قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء سطيف، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، بإدانة المتهم « ق. ف »، البالغ من العمر 35 سنة، والحكم عليه بالإعدام، لتورطه في إزهاق روح فلذة كبده القاصر، عبد الرحيم قيس، الذي لم يكن يتجاوز من العمر سنتين ونصفا، بالقرب من مدينة العلمة، في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت مشاعر المواطنين وشغلت الرأي العام وقتها، بعد العثور على جثة البريء مذبوحة وملفوفة داخل كيس بلاستيكي بغابة جرمان في محيط مدينة العلمة…
ترجع تفاصيل الجريمة الوحشية التي اقترفها أب في حق فلذة كبده، إلى شهر سبتمبر من السنة الماضية، عندما عثر أحد الرعاة على جثة الطفل داخل كيس ملقى بغابة جرمان في ضواحي مدينة العلمة، وقد بلغت حالة جد متقدمة من التعفن، بعد أن نهشتها الكلاب والذئاب ومختلف الحيوانات المفترسة، طيلة أيام اختفاء الصبي من بيت أهل والدته المنفصلة عن الأب الجاني، ببلدية التلّة بسطيف، ليتم إثر ذلك فتح تحقيق أمني، أسفر عن توقيف الأب ومتابعته في هذه الجريمة الشنيعة.
خلال جلسة المحاكمة، تظاهر المتهم بالجنون، مدعيا إصابته بمرض عقلي، تائها بنظراته في أرجاء قاعة الجلسات، رافضا الكلام والتصريح أمام هيئة محكمة الجنايات والإجابة عن أسئلة دفاع الطرف المدني والقاضي، على الرغم من تنبيهات رئيس الجلسة له، بأنه لن يفلت من العقاب، مهما كانت حججه وتهربه… وكان المتهم خلال مراحل التحقيق أيضا قد حاول التسويف والتضليل وأنكر في بداية تصريحاته التهمة المنسوبة إليه، قبل أن ينهار أمام قاضي التحقيق، ويتراجع، معترفا بأدق التفاصيل التي جاء فيها أنه يوم الوقائع أخذ ابنه الضحية من بيت عائلة طليقته، ببلدية التلة إلى مقر سكناه بمدينة العلمة، وتوجه به بعدها إلى محل لبيع الخردوات، ليقتني سكينا، ويستدرج طفله البريء إلى غابة جرمان بعيدا عن أعين الناس، لينفذ فيه جريمته الشنيعة، ولم تنفع توسلات ابنه أمام إصرار الأب على ذبح طفله، وتقطيع بعض أجزاء جسمه لتمويه المحققين، حسب ما ورد في قرار الإحالة. النيابة العامة، في مرافعتها ركزت على بشاعة الجرم المرتكب، في حق الطفل البريء والتمست تسليط عقوبة الإعدام على الجاني الذي أثبتت الخبرة العقلية سلامته من أي اضطراب عقلي وقت تنفيذه الجريمة، رغم قيامه ببعض التصرفات التي توحي بأنه مصاب عقليا في محاولة منه للإفلات من العقاب.