استغلت الشركات الطاقوية الأوروبية أمس، ملتقى الأعمال « الجزائر ـ الاتحاد الأوروبي » للطاقة، المنظم بفندق الأوراسي، والذي حضره 700 متعامل منهم 400 شركة أوروبية و300 متعامل جزائري، ومجمعا سوناطراك وسونالغاز، وكافة فروعهما والوكالات الطاقوية، للضغط على الحكومة وخفض أسعار
استغلت الشركات الطاقوية الأوروبية أمس، ملتقى الأعمال « الجزائر ـ الاتحاد الأوروبي » للطاقة، المنظم بفندق الأوراسي، والذي حضره 700 متعامل منهم 400 شركة أوروبية و300 متعامل جزائري، ومجمعا سوناطراك وسونالغاز، وكافة فروعهما والوكالات الطاقوية، للضغط على الحكومة وخفض أسعارالغاز في العقود المقبلة، وذلك بعد انتهاء كافة الصفقات المبرمة قبل سنوات، مركزة على الظرف الصعب الذي تشهده سوق الطاقة الدولية، يتقدمها انخفاض سعر البترول والوضع الأمني بالمنطقة.
ورد وزير الطاقة صالح خبري، خلال ندوة صحفية نشطها على هامش هذا المنتدى الاقتصادي بلهجة صارمة على الأوروبيين، مؤكدا أن خيار الجزائر للمرحلة المقبلة سيكون العقود طويلة المدى، مشددا على أنه لا يمكن التعاقد مع شركات تقتني الغاز من الجزائر بسعر منخفض لتعيد بيعه في السوق الحرة بسعر أعلى، وخاطب الشركات الأوربية، قائلا « قبل أن تتحدثوا عن الأسعار، أولا قدموا لنا عقود شراء طويلة المدى وبعدها سنرى ».
ورفض الوزير الخضوع لمطلب شركة « إي أن جي » الفرنسية التي دعت صراحة خلال عرضها بالفوروم إلى خفض أسعار الغاز في العقود المقبلة، مخاطبا إياهم « أنتم لا تشترون الغاز من عندنا فكيف تطلبون اليوم أن نخفض السعر » ، وذهب أبعد من ذلك قائلا: « إن كنتم ترغبون في ذلك أحضروا لنا عقد شراء قبل كل شيء.. أنتم تستثمرون وتأخذون الغاز لتعيدوا بيعه في السوق الحرة، ومثلما تبحثون عن مصلحتكم، نحن نبحث عن مصالحنا ».
وأكد الوزير أن استخراج وتوصيل الغاز الطبيعي يكلف الحكومة غاليا، الأمر الذي يجعلها اليوم تبيعه بسعر مرتفع خلافا للبترول، قائلا « الغاز ليس البترول، نحن ندفع الكثير لاستغلاله واستكشافه واستخراجه وتسويقه وتوصيله وربطه، ولذلك لن نبيعه بسعر منخفض »، وأقر عزم الحكومة على مواصلة العقود طويلة المدى من دون التراجع عنها، وأكد أن المفاوضات مستمرة في هذا الإطار.
وطالب الوزير الخواص باقتحام مجال الطاقة الشمسية، مؤكدا أن الحكومة لن تستثمر أموالا في هذا القطاع بعد اليوم، وأن الكرة ستكون في مرمى المتعاملين الخواص، وبالمقابل وعد بتمكينهم من بيع إنتاجهم من الكهرباء وفقا للمصاريف التي أنفقوها رفقة شركائهم الأجانب لمدة 20 سنة.
من جهته، رئيس لجنة الطاقة بالاتحاد الأوروبي ميغال أرياس كانت، قال إن المنتدى جاء للحديث عن الطاقات المتجددة، إلا أن ذلك لا يمنع من فتح نقاشات أخرى، في إشارة منه إلى العقود المقبلة وتخفيض الأسعار، وشدد على أن أوروبا لن تمس الملفات السيادية للجزائر التي تظل شريكا استراتيجيا، مؤكدا أن فتح مشروع « غازدوك » بين فرنسا وإسبانيا سيمنح فرصا طاقوية جديدة للجزائر.
وشدد مدير شركة « شتات أويل » بالجزائر، كار فيكن، في تصريح لـ »الشروق » على ضرورة استقرار الوضع الأمني للاستثمار في الجنوب، مشيرا إلى أن هذا الأخير يعرف تنسيقا محكما منذ فترة لاسيما خلال الأشهر الأخيرة، أي بعد اعتداء خريشبة، وقال إن مديره في النرويج يطالبه دائما بتقارير أمنية عن الوضع وإنه يسعى لإقناعه بكل الوسائل بأن الأوضاع حسنة هنا، مثمنا الشراكة مع سوناطراك، ورافضا التعليق على انسحاب جزء من عمال « شتات أويل ».