قالت الخارجية الأمريكية، إن ضباطا من السفارة الأمريكية بالجزائر، قد اجتمعوا طوال السنة الماضية، مع مسؤولين حكوميين جزائريين من وزارات الخارجية والداخلية والشؤون الدينية لمناقشة الصعوبات التي يواجهها المسيحيون والأقليات الدينية الأخرى في تسجيل الجمعيات وجمع المجموعات الدينية والحصول على تأشيرات الدخول، وتناول ضباط السفارة أيضا موقف الحكومة الجزائرية تجاه ما أسمته بـ »الطوائف الأقلية المسلمة » ، وأبدت واشنطن اهتماما كبيرا حيال تعامل السلطات مع الطائفة الأحمدية.
أفرجت الخارجية الأمريكية، الأربعاء، عن تقريرها السنوي حول واقع الحريات الدينية في العالم، والذي خصصت له 16 صفحة كاملة، وأعاد التقرير، اقتباس الكثير مما صدر في السنوات السابقة، لكن تقرير هذه السنة- يغطّي عام 2016 – سلط الضوء بشكل كبير على الطائفة الأحمدية، وتناول نقلاً عن وسائل الإعلام، العمليّات التي نفذتها مصالح الأمن ضد الأحمديين الذين كانوا ينشطون بطريقة سرية ودون تراخيص من السلطات العمومية، قائلة « اعتقلت الشرطة الأحمديين للقيام بأنشطة دينية غير مصرح بها، مثل صلاة وطباعة الكتب الدينية »، ونقلت عن وزير الشؤون الدينية محمد عيسى قوله « ، الطائفة الأحمدية لم تعد موجودة في البلاد، وأنه يجب بذل جهد لجلب الشباب الذين تأثروا بمذهب الأحمدي إلى معتقداتنا الدينية الوطنية… جماعة الأحمدية إلى جانب الجماعات الدينية الأخرى كالبهائية ليست جماعات دينية مشروعة، ومن المرجح ألا تحصل على إذن للعمل بشكل قانوني »!.
وضمن التقرير، ما يشبه « النصائح »، التي قدمتها الإدارة الأمريكية إلى نظيرتها الجزائرية، سواء من قبل السفيرة جوان بولاشيك، أو ضباطها، علاوة على مساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأوردت الوثيقة « شجعت السفيرة الحكومة على تعزيز التسامح الديني، وقد ركز ضباط السفارة في الاجتماعات والبرامج مع الزعماء الدينيين من جماعات الأغلبية والأقليات الدينية، وكذلك مع أفراد الجمهور، على التعددية والاعتدال الديني، والتقى مساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان مع عدة مسؤولين من وزارة الشؤون الدينية للتشديد على أهمية التسامح الديني وحرية العبادة ».
وأكدت واشنطن أنها تكفلت برعاية العديد من العلماء المسلمين وممثل عن الصوفية وأعضاء الأحزاب السياسية الإسلامية في الولايات المتحدة والمؤتمرات الدولية التي تمولها الحكومة الأمريكية لمكافحة التطرف العنيف وتعزيز الاعتدال والتسامح الديني.
وبلغة الأرقام، أفاد التقرير، أن عدد السكان نحو 40 مليون نسمة وأكثر من 99٪ منهم مسلمون سنيون، و »المجموعات التي تشكل أقل من 1 في المائة من السكان هم من المسيحيين واليهود والمسلمين الاحمديين والمسلمين الشيعة وجماعة من المسلمين الإباضيين المقيمين أساسا في غرداية، ويقدر بعض الزعماء الدينيين أن هناك أقل من 200 يهودي »، ويتحدث التقرير نقلا عن تقارير غير رسمية عن وجود بين 20 ألف إلى 200 ألف مسيحي »، ويزعم التقرير أن هنالك « ظلما وحيفا » في حق غير المسلمين بل ويدّعي أنّ » هناك تقارير تفيد بأنّ أفراد الأسرة يسيئون إلى المسلمين الذين اعتنقوا أو أعربوا عن اهتمامهم بالمسيحية، وأفاد ممارسو الديانات الأخرى، بمن فيهم المسيحيون واليهود، أنهم تعرضوا للتهديدات والتعصب، وكثيرا ما ظلوا ضعفاء نتيجة لذلك »، وفي موضع آخر « رفض دفن مسيحيين في مقابر المسلمين »، و » تقييد استيراد الأناجيل »، ولهذا قال التقرير » يجب على الوزارات المعنية الموافقة على استيراد الكتابات الدينية غير الإسلامية، ومنح التراخيص لنشاط الجمعيات الدينية غير الإسلامية ».
وعن اليهود، أورد تقرير الخارجية الأمريكية » أن مواطنين يهودا ما زالوا يحاولون إبقاء هويتهم الدينية خاصة »، وبدا التقرير منزعجا من التغطية الإعلامية ضد « تسلل » الصحفي الإسرائيلي جدعون كيتس ضمن الوفد الإعلامي الذي رافق الوزير الأول الفرنسي الأسبق ايمانوال فالس خلال زيارته للجزائر.
كما تحدث التقرير عن حالة « كره » من الجزائريين للشيعة والبهائية والأحمدية، وقال « انتقدت وسائل الإعلام الطوائف الدينية المنحرفة عن الإسلام مثل الأحمدية والشيعة والإسماعيليين والبهائيين، وأنتجت وسائل الإعلام الخاصة والحكومية تقارير على مدار العام، تحذر من مخاطر الجماعات الدينية مثل الشيعة والأحمديين دون أن تتضمن البرنامج وجهات نظر معارضة تدافع عن هؤلاء، بحسب التقرير.