أثار اقتراح وزارة التربية الوطنية باعتماد اللغة العربية العامية أو كما يسميها البعض “الدارجة” بدل اللغة العربية الفصحى في التعليم على مستوى الطور الابتدائي موجة استياء واسعة وسط الجزائريين.
الاقتراح كشف عنه المفتش العام لوزارة التربية الوطنية، وقال بأنه سيجري تطبيقه في المدرسة الجزائرية، بداية من الموسم الدراسي 2015-2016.
المفتش العام وحسبما نقلته تقارير إخبارية جزائرية اعتبر بأنه من الضروري اليوم التدرج في تعليم اللغة العربية في الطور الابتدائي، واستعمال مختلف اللهجات المحلية، وذلك لتفادي صدم التلميذ الجديد الذي يلتحق بالمدرسة
جمعية العلماء ترد على قرار التدريس بالعامية في الابتدائي: على سلال و بن غبريط التراجع حالا!
في أول رد فعل لها، نددت جمعية العلماء المسلمين بقرار اعتماد الدارجة بدل اللغة العربية الفصحى في التعليم على مستوى الطور الابتدائي.
وقال جمعية العلماء المسلمين حسب قناة “الشروق” الجزائرية، أن على الحكومة و كذا وزارة التربية الوطنية أن تتراجع و تتدارك حالا هذا القرار الذي وصفته بـ “السابقة الخطيرة” في تاريخ التعليم في الجزائر.
الدكتور أحمد بن نعمان: هل تريد بن غبريط تشكيل ولايات جزائرية غير متحدة، وغير متفاهمة فيما بينها؟
ومن جانبه، اعتبر المفكر المعروف، الدكتور أحمد بن نعمان، نائب رئيس جمعية الدفاع عن اللغة العربية، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” بأنّ قرار وزارة التربية بفرض التعليم باللغة الأمازيغية في 20 ولاية، و التعليم باللغة العربية العامية أو كما يسميها البعض ”الدارجة” في الولايات الأخرى، من شأنه أن يخلق لنا في الجزائر ما أسماه بـ ” الولايات الجزائرية غير المتحدة، وغير المتفاهمة فيما بينها؟” مؤكدا بأن هذه الخطوة تعتبر بمثابة خطوة نحو ” تفتيت وحدة الشعب الجزائري وطمس معالم هويته لسانا ودينا”
وكتب الدكتور بن نعمان يقول “سبب رفضي القاطع والدائم لاصطناع أي وضع لغوي مكتوب ولو كانت هذه اللغات موجودة فعلا ( أقصد اللهجات العامية المحلية)، لحاولنا أن نوحدها كما فعلت فرنسا ذاتها على يد (تالران) بعد الثورة الفرنسية مباشرة. فضلا عن أن نقبل بدعوة إيجاد شيء من العدم، وأقصد هنا الاستعمال المكتوب، وليس الاستعمال الشفوي الشعبي المتداول في الأوساط الأمية، والذي لا يضير وحدة وسيادة الوطن في شيء، وهو موجود حتى في ألمانيا وإسرائيل، ولقد شبهت في كتابي (فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر) اللغة الفصحى في أي بلد بالملكة، واللغات الشفاهية على تعددها بالوصيفات أو الأميرات، وإذا كان المنطق يقبل أن توجد في أي بلد مجموعة من الأميرات أو الوصيفات، لخدمة الملكة، فإنه لا يعقل بأي حال من الأحوال أن توجد ملكتان أو اكثر، تحكمان شعبا واحدا: فالشعب الواحد لا تحكمه إلا ملكة واحدة. فرفضي القطعي، إذا، هو لتعدد الملكات في وطني، وليس لتعدد الوصيفات والأميرات اللواتي مهما كثرن فهن مجرد مساعدات لها، ولا يمكن أن يتجاوزن هذه الوظيفة، كما ظل الشأن سائدا منذ أكثر من 14 قرنا، من التاريخ الحضاري والوحدوي المجيد للجزائر، وكل أقطار الأمة مشرقا ومغربا