يبدو أن الإسرائيليين غير منزعجين إطلاقا من المواقف السياسة الخارجية التي تنتهجها الجزائر سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، لاسيما في قضية دعمها غير المشروط للقضية الفلسطينية. هذا ما أكده عقيد في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الذي قال إن الجزائر وإسرائيل دولتان مستقرتان في المنطقة، تشتركان في عدة قضايا منها العداء لإيران ولـ « داعش »، وحتى بالنسبة للإخوان المسلمين، متمنيا قيام تعاون وتنسيق عسكري إستراتيجي بين إسرائيل والجزائر.
وبالرغم من أن الجزائريين يعتبرون إسرائيل العدو الأول الذي يهدد كيان الأمة، إلا أن أصداء من إسرائيل جاءت مغايرة تماما، حيث اعتبروا الجزائر « بلدا غير عدو لإسرائيل »، وأدرجوها ضمن البلدان « المستقرة » التي يتعين التعاون الإستراتيجي والتنسيق
هو تصريح جاء على لسان المستشار الأمني والدبلوماسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي، العقيد في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية « عيران ليرمان »، عندما قال لصحيفة « جورشاليم بوست » الناطقة باللغة الإنجليزية أمس الأول، إن « الجزائر وإسرائيل يشتركان في أنهما دولتان مستقرتان في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، تعين التنسيق والتعاون الاستراتيجي بينهما ».
وبالمقارنة مع السنوات الماضية التي اشتد فيها العداء الجزائري لكل ما هو إسرائيلي وصهيوني، يقول ضابط المخابرات الإسرائيلي، إن « النظام الجزائري حاليا عاد إلى رشده، بعدما سجل في سنوات مضت ميولا واضحا لنيران الاشتراكية في مختلف توجهاته السياسية ».
وفي تصنيفه للتوجهات السياسية للجزائر تجاه القضايا الراهنة بالمنطقة العربية والدولية، يرى الخبير العسكري الإسرائيلي، إن « الجزائر حاليا لا تنتمي للدول السيئة بالمنطقة، وهي « ليست جزءا من محور الشر الذي ترعاه إيران وأعوانها بالمنطقة تجاه إسرائيل، على غرار العراق، سوريا، حزب الله، والحوثيين »، وتابع « إلى جانب ذلك، لايمكننا إغفال مسألة العداء الشديد الذي تكنه الجزائر لـ « داعش »، قطر والإخوان المسلمين ». فبمنظوره، أن كل النقاط التي ذكرها سابقا الخبير العسكري الإسرائيلي، والتي تشترك فيها الجزائر وإسرائيل، تعطي الفرصة لبناء تحالف عسكري قوي بالمنطقة.
assawt ع.حنو