بعد أن اتخذت وزيرة التربية، نورية بن غبريط، جملة من الإجراءات لإنقاذ السنة الدراسية من شبح السنة البيضاء، وتدارك ما فات من الدروس، من خلال توزيع أقراص مضغوطة تتوفر على كامل دروس البرنامج السنوي على تلاميذ البكالوريا، إضافة إلى رقم سرّي خاص لكل تلميذ يسمح له بالدخول إلى موقع التعليم عن بعد الإلكتروني كأداة ووسيلة للمرافقة ودعم التلاميذ، تفاجأ العديد من التلاميذ ببعض ثانويات العاصمة، ويتعلق الأمر أساسا بثانوية « فرانس فانون » بباب الوادي، وثانوية « الأمير عبد القادر » بساحة الشهداء وثانوية « عقبة » بباب الوادي، إذ وجد العديد من هؤلاء الأقراص المضغوطة التي من المفروض أن تحوي المقرر الدراسي « مزيفة »، حيث كان بعضها فارغا وأما بقية الأقراص الأخرى فكانت تحوي على الأغاني أو على أشرطة وثائقية، أما الأوفر حظا منهم فقد وجدوا نصف المقرر الدراسي فقط.
أكدت مصادر مطلعة أمس، بأن وزارة التربية قد وزعت خمسين قرصا عبر مديريات التربية الخمسين، بحيث يقوم المديرين المعنيين بالولايات باستنساخها وتوزيعها على حسب عدد ثانوياتها، مشيرة إلى أن الوزيرة نورية بن غبريط ليست المسؤولة عن هذا الخطأ، بل بعض المسؤولين في القطاع، في إشارة منها إلى أن المسؤولية يتحملها بعض الأطراف التي تريد تشويه القطاع، خصوصا وأن مشكل تدارك الدروس الضائعة خلال العطلة الربيعية لازال قائما بسبب الغيابات المسجلة سواء من طرف الأساتذة أو التلاميذ بسبب غياب التفاهم والحوار بين الوزارة والنقابات وكذا الأساتذة، كما فتحت المصادر ذاتها النار على مديري التربية والمؤسسات التربوية وكذا العمال من مقتصدين ومستشاري التربية ومساعدين تربويين وأساتذة، وقالت بأنه يجب عليهم تحمل متبعات تصرفاتهم، « غير المسؤولة » لأنهم وزعوا أقراصا مزورة ومزيفة تحوي أغاني الراي وأخرى فارغة والبعض منها يحوى أشرطة وثائقية.
هذا وقد أكد المصدر وجود بعض الأطراف « التي لا تملك أي ضمير » وهمها الوحيد هو ربح المال ولو كان الثمن مصير التلاميذ، بحيث فتح النار على هؤلاء الذين يقدمون أقراصا مزورة ويتلاعبون بمصير التلاميذ ويقفون وراء العملية من أجل زعزعة استقرار القطاع، أو للتأثير على المسؤولة الأولى على القطاع، نورية بن غبريط، أو عرقلة السير الأمثل للسنة الدراسية من أجل ربح الوقت، قائلا « هؤلاء الأطراف يريدون التلاعب بمصير التلاميذ ويحاولون الصيد في المياه العكرة من أجل لفت انتباه الوزيرة لتنشغل بهذه المشاكل، حتى يحققوا أغراضهم الشخصية، كما ألحت مصادرنا على ضرورة إيفاد لجنة تحقيق ضد هذه الأطراف التي تحاول أن تخلق الفتنة في القطاع وتؤدي إلى حدوث احتجاجات التي تعصف بالقطاع، مشددة على اتخاذ إجراءات ردعية ضد المخالفين، ولكن من تسول له نفسه العبث بمستقبل التلاميذ ومصيرهم من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية.