قال عميد مسجد باريس دليل بوبكر في مؤتمر صحفي عقب اجتماع ممثلي الديانات في فرنسا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند صباح الأربعاء، إنه يوجد نوعٌ من التناقضات والتضاد في معتقدات المسلمين في فرنسا، من منطلق ما يحدث في هذه السنوات الأخيرة من هجمات دموية بفرنسا على أيدي ما أسماهم بالمجرمين القتلة، آخرها هجوم على الكنيسة التي ذُبح كاهنها المسن جاك أميل أول أمس بمدينة سان إتيان روفري.
ويضيف بوبكر: هذه المدينة تبرعت للمسلمين المقيمين بها بقطعة أرض عام 2000 لبناء مسجد للصلاة، إذن هذا المفهوم المتناقض والمشبوه في أذهان الناس يتنافى بتاتا وما ذكرته العديد من السور القرآنية التي تحرِّم قتل النفس والمساس بحرمة الأماكن المقدسة، وعليه نأمل مستقبلاً -يقول للصحفيين بساحة قصر الإيليزي- أن يعي المسلمون في فرنسا ما لا يتطابق مع نظرة العالم للإسلام، وعلى المسلمين الاستعداد لإعادة تأهيلهم في المسائل الدينية العلمية لتكون أكثر نضجاً مما هي عليه اليوم، وتسهيل على المؤسسات الإسلامية أن تكون في المستوى المطلوب في مثل هذه الأحداث.
عبد الله زكري رئيس المرصد الوطني ضد معاداة الإسلام بفرنسا رفض من جهته هذه الحملة الشرسة التي تحاك ضد المسلمين والإسلام في فرنسا والتي تخطت كل الخطوط الحمراء حسبه قائلا « ما ذكره دليل بوبكر فيما يخص إعادة تأهيل وإصلاح المسلمين والمؤسسات الإسلامية مرفوضٌ جملة وتفصيلا، وما تعيشه فرنسا من جرائم الإرهاب والرعب ليس نتيجة عدم فهم المسلمين للإسلام، لكن وببساطة هو عمل إرهابي بعيد كل البعد عن مسلمي فرنسا »، وأضاف أن « حقيقة ما يحدث في فرنسا وغيرها من بلدان أوروبا هو مسؤولية شرذمة من شباب السجون الفرنسية الذين تطرفوا بعنف على أيدي « أئمة اليوتيوب » ولا يمُتّون بصلة لأئمة المساجد والمدارس الدينية المعروفة التي تنتهج تعاليم الدين الاسلامي الحنيف ».
وعن الأغراض وراء هذه الحملة ضد المسلمين، أجاب زكري: هي لأغراض مصلحية سياسية وانتخابية لا غير، هدف تصريحات بعض النواب وغيرها من انتقدوا المسلمين هو الحفاظ على الكرسي والسلطة بأي طريقة والحرص الشديد على حماية مصالحهم بين أروقة الساسة في فرنسا.
وخلافا لما اقترحه عميد المسجد الكبير بباريس دليل بوبكر لمعالجة معضلة الإرهاب، اعتبر زكري أن الحل هو اتحاد المسلمين بمختلف جنسياتهم في فرنسا على كلمة واحدة وتمثيل المسلمين بأحسن وجه للحفاظ على كرامتهم وتكثيف الجهود المشتركة والوقوف صفا واحدا لمن يسيئون إلى تعاليم ديننا السمح.