عرّى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الطريقة الهاوية التي يسيّر بها الاتحاد الجزائري للعبة، بعد أن قام بالكشف عن منح المنتخب الوطني الأول هدية رمزية تتمثل في
إعلانه فائزا على البساط بثلاثية نظيفة على نيجيريا في ختام تصفيات مونديال روسيا 2018، بسبب إشراك المنتخب النيجيري لاعبا بشكل غير قانوني في اللقاء الذي جمع المنتخبين يوم 10 نوفمبر الماضي بقسنطينة، وهو الخطأ الذي لم يتفطن له الطاقم الإداري للمنتخب الوطني ولم تتابعه الأمانة العامة للفاف، وهو ما يؤكد ضعف المنظومة الإدارية للخضر والاتحادية بشكل عام، بعدما ألقت الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها الاتحاد الجزائري لكرة القدم منذ انتخاب القيادة الجديدة بقيادة خير الدين زطشي في مارس الماضي، بظلالها على مصداقية هذه الأخيرة والطريقة « الهاوية » في تعاطيها مع المسائل الهامة.
شهدت المنظومة الإدارية للمنتخب الوطني والاتحادية الكثير من التغييرات منذ رحيل الرئيس السابق محمد روراوة، حيث عمد الرئيس الجديد للتخلص من كل من له علاقة بسلفه من دون معايير أو مقاييس مضبوطة وعقلانية، ما تسبب فقدان هذه المنظومة لفعاليتها وتوازنها، بدليل ارتكاب أخطاء كثيرة لا يسع المقام لذكرها كلها، ضربت مصداقية و »احترافية » ونزاهة الفاف في الصميم، واهتزت الصورة « الطيّبة » التي كانت تتواجد عليها في السنوات القليلة الماضية التي شهدت بروزها بشكل قوي على الساحتين القارية والعالمية جعلها تحتل مكانة مرموقة.
ولعل أبرز الأخطاء التي ارتكبتها القيادة الجديدة للاتحادية هي رهانها على مسؤولين يفتقدون للكفاءة والخبرة في المناصب التي تم تعيينهم فيها على غرار الأمانة العامة للاتحادية التي وقعت في أخطاء لا حصر لها وكان آخرها « فضيحة » ملف ترشيح بشير ولد زميرلي لعضوية المكتب التنفيذي للكاف، والتي ستتسبب في استمرار غياب التمثيل الجزائري في الكاف لسنوات طويلة قادمة، فضلا عن الطاقم الإداري للمنتخب الوطني الذي لم يتفطن للتوظيف غير القانوني للاعب منتخب نيجيريا خلال المباراة الأخيرة، ويهدد ضعف المنظومة الإدارية للفاف، المنتخب الوطني بشكل خاص لا سيما أن الأخير مرتبط بثمة إجراءات قانونية وإدارية تخص مشاركاته في المباريات الرسمية والمسابقات وكذا لاعبيه خاصة مزدوجي الجنسية منهم، والذين يستدعي تأهيلهم اتباع إجراءات إدارية بالتنسيق مع الكثير من الأطراف على غرار الكاف والفيفا، وكذا وضعية اللاعبين القانونية ومدى تأهيلهم لخوض المباريات، فضلا عن أمور إدارية وقانونية أخرى، لا تتحكم فيها المنظومة الإدارية الحالية، وقد تكبّد المنتخب والكرة الجزائرية خسائر جديدة على كل الأصعدة، في سيناريو مشابه لفضيحة « كاروف » التي حرمت الجزائر من التواجد في كأس أمم إفريقيا 1994 بتونس بسبب خطأ إداري تورط فيه آنذاك الأمين العام السابق للفاف رضا عبدوش الذي تم تداول اسمه بقوة في الساعات الماضية كخليفة محتمل للأمين العام الحالي محمد ساعد. وتبقى الفاف اليوم مطالبة بتغيير سياستها والتخلص من الذهنيات « البالية »، والمراهنة على الكفاءات لتسيير منظومتها الإدارية تفاديا للوقوع في أخطاء جديدة ستكلف الكرة الجزائرية غاليا.