تسجل سنويا مصالح الطب الشرعي في المستشفيات العمومية في إطار الخبرة الطبية التي يطلبها قاضي شؤون الأسرة قبل الحكم النهائي بالطلاق الذي تطلبه الزوجة، من 15إلى 21 حالة لسيدات جزائريات عشن الحياة الزوجية وهن عذراوات واستمر بقائهن رفقة أزواجهن لمدة وصلت أحيانا لـ 5 سنوات بسبب عدة اعتبارات تتعلق بالمحيط العائلي والمجتمع بصفة عامة.
وكشف في هذا الموضوع، البروفسور رشيد بلحاج، رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، عن تسجيل 21 خبرة طبية لسيدات متزوجات وهن عذراوات وتعدت مدة سكوتها على الأمر السنة أحيانا، حيث أشار إلى أن سيدة تبلغ من العمر 35 سنة بقيت لمدة عام كامل رفقة زوجها، وهي عذراء، وعندما تقدمت لتسجيل قضية الطلاق أصدر قاضي شؤون الأسرة حكما ابتدائيا يقضي بتعيين خبير للكشف عن العجز الجنسي لزوجها.
وقال رشيد بلحاج،إن هؤلاء النساء هن ضحايا الحشمة او ما يسمى الزواج لإرضاء المجتمع، أو الخوف من نظرة الوسط العائلي، وهو الأمر الذي يجعلهن يفضلن البقاء تحت غطاء الحياة الزوجية دون علاقة جنسية رغم أن قانون الأسرة حسبه يكرس لحق الإنجاب والفراش الزوجية ويجعل منهما مبررا قويا لطلب الطلاق.
من جهته، أكد رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى بشير منتوري القبة بالعاصمة، البروفسور عبد الرحمان خير الدين، أن بقاء سيدات متزوجات عذراوات بعد ليلة الدخلة رفقة أزواجهن لمدة وصلت إلى 5 سنوات حسب الحالات التي سجلتها مصلحته، ظاهرة غريبة تعكس ظاهرة العجز الجنسي والشذوذ الجنسي عند الرجل الجزائري، مشيرا أن مصلحته سجلت خلال 2016، 5 حالات لمتزوجات عذراوات، وحالة لسيدة أربعينية تزوجت منذ 10سنوات مع موظف محترم في مؤسسة عمومية، ورغم أنه أقام معها علاقة جنسية في فترات متباعدة، إلا أنه خلال الـ 5 سنوات الأخيرة لم يقم معها هذه العلاقة بصفة قطعية، لأنه شاذ جنسيا، وعندما وصل الأمر لأن يتعدى على الطفل الذي ربته قدمت ضده شكوى.
أسباب معقدة للعجز الجنسي.. ولجنة أطباء لإقناع القاضي
وعن أسباب عدم قدرة الزوج لإقامة علاقة جنسية مع زوجته حتى يوم الدخلة، قال البروفسور رشيد إن الخبرة الطبية التي يطلبها قاضي شؤون الأسرة بعد أن ترفع الزوجة دعوى لطلب الطلاق، تقتضي فحص كل الطرفين »الزوج والزوجة » على حدا، حيث كشفت مصلحته عن أسباب نفسية وسيكولوجية وعضوية وهرمونية، وجينية وراء عجز الرجل جنسيا أو انحرافه عن العادة، مشيرا أنه تم تسجيل خلال 2016، للحالة الأخيرة 5 شواذ جنسيا تزوجوا لعدم فضح أمرهم أمام عائلتهم بينهم واحد أحضر يوم الدخلة، صديقه الذي يمارس معه الجنس، فرفضت زوجته.
واعتبر بلحاج، تعاطي أدوية الأمراض العقلية من طرف الزوج، أكثر الحالات التي كانت وراء بقاء المتزوجات عذراوات، مضيفا الإصابة بداء السكري سبب آخر.
وعن الأسباب السيكولوجية، قال رئيس مصلحة مستشفى مصطفى باشا للطب الشرعي، إنها تتعلق بالرجال الذين ينشؤون في وسط عائلي نسوي، كأن يكون ابن واحد للعائلة ولديه 6 شقيقات، كما نبه بلحاج لوجود أمراض هرمونية وجينية وراء عجز الرجل على إقامة علاقة جنسية مع زوجته.