداء يمكنها دعم الخضر، على غرار زين الدين فرحات الذي يقدم مستويات كبيرة مع نادي لوهافر الفرنسي، لكن المدرب ليكينس فضّل عليه اسماعيل بناصر، الذي لا يشارك مع نادي أرسنال الإنجليزي، لتعويض تايدير المصاب في آخر لحظة، دون أن ننسى عودة مصباح الغائب عن الخضر منذ « كان » 2015، وعدم منح الفرصة لهواري فرحاني، أحسن ظهير أيسر محلي.
أغلب التقنيين غادروا المنتخب الوطني بسبب روراوة
في ذات السياق، تتجلى سياسة الفاف الفاشلة في عدم استقرار العارضة الفنية للخضر، حيث إن من أصل سبعة مدربين أشرفوا على الخضر في عشر سنوات الأخيرة، اثنين منهم فقط أبعدا لعدم تحقيق الأهداف المسطرة، وهما ميشال كفالي وعبد الحق بن شيخة، رغم أن الأخير ورث قنبلة موقوتة بعد إقالة رابح سعدان في سبتمبر 2010، إثر تعادل الخضر في بداية تصفيات « كان » 2012، وهو الذي كان قد أهّل الخضر لمونديال جنوب إفريقيا، فيما رفض البوسني خاليلوزيتش تجديد عقده، وقرر كريستيان غوركوف المغادرة رغم ضمان التأهل لكأس إفريقيا 2017، مع الإشارة إلى أن الصربي ميلوفان رايفاتس، كان اختيارا خاطئا منذ البداية، وغادر الفريق بعد خلاف مع اللاعبين الذين رفضوا العمل معه.
ومن الطبيعي أن يفشل الخضر في تحقيق الانتصارات والتتويج باللقب القاري، في ظل غياب برنامج كامل وسياسية واضحة على مستوى الاتحادية والمديرية الفنية، على الأقل في متابعة اللاعبين الناشطين في الجزائر وخارجها ومنح الفرصة لمن يستحق في الوقت المناسب وليس عشية المشاركة في كأس إفريقيا أو كأس العالم، كما أن تعاقب عدد معتبر من المدربين على الخضر في فترة وجيزة دليل على صعوبة العمل والتعايش مع رئيس الفاف.